من نسي أن يسجد للسهو قبل السلام فإن تذكرَّ قريباً أي كان الزمن قصيراً فإنه يأتي به فيسجد وإن كان الزمن طويلاً سقط عنه وصلاته صحيحه، وهو قول المذهب وهو الراجح والله أعلم. مثاله: رجل نسي التشهد الأول فهنا أنقص واجباً فيسجد للسهو قبل السلام، فلو نسي سجود السهو وسلَّم فإن تذكر في زمن قريب سجد وإن طال الفصل سقط. • مسألة: من سها مراراً كفاه سجدتان: مثالها: رجل يصلي وترك (سبحان ربي العظيم) في ركوعه، ثم ترك التشهد الأول، ثم ترك (سبحان ربي الأعلى) في سجوده فهذا تكرر سهوه فماذا يفعل. المذهب وهو القول الراجح والله أعلم: أنه يكفيه سجدتان، ونقل الإجماع على ذلك. والتعليل: لأن هذه أسباب من جنس واحد يوجب كل واحد منها سجود السهو فيدخل بعضها ببعض فالأسباب متعددة لكن الواجب فيها واحد، كما لو أحدث ببول وغائط وريح وأكل لحم جزور فهذه أسباب متعددة لكن يكفي لها وضوء واحد. الموقع الرسمي للدكتور سعدالله أحمد عارف البرزنجي » (2505): حكم نسيان السجود للإمام؟. • وإن اجتمع سببان أحدهما قبل السلام والآخر بعده: مثاله: رجل يصلي وزاد ركوعاً في إحدى الركعات وترك التشهد الأول، فمتى يسجد قبل السلام أم بعده؟ المذهب: أنه يُغَلِّب قبل السلام فيجعل سجوده قبل السلام. والتعليل: لأن محل النقص سابقاً لمحل الزيادة في الموضع، فمحل النقص يأتي قبل السلام ومحل الزيادة يأتي بعد.
قد يهمك: موضوع تعبير عن نهر النيل بالعناصر والاستشهادات حكم سهو الإمام: ذكرنا فيما سبق الأجوال التي يجب فيها على المسلم الذي يؤدي صلاته بمفرده. ثم القيام بسجود السهو إن جدث خلل في صلاته. ولكن ماذا يفعل المسلم إذا كان مأموم في هذه الصلاة، هذا ما سوف نعرضه في السطور التالية. إذا نسى الإمام ركن من أركان الصلاة أثناء تأديتها يجوز أن يقوم المأمومين بتنبيهه. وذلك كما قال لنا الرسول صلَّ الله عليه وسلم في الحديث الصحيح. هل تسجد للسهو إذا نسيت عدد مرات التسبيح في الركوع والسجود؟ - الإسلام سؤال وجواب. لتسبيح الرجال وتصفيق النساء رواه البخاري. وفي ضوء الحديث الشريف نجد أن على الرجال أن يرفعوا أصواتهم عند السجود بسبحان الله، أما النساء فيقمن بالتصفيق. ولكن المذهب المالكي يرى أن للنساء والرجال نفس الفعل بدون اختلاف. أجتمع الفقهاء على أن سهو الإمام في الصلاة لا يوجب أن يقوم المأمومين بسجود سهو. لأنهم تابعين له وعليهم متابعته فيما يقوم من أفعال الصلاة. إذا سهى الإمام ولم يقوم بسجود السهو، يرى المذهب الشافعي والمذهب المالكي أن المأمومين يقومون بسجود السهو. ولكن المذهب الحنبلي والمذهب الحنفي يرون أن المأمومين لا يقومون بسجود السهو، وعليهم متابعة الإمام. اقرأ ايضًا: تفسير حلم الصلاة في المنام ومعناه قدمنا لكم كل ما يخص سجود السهو وأحكامه وكيفية تأديته، وما هو تعريفه وأسبابه كما قدمنا لكم أيضاً ما هو حكم سجود الإمام وما يجب على المأمومين فعله عند سهو الإمام.
ومما يدل على ذلك: ما ثبت في سنن النسائي بإسناد صحيح من حديث سعد بن أبي وقاص أن النبي صلى الله عليه وسلم: (مرَّ على رجل وهو يشير بأصبعيه يدعو بهما فقال: (أحِّد أحِّد) وأشار النبي صلى الله عليه وسلم بأصبعه السبابة) (١) فإن هذا من جنس من يرفع اليدين للدعاء، فيشير بإصبعه إشارة إلى توحيد الله وأن هو المدعو وحده، وأن الدعاء يوجه إليه دون غيره. قوله: (في تشهدها) المستحب عند الحنابلة في المشهور عنهم: أنه يشير بها عند التشهد - وذكر الله – فإذا ذكر الله أشار ثم يعيدها، وكلما ذكر الله أشار. وعن الإمام أحمد: أنه يشير بها في تشهده كله، فيرفع أصبعه السبابة فيشير بها في تشهده كله. أما ما ذكره الحنابلة وغيرهم في هذا الباب فلا دليل عليه وظاهر الحديث المتقدم أنه أشار بها في تشهده كله. والتشهد في الحقيقة دعاء، لأنه ما بين ثناء على الله وصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وهما من مقدمات الدعاء وسؤال المغفرة ونحو ذلك فكله في الحقيقة دعاء. نسيان سجود السهو. وفي صحيح مسلم من حديث ابن عمر: (فأشار بأصبعه فدعا بها) (٢) فإذن التشهد كله دعاء. (١) رواه النسائي في كتاب السهو، باب (٣٧) النهي عن الإشارة بأصبعين وبأي أصبع يشير رقم (١٣٧٢) بلفظ: " عن أبي هريرة أن رجلاً كان يعدو بأصبعيه فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (أحد، أحد) ، و (١٣٧٣) بلفظ: " عن سعد قال: مر علي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا أدعو بأصبعي فقال أحد أحد وأشار بالسبابة ".
