ولذلكَ عَقَدَ الإمامُ الْمُجَدِّدُ محمدُ بن عبد الوهابِ رَحِمَهُ اللهُ في كتابِ التوحيدِ: (بابُ مَا جاءَ في التطيُّر، وقولِ اللهِ تعالى: (أَلَا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ)، وقولهِ: (قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ)) انتهى، فقومُ فرعونَ إذا أصابَهُم غَلاءٌ وقَحْطٌ قالوا: هذا أصابَنا بسببِ موسى وأصحابهِ وبشؤْمِهِم، فردَّ اللهُ عليهم بأنَّ ما أصابَهُم من ذلكَ إنما هوَ بقضائهِ وقَدَرِهِ عليهم بكفرِهم، وأنَّ المصائب بسبب المعاصي والسيئات. قال الإمامُ الْمُجدِّدُ رَحِمَهُ اللهُ: ( و عن أبي هريرةَ رضيَ اللهُ عنه أن رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قال: « لا عَدْوَىَ ولا طِيَرَةَ ولا هَامَةَ ولا صَفَرَ » أخرجاه، وزادَ مُسْلِمٌ: « ولا نَوْءَ ولا غُولَ »). فينفي صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ما كانت تعتقدُهُ الجاهليةُ من اعتقاداتٍ باطلةٍ من التشاؤُمِ بالطيورِ وبعضِ الشهورِ والنجومِ وبعضِ الجنِّ والشياطينِ، واعتقادِ انتقالِ العدوى بنفسِهَا، فيَرُدُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ كُلَّ هذهِ الخرافاتِ، ويَغْرِسُ مكانَهَا التوكُّلَ على اللهِ وعقيدةَ التوحيدِ الخالصِ.
قال الإمامُ الْمُجدِّدُ رَحِمَهُ اللهُ: (ولَهُما عن أنسٍ قال: قال رسول الله صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: « لا عَدْوَىَ ولا طِيَرَةَ ، ويُعْجِبُني الْفَأْلُ »، قالوا: وما الفألُ؟ قالَ: « الكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ ») انتهى. التشاؤم بمايقع من المرئيات أو المسموعات أو الأيام أو الشهور أو غيرهما هو - موقع المرجع. ففي هذا الحديث بيان أن الفأل كأنْ يكونَ الرَّجُلُ مريضًا فيسمَعُ مَن يقولُ: يا سالِمُ، فيُؤَمِّلُ الشفاءَ مِن مَرَضهِ، فليسَ مِن الطِّيَرَةِ المنهيِّ عنها، فالفَأْلُ فيهِ حُسْنُ ظنٍّ باللهِ. قال رَحِمَهُ اللهُ: (ولأبي داودَ بسَنَدٍ صحيحٍ عن ع ُرْوَةَ بنِ عامرٍ ق ا لَ: ذُكِرَتِ الطِّيَرَةُ عِنْدَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقال: « أحْسَنُهَا الْفَأْلُ، ولا تَرُدُّ مُسْلِمًا، فإذا رَأَى أحَدُكُمْ ما يَكْرَهُ فَلْيَقُلْ: اللَّهُمَّ لا يَأْتي بالحَسَنَاتِ إلاَّ أنْتَ، ولا يَدْفَعُ السَّيِّئَاتِ إلاَّ أنْتَ، ولا حَوْلَ ولا قُوَّةَ إلاَّ بكَ ») انتهى. في هذا الحديثِ أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أبطلَ الطِّيَرَةَ، وأخبرَ أنَّ الفأْلَ مِنها، ولكنهُ خيرٌ منها، وأخبرَ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أن الطِّيَرَةَ لا تَرُدُّ مُسلِمًَا عن قَصْدِهِ، لإيمانهِ أنه لا ضارَّ ولا نافعَ إلاَّ اللهُ، وإنما تَرُدُّ الْمُشركَ الذي يَعتقِدُها، ثم أرشَدَ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ إلى العلاجِ الذي تُدفَعُ به الطِّيَرَةُ وهو هذا الدُّعاءُ الْمُتضَمِّنُ تعلُّقَ القلبِ باللهِ وَحْدَهُ في جَلْبِ النفعِ ودَفْعِ الضُّرِّ، والتبرِّي من الحولِ والقوَّةِ إلاَّ باللهِ.
وهو الظاهر من أسلوب الرسول صلى الله عليه وسلم في التعليم، فهو يذكر الشيء في جوابه، وما يلابس هذا الشيء تماماً لمراد السامع. وبقي لَبْسٌ آخر في حديث رواه البخاري في كتاب الطب، وقد أجاب الرسول صلى الله عليه وسلم عن إشكال حول سبعين ألفاً يدخلون الجنة بغير حساب، فقال: « هم الذين لا يَسْتَرْقون ولا يتطيّرون ولا يكْتوون وعلى ربهم يتوكلون » فهو أمرنا بالرُّقْية فكيف يستقيم المعنى؟ أقول: الرقية هي رقية بغير كلام الله وبغير ما علمناه رسول الله. أي: ما كان علي أمر الجاهلية. والتطير واضح وهو فعل الجاهلية وما يشابه فعل الجاهلية من نسبة الأشياء إلى غير الله وفهمها على نحو فهمه أهل الجاهلية. جريدة الرياض | لمَ الريبة من متن شؤم المرأة؟. وأما الكي فقد ورد نهي الرسول عن الكي مع أنه دواء، وهنا نجد أنه يُعْمل على الكراهة لقوله في الحديث نفسه: « إن كان في شيء من أدويتكم شفاء ففي شرطة محِجَم أو لذعة بنار وما أحب أن اكتوي » والكي دواء الجاهلية أيضاً فلذلك اقترن بالكراهة، ولأن فيه أذى شديد للإنسان، فقرنه بالسبعين ألفاً إنما هو لمراعاة الأفضلية ليس غير. وهو ما يفهم من الحديثين والأحاديث الأخرى التي لا يتسع ذكرها في هذه العجالة. وبعدُ: فأرجو أن أكون قد بلغت، وهذا جهدُ العبد الفقير إليه تعال.
