قال الحسن بن أبي الحسن (البصري): "إن الله جعل رمضان مضمارًا لخلقه يستبقون فيه لطاعته، فسبق قوم ففازوا وتخلف أقوام فخابوا". إن الله تعالى قد هيأ في رمضان لعباده أسباب الطاعة، وفتح لهم باب المنافسة فيها. روى الترمذي وغيره عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا كان أول ليلة من رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن، وغلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب، وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب، وينادي منادٍ: يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر، ولله عتقاء من النار، وذلك كل ليلة". يا باغي الخير أقبل. إننا خلال سويعات سندخل مضمار سباق وسوق تجارة مع الله عز وجل، وأربح الناس صفقة أسبقهم إلى ربه، وأحسنهم صيامًا وأفضلهم قيامًا وأكثرهم عبادة لربه، وأقلهم معصية. إن المسابقة إلى الله أصل في هذا الدين. قال تعالى: ( سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ)[الحديد:21]. ( وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ)[آل عمران:133].
إنه شهر متكامل يجمع كل مقومات التقوى لمن يبحث عنها، ( كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) [الْبَقَرَةِ: 183]، فيا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر. إن المرء الغيور ليؤسفه أشد الأسف ما يراه في كثير من الناس في هذا الشهر المبارك من سلوك طريق تقليدية يحكمها طبع العادة والرتابة لا طبع الطاعة والعبادة، دون تأمُّل منهم بأن هذا الشهر المبارك شهر تشد النفوس فيه إلى رفع درجة القرب من دين الله، يذكرهم هذا الشهر بحق الله -تعالى- عليهم، تشم رائحة العاطفة الإيمانية في أكثر من مجلس يُجلس فيه، يحس فيه بإقبال الناس على العبادة والعمل الصالح، وقراءة القرآن، حتى إنهم لَيرفعون بذلكم درجةَ الاستعداد لتغيير ما في نفوسهم حتى يغير الله ما بهم ( إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ) [الرَّعْدِ: 11]. نعم -عباد الله-: يشعر الكثيرون في هذا الشهر المبارك بضرورة كتاب الله لهم كضرورة الماء والهواء، لئلا يضطرب شأنُهم ويموج بعُضهم في بعض فيقلب اللهُ أُلْفَتَهم شحناءَ، واجتماعهم فُرْقَةً، وأمنهم خوفًا، وإحكامهم فوضى، في شهر رمضان المبارك ترتفع معاييرُ القوة لدى المرء المسلم بحيث يصعب اضطرابُه إن أحسن الطاعةَ فيه، وأدرك سِرًّا عظيما من أسرار هذا الشهر المبارك متمثلًا في قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: " إِذَا دَخَلَ شَهْرُ رَمَضَانَ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ، وَصُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ " (رواه البخاري ومسلم)، ألا يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر.
04:21 م الخميس 09 مايو 2013 إن أبواب الأجر في الإسلام كثيرة.. وإن أسباب اكتساب الحسنات متعددة.. وفي شهر رمضان تتضاعف أجور الأعمال الصالحة فضلا من الله عز وجل على عباده وينادي منادٍ في أول ليلة من رمضان فيقول: (يا باغي الخير أقبِل ويا باغي الشر أقصر) رواه الترمذي والنسائي وحسنة الألباني. ومن هنا.. قال النبي صلى الله عليه وسلم: (رغم أنف رجل دخل عليه رمضان ثم انسلخ قبل أن يغفر له) رواه الترمذي وصححه الألباني. ومن أبـواب الأجر التي يمكن اغتنامها في رمضان: 1- الصوم: * قال النبي صلى الله عليه وسلم (من صام رمضان إيمانا واحتسابا غُفر له ما تقدم من ذنبه) متفق عليه. •وقال صلى الله عليه وسلم (إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار وصفدت الشياطين) متفق عليه. •وقال (كل عمل ابن آدم له: الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، قال الله: إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به) متفق عليه. 2- القيام: • قال صلى الله عليه وسلم: (من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه) متفق عليه. نادية عمارة: التوبة منحة ربانية وبشارة نبوية - أخبار مصر - الوطن. • وقال (من قام مع الإمام حتى ينصرف كُتب له قيام ليله) رواه أهل السنن وحسنه الترمذي. وللمرأة ان تصلي التراويح في المسجد بشرط أن تخرج محتشمة غير متبرجة بزينة ولا متطيبة.
فإذا كان الله قد مَنَّ عليك ببلوغه ومد في عمرك لوصوله، فالواجب استشعار هذه النعمة واغتنام هذه الفرصة؛ فإنها إن فاتت كانت حسرة ما بعدها حسرة، وخسارة ما بعدها خسارة. وأي حسرة أعظم من أن يدخل الإنسان شهر رمضان ويخرج منه وذنوبه مازالت جاثمة على صدره، وأوزاره مازالت قابعة في كتاب عمله؟!. وأي مصيبة أكبر وأعظم وأجل من أن يدخل الإنسان فيمن عناهم جبريل الأمين والنبي الكريم في دعائهما: "من أدرك رمضان ولم يغفر له، فدخل النار فأبعده الله، قُلْ آمين. فقلت: آمين". وكيف لا يبعده الله وهو لم ينل المغفرة في زمانها، ولم تبلغه التوبة في موسمها، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول عن رمضان في الأحاديث الصحيحة: ـ من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه. ـ من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه. - من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه. - من صام يومًا في سبيل الله باعد الله بينه وبين النار سبعين خريفًا. - من صام يومًا في سبيل الله ختم له به دخل الجنة. العليا بـ«البحوث الإسلامية» تنظم ندوة تثقيفية للطلاب الوافدين بمدينة البعوث بعنوان «يا باغي الخير أقبل». فمن حرم المغفرة في شهر المغفرة فماذا يرتجي؟! إذا الروض أمسى مجدبا في ربيعه....... ففي أي وقت يستنير ويزهر؟ شهر عبادة ومسابقة إن رمضان ليس شهر كسلٍ ونوم، وأكل وشرب، ووخم وضعف، وإنما هو شهر مسابقة ومنافسة، مسابقة إلى الطاعات، ومنافسة في الخيرات، وسعي إلى العبادات.
عباد الله إني لأقترح على من كان لديه مُؤجري أن يخفف عنهم قيمة الإيجار لله تعالى في هذا الشهر إعانةً لأخيه المسلم على ما هو مُقبلٌ عليه من مصاريف الشهر، والعيد، والإجازة، فالله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه، وهذا الذي تُنقصه لا يكون إلا صدقةً لك، وأجرًا عند ربك. عباد الله بعض الناس للأسف يُعد العدة لسفر السياحة فيأخذ له الإجازة الطويلة من عمله، فإذا جاء رمضان قال: لا أستطيع الصوم مع العمل، فهذا لم يستعد لرمضان، ولم يحسب حساب الطاعة، والتفرغ لها. فمن كان له عملٌ فليجعل إجازته لعبادة الله، والتفرغ لقراءة القرآن، وصلاة الليل، والسفر للعمرة. اللهم بلغنا رمضان، ووفقنا لصيامه، وقيامه. اللهم اجعله لنا شهر خيرٍ وبركةٍ يا رب العالمين. اللهم اجعلنا من المغفورين لهم في هذا الشهر، اللهم اجعلنا من المقبولين في هذا الشهر. ربنا اغفر لنا، ولوالدينا، وللمؤمنين، والمؤمنات الأحياء منهم والأموات. ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة وقِنا عذاب النار. وصلى الله وسلم على نبينا محمد.