تتميز الأمة الإسلامية بأنها أمة وسطية وعتدلة و بعيداة عن الانحراف والتطرف، فقال تعالى "وكذلك جعلنكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً، والمعروف أن خير الأمور أوسطها، لذلك من خصائص الإسلام هي ميزة الوسطية في الشريعة، وفي النبوة وفي الرسالة، وهذا ما نجده في كافة جوانب الإسلام. مظاهر الوسطية في الإسلام – وسطية الإسلام في العقيدة الوسطية في العقيدة كاملة الوضوح في أسس وأركان الإيمان، فهي تصف هذه الأسس وتظهرها خالية من التعقيد، والغموض، لأن الأدلة على وجود الله واضحة وصريحة. – وسطية الإسلام في الشريعة الشريعة الإسلامية تتوسط بين التفريط والإفراط ، وبين العلو والتهاون، وبين الرحمة والعقاب. ص8 - كتاب وسطية الإسلام وسماحته وهبة الزحيلي - آفاق الوسطية - المكتبة الشاملة. – وسطية الإسلام في الأخلاق والمقصود منها الجانب السلوكي الذي يطبقه المسلم ويظهره من خلال التعامل بين الناس،وأساسه التوسط في الإنفاق بين الإسراف والتشحح، والوسطية بين القضاء والاقتضاء، والغيرة و الحقد ، والثقه والشك. – الوسطية في منهج الدعوة أن منهج الدعوة في الإسلام يقوم على مخاطبة الطرف الآخر والحكمة والموعظة الحسنة، وأن يجادله بالتي هي أحسن، وباللين والرحمة دون ضعف، حتى تستطيع إثبات الحجة على المخالف، وتستطيع إقناعه بالتي هي أحسن دون إكراه في الدين.
مظاهر الوسطية والاعتدال التيسير على الناس والرفق في التعامل معهم، حيث إن التيسير مقصد مهم من مقاصد الدين، وصفة للشريعة في عقائدها وأحكامها، ومعاملاتها وأخلاقها، وفروعها وأصولها، فالله سبحانه وتعالى بمنه وكرمه لم يكلف عبده إلا بوسعه، ولم يرد به الحرج والعنت، قال تعالى: "يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ" (البقرة:185)، فإنّ الإسلام دين اليسر والسهولة لا حرج فيه ولا تكليف للناس فوق طاقاتهم. الموازنة بين متطلبات الجسد والروح، فلا يجوز لأحد أن يحرم نفسه ممّا أحلّه الله عليه، بل عليه أن يتقرّب الى الله بالفعل المأمور به والمباح. محبّة الخير للناس كافّة، حيث تعدّ هذه الصفة من أهمّ الصفات التي يجب أن يتحلّى بها المسلم، وهي أصل كلّ الأحكام والتشريعات، ومن تمام الإيمان أن يحبّ المرء لأخيه المسلم ما يحبّه لنفسه، وأن يحبّ الخير والمنفعة للناس كافّة، ويأمر بالمعروف لهم وينهاهم عن فعل المنكر والكبائر. الوسطيه والاعتدال في الاسلام. الوسطية والاعتدال في الاعتقاد بين متبعي الخرافات الذين يسرفون في الاعتقاد وتصديقه، من غير دليل ولا برهان، وبين الماديّين الذين ينكرون كلّ ما وراء الحس ولا يسمعون إلى العقل، فالإسلام يدعو الى الإيمان والاعتقاد، بشرط أن يكون هناك الدليل القطعيّ في كلّ شيء.
قال الإمام الطبري – رحمه الله -: " وأرى أن الله تعالى ذِكْره إنما وصفهم بأنهم " وسَط ": لتوسطهم في الدين ، فلا هُم أهل غُلوٍّ فيه ، غلوَّ النصارى الذين غلوا بالترهب ، وقيلهم في عيسى ما قالوا فيه ، ولا هُم أهلُ تقصير فيه ، تقصيرَ اليهود الذين بدَّلوا كتابَ الله ، وقتلوا أنبياءَهم ، وكذبوا على ربهم ، وكفروا به ، ولكنهم أهل توسط ، واعتدال فيه ، فوصفهم الله بذلك ، إذ كان أحبَّ الأمور إلى الله أوْسطُها " انتهى. " تفسير الطبري " ( 3 / 142). وقال ابن القيم – رحمه الله – مؤكداً هذا المعنى -: " فدين الله بين الغالي فيه ، والجافي عنه ، وخير الناس: النمط الأوسط ، الذين ارتفعوا عن تقصير المفرطين ، ولم يلحقوا بغلوِّ المعتدين ، وقد جعل الله سبحانه هذه الأمة وسطاً ، وهي الخيار ، العدل ؛ لتوسطها بين الطرفين المذمومين ، والعدل هو: الوسط بين طرفي الجور، والتفريط، والآفات إنما تتطرق إلى الأطراف والأوساط محمية بأطرافها ، فخيار الأمور أوساطها. قال الشاعر: كانت هي الوسط المحمي فاكتنفت... بها الحوادث حتى أصبحت طرفا " انتهى. وسطية الإسلام في العبادات | المنتدى العالمي للوسطيه. " إغاثة اللهفان " ( 1 / 182). ومما يؤكد هذا المعنى من الأمثلة في الشرع الحكيم المطهَّر: 1.
[١٠] التأكد من الأخبار والتبيّن منها قبل نقلها وإشاعتها بين الناس. أخذ العلم من أهله، والتأدّب بآدابه والتخلّق بأخلاقه، وأداء حقوقه وواجباته. مخالطة الناس والصبر على أذاهم، وفهم العزلة فهماً سليماً، وتطبيقها بقدر ما يحتاج إليه الإنسان بلا إفراطٍ ولا غلوّ. تنظيم العلاقة بين الحاكم والمحكوم، على وجهٍ يُعرف فيه حقوق كلٍّ منهما وواجباته، فلا يعتدي أيٌّ منهما على الآخر. التزام الأفراد داخل المجتمع بحقوقهم وواجباتهم؛ ممّا يؤدّي إلى تكافل أفراد المجتمع واستقرار حياتهم وتوازن أركان معيشتهم. المراجع ↑ سورة البقرة ، آية:143 ↑ وهبة الزحيلي ، وسطية الإسلام وسماحته ، صفحة 4-5. الوسطيه في الاسلام في المعامله. بتصرّف. ^ أ ب مجموعة من المؤلفين (2009)، فتاوى الشبكة الإسلامية ، صفحة 127، جزء 1. بتصرّف. ↑ رواه الألباني ، في صحيح الترمذي ، عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، الصفحة أو الرقم:2229، صحيح. ↑ مجموعة من المؤلفين (1425)، بحوث ندوة أثر القرآن الكريم في تحقيق الوسطية ودفع الغلو (الطبعة 2)، مجموعة من المؤلفين:وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، صفحة 5، جزء 1. بتصرّف. ↑ سورة الفاتحة ، آية:6-7 ↑ رواه أحمد شاكر ، في مسند أحمد ، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم:89، إسناده صحيح.