البعض يراها سوء حظ، والبعض الآخر يقول أنها قضاءٌ وقدر، فيما يذهب آخرون إلى اعتبارها تكفيراً عن ذنوب وأخطاء كثيرة، وهناك من يتهم النفسية بالتسبب بها، فهل يصح كل ما ذُكر آنفاً عن انهمار المصائب دفعة واحدة؟ يقول وليام شكسبير: البلايا لا تأتي فرادى كالجواسيس، بل سرايا كالجيش. محن الزمان كثيرةٌ ولا تنقضي وسرورها يأتي سريعاً كالأعياد، قد تتوالى المصائب والمحن علينا فلا ننتهي من واحدة إلا والأخرى متشبثة بنا. ولهذا نشعر دوماً بانهمار المصائب دفعةً واحدةً، كأنها اختارت أن تنزل بنا وعلينا في آن معاً. فكيف السبيل لمواجهة هذا الكمَ الهائل من المصائب عند حدوثه، وهل صحيحٌ أن كثيراً من محننا هو من صنيع أيدينا؟ لكل امرء تفسيره لجلل المصائب، لكن من المؤكد أن يتشارك في رأي واحد وهو أن المصيبة تجمع ولا تفرق، وأنها تعطي من الدروس الكثير. المصائب لا تأتي فرادى .. احتمالية غياب مهاجم ريال مدريد قبل مواجهة تشيلسي الحاسمة! | Goal.com. كما أن المحن تكشف عن الصديق الصدوق أو الصديق المصلحة، من يبقى إلى جانبنا ومن يهرب عند حصول المصيبة. والأهم أن المحن تخبرنا عن أنفسنا فتؤكد ما كنا نعرفه وتكشف لنا ما كنا لا نعرفه. ينجح بعض الناس في تجاوز المصائب المتكاثرة، فيما يقع آخرون ضحيةً لها، فمن أنت سيدتي من هذين الصنفين من الناس؟ قد تتكالب المصائب على الإنسان وتتوالى عليه مجتمعةً، وقد يقفد معها توازنه بعض الشيء، لكن الإنسان المؤمن بربه وبنفسه نجده مهما تكاثرت عليه المحن والشدائد يبقى واثقاً برحمة ربه متوكلاً عليه وصابراً لحين انفراج الهم وزواله حتى في أشد المحن قساوةً.
الأسبوع الماضي، علق أندرو بيلي، محافظ بنك إنجلترا، على النحو الواجب: "نحن بحاجة إلى أن نرى اعتدالا في زيادة الأجور.. من أجل حل هذه المشكلة بسرعة أكبر". بالتأكيد، كانت هذه الملاحظة لا تحظى بشعبية وربما عديمة الفائدة، لكن من الناحية التحليلية، كان على حق. كلما زاد سعي أصحاب الأجور إلى استعادة قوتهم الشرائية في اقتصاد تضرر من هذه الخسائر المفروضة من الخارج، ارتفع التضخم وزادت قسوة الضغط النقدي اللازمة. رغبة بوريس جونسون في اقتصاد مرتفع الأجور ومرتفع النمو ليست ذات صلة. ما يثير القلق أن السياسة النقدية اللازمة للحد من مخاطر الجولة الثانية التضخمية ستنتهي في نهاية المطاف بأضرار اقتصادية أكثر مما يعتقده البنك، وفي الواقع أي شخص آخر الآن. مع ذلك، هذا لا يتعلق فقط بالسياسة النقدية. تماما كما الحال في الولايات المتحدة، وإن كان بطرق مختلفة، السياسة المالية مهمة أيضا. هذه الحال بطريقتين مختلفتين. الأولى أن الحكومة هي الوحيدة التي تملك الوسائل للتخفيف من حدة الضربة الشديدة من الخسائر التي يفرضها ارتفاع الأسعار، خاصة الطاقة. الثانية ذات البعد الأوسع نطاقا أن الموقف المالي العام سيؤثر في الطلب الإجمالي، وبالتالي سيؤثر فيما يتعين على البنك فعله.