فَقَامَ عُكَّاشَةُ بْنُ مِحْصَنٍ. فَقَالَ: ادْعُ الله أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ. فَقَالَ: «أَنْتَ مِنْهُمْ» (وفي رواية البخاري قال النبي صلى الله عليه وسلم:«اللهم اجعله منهم») ثُمَّ قَامَ رَجُلٌ آخَرُ فَقَالَ: ادْعُ الله أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ. فَقَالَ: «سَبَقَكَ بِهَا عُكَّاشَةُ». ولمسلم من حديث عمران: «وَلاَ يَكْتَوُونَ» (لا يطلبون من أحد أن يكويهم من باب العلاج)» وهي عند البخاري من حديث ابن عباس. شرح حديث لا عدوى ولا طيرة. هذا الحديث فيه بيان علو مرتبة التوكل على الله في الآخرة؛ حيث إن صاحبه يدخل الجنة بغير حساب ولا عذاب؛ حيث تركوا الاسترقاء والتطير والاكتواء، فهو من كمال الإيمان وعلو درجة المتوكِّل على الله. ففي الحديث بيان لفضيلة النبي وشرفه بكثرة أتباعه، وبيان لفضيلة هذه الأمة على غيرها من الأمم، وبيان لفضيلة حسن التوكل على الله عند هذه الأمة. فالإيمان درجات ومن أعلاها حسن التوكل والاعتماد على الله… أما الرقية فمشروعة، وتركها تفويضًا لله درجته عالية. وتكون الرقية بكلام الله تعالى أو بأسمائه أو بصفاته أو بما أُثر عن النبي صلى الله عليه وسلم، ويجب الاعتقاد بأن الرقية لا تؤثر بذاتها بل التأثير من الله تعالى.
Powered by vBulletin® Version 3. 8. 11 Copyright ©2000 - 2022, vBulletin Solutions, Inc. جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها وقرار البيع والشراء مسؤليتك وحدك بناء على نظام السوق المالية بالمرسوم الملكي م/30 وتاريخ 2/6/1424هـ ولوائحه التنفيذية الصادرة من مجلس هيئة السوق المالية: تعلن الهيئة للعموم بانه لا يجوز جمع الاموال بهدف استثمارها في اي من اعمال الاوراق المالية بما في ذلك ادارة محافظ الاستثمار او الترويج لاوراق مالية كالاسهم او الاستتشارات المالية او اصدار التوصيات المتعلقة بسوق المال أو بالاوراق المالية إلا بعد الحصول على ترخيص من هيئة السوق المالية.
( هذه جهنم التي كنتم توعدون ( 63) اصلوها اليوم بما كنتم تكفرون ( 64) اليوم نختم على أفواههم وتكلمنا أيديهم وتشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون ( 65)) ( هذه جهنم التي كنتم توعدون) بها في الدنيا) ( اصلوها) ادخلوها ( اليوم بما كنتم تكفرون اليوم نختم على أفواههم وتكلمنا أيديهم وتشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون) هذا حين ينكر الكفار كفرهم وتكذيبهم الرسل ، فيختم على أفواههم وتشهد عليهم جوارحهم.
(خت، ت، ق). الشيخ: كُنيته: أبو سعيدٍ، والإسناد حسنٌ، ولكن شواهده كثيرة، والله أكبر، جعلنا الله وإيَّاكم منهم. ج: لا بأس به، من باب الحسن.
قال الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف ، إن بعض الناس ينشط في عمل الخير، ولا سيما تجاه الفقراء مع بداية الشهر الكريم، ثم تثبط بعض الهمم. وأضاف جمعة عبر صفحته الرسمية على موقع التدوينات القصيرة "تويتر"، إن واجب الوقت الآن هو إطعام الطعام وتفريج كرب المكروبين.. فانشط في زكاتك وصدقاتك كما تنشط في صيامك وصلاتك".
[تفسير القرآن العظيم: 2/817] قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {ولو نشاء لطمسنا على أعينهم}, يقال: أعمى طمسٌ, ومطموسٌ, وهو أن لا يكون بين جفنى العين غر, وهو الشق بين الجفنين, والريح تطمس الأثر, فلا يرى الرجل يطمس الكتاب. [مجاز القرآن: 2/165] قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ( {ولو نشاء لطمسنا على أعينهم}: والمطموس: هو الأعمى الذي لا يكون بين جفنيه شق. {فاستبقوا الصّراط}: ليجوزوا. {فأنّى يبصرون}: أي:فكيف يبصرون؟!. خلود أهل الجنة في الجنة - الإسلام سؤال وجواب. [تفسير غريب القرآن: 367] قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {ولو نشاء لطمسنا على أعينهم فاستبقوا الصّراط فأنّى يبصرون (66)} المطموس: الأعمى الذي لا يتبين له جفن, لا يرى شفر عينه، أي: لو نشاء لأعميناهم, فعدلوا عن الطريق, فمن أين يبصرون, لو فعلنا ذلك بهم؟!. [معاني القرآن: 4/293] قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {ولو نشاء لطمسنا على أعينهم فاستبقوا الصراط} قال الحسن: (أي: لتركناهم عميا يترددون). قال أبو جعفر: المطموس, والطميس عند أهل اللغة: الأعمى, الذي ليس في عينيه شق.