الأنبياء 87 /88 الآراء في تسمية سيدنا يونس ذا النون وقد سماه الله: (ذا النون) في سورة الأنبياء الآية (87)، و(نون): اسم من أسماء الحوت، فيكون المعنى: «صاحب الحوت» الرأي الأول -اعلن الباحث في الحضارات التاريخية موسى سلمان ياسين بأنه عثر على مقام النبي يونس (ع) في بلدة كفرا الجنوبية التي تقع في منطقة بنت جبيل في لبنان، ويقول الباحث بأن بلدة كفرا كانت تسمى سابقا - دير حناشر - كذلك سميت - البرياس - وكان يمكث فيها أكثر من مائة وستين الف نسمة (160.
عودة يونس وإيمان أهل نينوي وأما قوم يونس فقد أدركتهم رحمة الله بعد أن قرروا التوبة، بعيد رؤيتهم بوادر العذاب، فتغيرت نفوسهم وأصبحوا مؤمنين بفضل عالم قد دلهم على الخطوات التي يجب أن يفعلوها في توبتهم فاجتمعوا في مكان واحد مرتدين الصوف مع فصل الذكور والإناث وكذلك بالنسبة إلى الدواب. وهم يصرخون بأعلى أصواتهم إلى الله في سبيل أن يغفر لهم، فكان منه ذلك. بعد لفظ الحوت ليونس في العراء وقبل عودته إلى نينوى، أنبت الله شجرة يقطين يستظل بها نبيه، لكن من دون سابق إنذار سلط الله دودة عليها، فحزن يونس لذبول الشجرة التي كانت من خلالها يتجنب أشعة الشمس. وأراد الله بهذا العمل تنبيه يونس للخطأ الذي وقع فيه. لماذا ابتلع الحوت سيدنا يونس عليه السلام. وهو تركه قومه دون شفقة من أن يعذبهم الله. فأوحى اليه جزعت لشجرة لم تقم بزرعها بينما لم تشفق على عباد أنا خلقتهم. يزيدون عن مئة ألف أن يغشاهم عذابي. هنا تنبه يونس للخطأ السابق، وقرر على إثره العودة مرة أخرى لقوم نينوى الذين تابوا بالفعل، لم يصدقوا أنه يونس معتقدين انه غرق في البحر، ولعله بسبب تغير مظهره والفترة الطويلة التي فارقهم بها. على كل الأحوال، أنطق شاة لتخبرهم انه هو نبيهم يونس فعرفوه بذلك وقوي إيمانهم بوجوده بينهم.
شخصيات اسلامية 11/02/2020 منذ نزول الإنسان على الأرض وتحمله للأمانة بعث الله تعالى العديد من الأنباء والرسل لهداية الناس إلى الدين الحق… أكمل القراءة »
جاءت قصة نبي الله يونس -عليه السلام- 4 مرات في القرآن الكريم، وقد أرسله الله تعالى نبياً إلى قومه في مدينة «نينوى» في العراق، داعياً إياهم أن يتركوا عبادة الأصنام و يتوجهوا لعبادة الله تعالى دون أن يشركوا به أحداً، مبيناً لهم أنها لن تدفع عنهم ضراً أو تجلب لهم نفعاً. لماذا ابتلع الحوت سيدنا يونس المفضل. قصة سيدنا يونس مع قومه وقد أمر يونس قومه بالمعروف ونهاهم عن المنكر وحبب إليهم العدل وبغضهم الظلم وحثهم على فك العاني والأسير وإطعام الفقير والجائع، وعندما دعا يونس لم يجيبوا دعوته، وقالوا له: ما انت إلا بشر مثلنا، فأنذرهم بعد ذلك بعذاب سيحل بهم، إلا انهم لم يأبهوا بذلك ولم يخافوا من وعيده قائلين: ائتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين. وبعد ان يأس سيدنا يونس من إجابة دعوته وضاق بهم ذرعاً رحل عنهم مغاضباً لهم يائساً من إيمانهم و رحل عن نينوى، وبدأت بعد ذلك علامات العذاب وأماراته تطلع على قومه، فتغيرت الألوان وأظلمت السماء، فساور قومه القلق والخوف وعلموا أن العذاب قد وقع بهم كما وقع بالأمم التي سبقتهم من ثمود و عاد، فلجؤوا حينها إلى يونس باكين خاشعين متوسلين و متضرعين. فتقبل الله منهم توبتهم نظراً لإخلاصهم و صدق إيمانهم، و رفع تعالى عنهم العذاب وعادوا إلى مساكنهم من الجبال والصحارى التي استغاثوا فيها، وذلك كما قال الله تعالى: « فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَىٰ حِينٍ».
ابتلاع الحوت لسيدنا يونس وأما يونس -عليه السلام- فقد ركب في سفينة، وما إن ابتعد عن الشاطئ هاجت الامواج وعصفت بها الأعاصير، فأدرك الركاب أن سوء هذا المصير سببه عصيان أحدهم، فاقترعوا على إلقاء العاصي في البحر و كرروا القرعة ثلاث مرات إلى أنها أصابت يونس فألقوه في البحر و إلتقته الحوت و ابتلعه. فعلم سيدنا يونس أنه أخطأ إذ ترك قومه قبل أن يستخير ربه في الخروج ويأذن له في الهجرة، فنادى ربه في أعماق ظلمات البحر و الليل و بطن الحوت، و قد قال تعالى في كتابه العزيز واصفاً ذلك: «فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ»، فاستجاب الله له دعاءه وحفظه في بطن الحوت من الهشم او الهضم، و أوحى الله تعالى إلى الحوت في الماء إلقاءه في العراء. فألقاه الحوت على الشاطئ هزيلاً سقيماً، فكان من رحمة ربه به أن أنبت عليه شجرة من يقطين يستظل بورقها و يطعم من شجرها إلى أن عوفي و قوي لقوله تعالى: «وَأَنبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِّن يَقْطِينٍ» ، ثم أمره الله بعد ذلك أن يعود إلى بلده وموطن عشيرته لأنهم قد آمنوا بالله ونبذوا الوثان والأصنام وترقبوا مجيئه إليهم و قد وصف الله ذلك في الآيات الكريمة التالية من سورة الأنبياء.