وفي حديث أبي حميد جعل بدل آل محمد أزواجه وذريته، وهو مفسر لمعنى الآل في بقية الأحاديث. وأي لفظ أتى به المصلي من الألفاظ الصحيحة أجزأه، وحصلت به السنة، ولفظ حديث أبي مسعود عند مسلم قال: قال بشير بن سعد: يا رسول الله أمرنا الله أن نصلي عليك، فكيف نصلي عليك؟ فسكت، ثم قال: قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد، والسلام كما قد علمتم. وأخرجه ابن خزيمة والدارقطني والبيهقي وابن حبان والحاكم بلفظ: فكيف نصلي عليك إذا نحن صلينا عليك في صلاتنا؟ قال الدارقطني: إسناده حسن، وصححه الحاكم. ففي هذه الأحاديث أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالصلاة عليه، وقد صرح في حديث بشير المذكور أن ذلك في الصلاة، والأمر يقتضى الوجوب، كما قد علم في كتب الأصول، وقد أمر الله بذلك في كتابه في قوله تعالى: يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا والأحاديث المذكورة تفسير الصلاة والسلام المذكورين في الآية. والقول الثالث: أن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم سنة، لا شيء على من تركها مطلقا، وهو قول أكثر الفقهاء، ورواية عن أحمد اختارها بعض أصحابه، لكنه أضعف الأقوال؛ لمخالفته ظاهر الأحاديث المذكورة.
لكن إن نسي أن يسجد للسهو، فإن تذكر عن قرب من الصلاة، فإنه يسجد سجدتي السهو في أي مكان، وإن بعد الزمن ففيه خلاف، فقد اختار شيخ الإسلام ابن تيمية أن يسجد، وقيل: لا يسجد، وفي إعادة الصلاة قولان، فعن أحمد يعيد الصلاة، وأكثر أهل العلم على سقوطه، وصحة صلاته، والله الموفق. كتبه: د. محمد بن موسى الدالي في 4/7/1431هـ
ثالثاً: سجود السهو يكون بعد التشهد. ولا يُشرع أن يؤتى بعده بالتشهد. والذكر الوارد بعد سجود السهو: هو التكبير للرفع منه ، ثم السلام بعده ، سواءً أكان السجود بعد السلام الأصلي ، أم قبله. ولا يُشرع ذكر آخر ولا تشهد ولا دعاء. ينظر جواب السؤال رقم: ( 7895) ، و ( 54076). والله أعلم.
لَهَا عنه: أي تركه ولم يلتفت إليه. والمشهور عند السادة المالكية رضي الله تعالى عنهم وعنكم أنه يستحب له سجود السهو: (مَنْ اسْتَنْكَحَهُ الشَّكُّ فِي الصَّلَاةِ -أَيْ دَاخَلَهُ وَكَثُرَ مِنْهُ- فَإِنَّهُ يَسْجُدُ بَعْدَ السَّلَامِ وَيَلْهُو عَنْ الشَّكِّ، أَيْ فَلَا يُصْلِحُ مَا شَكَّ فِيهِ وَلَوْ شَكَّ فِي الْفَرَائِضِ) مواهب الجليل في شرح مختصر خليل (2/19). وقال بعض الفقهاء رضي الله سبحانه عنهم وعنكم:- لا يشرع له السجود للسهو، بل يعرض عن الوساوس ويخرج من صلاته من غير سجود سهو؛ حتى يعافيه الله تعالى من هذا الداء:- (وَ(لَا) يُشْرَعُ سُجُودُ السَّهْوِ (إذَا كَثُرَ) الشَّكُّ، (حَتَّى صَارَ كَوِسْوَاسٍ، فَيَطْرَحُهُ وَكَذَا) لَوْ كَثُرَ الشَّكُّ (فِي وُضُوءٍ وَغُسْلٍ وَإِزَالَةِ نَجَاسَةٍ)، وَتَيَمُّمٍ، فَيَطْرَحُهُ؛ لِأَنَّهُ يَخْرُجُ بِهِ إلَى نَوْعٍ مِنْ الْمُكَابَرَةِ، فَيُفْضِي إلَى زِيَادَةٍ فِي الصَّلَاةِ مَعَ تَيَقُّنِ إتْمَامِهَا، فَوَجَبَ إطْرَاحُهُ، وَاللَّهْوُ عَنْهُ لِذَلِكَ) مطالب أولي النهى في شرح غاية المنتهى (1/507). وصلّى الله تعالى وسلّم وبارك على خير الأنام، ومصباح الظلام، سيّدنا محمد، وعلى آله وصحبه الهداة الأعلام.