هناك فرق كبير بين المجاملة والنفاق، فقد تقابل أشخاصا بطبعهم يحبون المجاملة، وقد تقابل اشخاص بطبعهم يحبون النفاق والتمادي فيه، فيخدعون أنفسهم ويخدعون كل من يعيش معهم، فالنفاق من أسوأ الصفات التي من الممكن أن يتصف بها البشر، فيصعب التحدث إليهم والجلوس معهم، وتصديقهم. وهناك الكثير من الحكم التي تعبر عن مدى بشاعة النفاق، والتي نقدمها في السطور التالية. أفضل الحكم عن النفاق المجاملة هي النفاق الصغير، هي كالجحش بالنسبة إلى الحمار. ما أعجبهم وقد انتهجوا الغش والخداع والزيف طريقا إلى القمة. النّفاق توأم الكفر. النّفاق يفسد الإيمان. المنافق الحقيقي هو الذي لا يُدرَك خِداعُه لأنه يكذب بصدق. مجتمعنا لا يرى بالعين، بل يرى بالأذن. درهم نفاق يساوي حفنة من الطموح. أنا مخادع إذاً أنا موهوب، هذا هو منهاجهم. التمييز هو الكلمة المهذبة للنفاق. كلنا محارب في معركة الحياة ولكن بعضنا يقود وبعضنا يقاد. نفاق القارئ أسوأ من نفاق الحاكم. حكم عن النفاق الأصغر. أجهل الناس من كان على السلطان مدلاً وللإخوان مذلاً. عادة المنافقين تهزيع الأخلاق. من كثر نفاقه لم يعرف وفاقه. آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا ائتمن خان، وإذا وعد أخلف. أنا منافق إذاً أنا موجود، هذا هو شعار المنافقين.
فإن المنافقين من المسلمين بل من أصحابه - صلى الله عليه وسلم - في الظاهر وليسوا في الباطن إلا مباينين للمؤمنين، فهم في الظاهر منهم وفي الباطن ((هم العدو فاحذرهم)). \"وجماع الأمر أن الاسم الواحد ينفي ويثبت بحسب الأحكام المتعلقة به\"(7). ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) وليس هو حكم آخر يفارق هذا الحكم. (2) مجموع الفتاوى7/524. (3)الحديث عن المعنى اللفظي للنفاق موجود في أغلب المراجع التي تحدثت عن النفاق وفي كل معجم، ولا ضرورة هنا لذكره… وقال ابن تيمية: وكما ينبغي أن يعلم أن الألفاظ الموجودة في القرآن والحديث إذا عرف تفسيرها وما أريد بها من جهة النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يحتج في ذلك إلى الاستدلال بأقوال أهل اللغة ولا غيرهم. (مجموع الفتاوى7/286). ترتيب مجموعة المصري قبل لقاء مازيمبي فى الكونفدرالية.. إنفو جراف - اليوم السابع. (4) انظر شرح السنة للبربهاري فقرة44. (5) ح رقم806 وقال محققه الدكتور محمد سعيد القحطاني: أبو يحيى لم أجد له ترجمة، قلت: هو حبيب بن أبي ثابت، وهو كوفي تابعي ثقة، وسند الحديث صحيح. (6)هذا الأمر معلوم بيّن، وإنما ذكرته لأننا في زمن العجائب ولن نعدم وجود قوم ينفون ذلك، كما وجدنا ما ينفي كفر اليهود والنصارى، ويسمي كفرهم كفراً أصغراً، فالعجائب لا تنقضي، وقد ذكر ابن تيمية (مجموع الفتاوى7/216) أن بعض المصنفين في الملل والنحل نسب للكرامية (نسبة لمحمد بن كرام السجستاني) القول: إن المنافقين من أهل الجنة، قال: هو غلط عليهم وإنما نازعوا في الاسم لا في الحكم.
من نظر في عيوب الناس فأنكرها، ثم رضيها لنفسه، فذلك المنافق بعينه. مثلما نملك طاقة هائلة من المرح، نملك قدرة على النفاق الاجتماعى لا مثيل لها في العالم. الفرق بين المجاملة والنفاق هو الفرق بين كلامي وكلامك. إن النفاق هو زيف أخلاقي يبرهن على قيمة الأخلاق الصحيحة، مثلما تفعل النقود المزيفة ذات القيمة المؤقتة بالنسبة للنقود القانونية ذات القيمة الدائمة. النفاق برهان على أن كل إنسان يتوقع أو يتطلب سلوكاً أخلاقياً من جميع الناس الآخرين. يبدو أن العصر الحديث يحتاج لكمية أكبر من النفاق كي يرضى الناس وهذا شيء مؤسف. لا يعلو صوت على النفاق، هذه هي مأساتنا. إن شر النفاق ما داخلته ما هى اسباب الفضيلة، وشر المنافقين قومٌ لم يستطيعوا أن يكونوا فضلاء بالحق؛ فصاروا فضلاء بشيء جعلوه يشبه الحق. لا تبالغ في المجاملة حتى لا تسقط في بئر النفاق. النّفاق أخ الشّرك. حكم عن النفاق العملي. من عمل ما ليس من طبعه ولو كان صواباً، تعرض لخطرين، خطر النفاق وخطر الإخفاق. فساد العلماء من الغفلة، وفساد الأمراء من الظلم، وفساد الفقراء من النفاق. النّفاق شين الأخلاق. المنافق هو من يمتاز بحلو وعذب الكلام ليقنعك بأنه صادق، وقادرعلى القيام بأي شيء تطلبه منه.
حكم المنافقين في الدنيا: قد يقع المنافق في شعبة من شعب النِّفاق فيها حدٌّ من الحدود مثل: الرِّدَّة ، فقد اعتبرها الشارع نفاقًا، وكالإفساد في الأرض له حدٌ مبيَّن في الكتاب والسنة، وكالسرقة والزنا وحدِّ القذف، فهي جرائم يعاقب عليها الشرع، وهناك عقوبات تعزيريَّة ، مثل: 1- عقوبة الوعظ، في قوله تعالى: ﴿ أُولَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلًا بَلِيغًا ﴾ [النساء: 63]. 2- عقوبة التوبيخ: وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلًا بَلِيغًا أي قولًا رادعًا. 3- عقوبة التهديد، كما في قوله تعالى: ﴿ لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا * مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا ﴾ [الأحزاب: 60، 61]. حكم عن النفاق الاصغر. 4- عقوبة التشهير، كما في قوله تعالى: ﴿ يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِمْ قُلِ اسْتَهْزِئُوا إِنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ مَا تَحْذَرُونَ ﴾ [التوبة: 64].