(الثالث) ان يتذكر ما ورد من المدح والثواب على دفع الغضب في موارده، ويتأمل فيما ورد من فوائد عدم الغضب، كقول النبي: " من كف غضبه عن الناس كف الله تبارك وتعالى عنه عذاب يوم القيامة ". وقول (الرابع) ان يتذكر فوائد ضد الغضب، أعني الحلم وكظم الغيظ، وما ورد من المدح عليهما في الاخبار (الخامس) ان يقدم الفكر والروية على كل فعل أو قول يصدر عنه، ويحافظ نفسه من صدور غضب عنه. (السادس) ان يتحرز عن مصاحبة أرباب الغضب، والذين يتبجحون بتشفي الغيظ وطاعة الغضب، ويسمون ذلك شجاعة ورجولية (السابع) ان يعلم ان ما يقع انما هو بقضاء الله وقدره، وان الاشياء كلها مسخرة في قبضة قدرته، وان كل ما في الوجود من الله، وان الامر كله لله، (الثامن) ان يتذكر ان الغضب مرض قلب ونقصان عقل، صادر عن ضعف النفس ونقصانها، لا عن شجاعتها وقوتها، ولذا يكون المجنون أسرع غضباً من العاقل، والمريض أسرع غضباً من الصحيح. والشيخ الهرم أسرع غضباً من الشاب، والمرأة اسرع غضباً من الرجل، وصاحب الأخلاق السيئة والرذائل القبيحة اسرع غضبا من صاحب الفضائل. ولذا قال سيد الرسل: " ليس الشديد بالصرعة، انما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب. كظم الغيظ ثمرة الحلم - منتديات شيعة الحسين العالمية اكبر تجمع اسلامي عربي. (التاسع) ان يتذكر ان قدرة الله عليه اقوى واشد من قدرته على هذا الضعيف الذي يغضب عليه (العاشر) أن يتذكر أن من يمضي عليه غضبه ربما قوى وتشمر لمقابلته وجرد عليه لسانه باظهار معائبه والشماته بمصائبه، ويؤذيه في نفسه وأهله وماله وعرضه.
الغيظ هو أصل الغَضَب، وكثيرًا ما يتلازمان، فهو موقف إنساني سلبي وردة فعل تلقائية تجتاح النفس البشرية لأسباب معينة تختلف باختلاف الأشخاص والوضعيات والعوامل، ويعتبر الإحساس بالظلم أو التعسف أو عدم التقدير أو التحقير من الأسباب التي قد تؤدي إلى بروزه في نفس الإنسان، فهو أمر ذاتي أكثر منه موضوعي. وهو ظاهرة تبرز بشكل جلي لاسيما خلال شهر رمضان، ومن هذا المنطلق ركز الإسلام على معالجة ظاهرة الغيظ من داخل النفس البشرية قبل أن يتصدى له من جانب العوامل الخارجية. وقد وردت آيات قرآنيه وأحاديث نبوية كثيرة تدعو المسلمين إلى التحلي بصفة كظم الغيظ والعفو عن الناس، نكتفي بالاستشهاد بالآية الكريمة التالية؛ قال تعالى: وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ -1-.
-15– من رضى بقضاء ربه أرضاه الله بجمال قدره، ومن صفات الله تعالى أنه عفو يحب العفو ويحب من عبيده أن يتعبدوه به، ويعملوا بمقتضاه. وهذا المطلب في غاية الأهمية، فإن العفو يترتب عليه حسن الجزاء في دخول النّعيم المقيم. وموسم رمضان فرصة ذهبية لتوطين النفس وتدريبها على كظم الغيب والعفو عن الناس، لننال عفو الله وإنزال العطاء المرجو منه تعالى ألا وهو العتق من النيران. 1- آل عمران: الآيتان 133-134. 2- أخرجه الحاكم وصححه الألباني. 3- عبد السلام ياسين "تنوير المؤمنات" ج2 ص 49. 4- صححه الألباني في "صحيح الترغيب". 5- الشورى: اية 39. 6- أخرجه البخاري، كتاب بدء الخلق، باب صفة إبليس وجنوده (3/1195) رقم: (3108). 7- رواه الامام احمد. 8- رواه الإمام أحمد المسند وفي صحيح الجامع. 9- الراوي: أبو ذر الغفاري المحدث: الألباني -المصدر: صحيح أبي داود -الصفحة أو الرقم: 4782 خلاصة حكم المحدث: صحيح. 10- رواه البخاري فتح الباري. 11- صحيح الجامع. 12- رواه أبو داود وغيره، وحسنّه في صحيح الجامع. 13- رواه أبو داود وغيره، وحسنّه في صحيح الجامع. 14- رواه الإمام أحمد وحسنه في صحيح الجامع. 15- الإمام أحمد والنسائي وابن حبان والحاكم وابن أبي شيبة عن قيس بن عباد.
;/l hgyd/ elvm hgpgl 2014/03/09, 06:02 PM # 2 رقم العضوية: 1677 تاريخ التسجيل: 2013/06/30 الدولة: العراق\بابل المشاركات: 7, 703 طرح قمة الروعه والخيال لاحرمنا الله تواجدك ورائعة مواضيعك المميزه طرحت فكتبت فابدعت فدمت ودام لنا نبض قلمك # 3 طرحت فكتبت فابدعت فدمت ودام لنا نبض قلمك