الأحد 24/أبريل/2022 - 12:40 م ما ذكرناه في المقال السابق، عن مسجد ومقام الإمام الشعراني، وولده، وشيخه نور الدين الشوني، يتكرر بصورة أسوأ في حالة مسجد ومقام الإمام محمد الماوردي بحي السيدة زينب. وأعتقد أنه ما من أحد ذهب للصلاة في مسجد السيدة زينب، وزيارة مقام عقيلة بني هاشم الغالي، إلا وشاهد مسجد الماوردي، دون أن يهتم به غالبًا، فالمسجد في حالة شديدة من الإهمال والتجاهل من قبل الجهات المختصة، ومسئولي المحليات والأوقاف. وجاء مشروع مترو الأنفاق، الذي تجاور محطته العلوية المسجد والضريح، ليزيد الطين بلة، فالإنشاءات والتوسعات والتطورات تجري على قدم وساق، بدون أية مراعاة للوضع المتهالك والمشرف على الانهيار للمسجد التاريخي. لا أدري هل المسجد والضريح يتبعان وزارة الأوقاف، أم وزارة الآثار، وفي حالة تبعيته للآثار سيكون محظورًا، حتى على الجهود الذاتية، أن يتدخل أحد من أجل عملية الإنقاذ. قبائل ال البيت عليهم السلام. سقف المسجد يبدو متهالكًا إلى حد كبير، ومهددًا بالسقوط، بما يضمه من نقوش جميلة، ورسومات بديعة. حياة الإمام الماوردي وإليكم لمحة من حياة هذا الإمام الجهبذ.. فالإمام محمد الماوردي، هو الجد الأكبر لأبناء عائلة الماوردي، المعروفة في سوريا ومصر، ويقال إنه كان في الجزيرة العربية، قبل أن ينزل إلى مصر، ويكون له المسجد الخاص به، حيث درس لطلابه ومحبيه العلوم الدينية، وبعد موته أصبح المسجد باسمه، وله ضريح.
وفاة الإمام وكانت له صلة عميقة بالشيخ علي الخواص الذي سمي بذلك نسبًا لمهنته، وفي إحدى الكتب وردت واقعة بينهما؛ إذ أن الشيخ الشعراني كان يؤم الناس بصلاة الجمعة، ومن خلفه في الصفوف وقف الشيخ الخواص، وإذا بالشيخ الشعراني يبدأ بقراءة القرآن، فينسى كل ما حفظه في لحظة بسبب وقيعة كانت بينه وبين الشيخ الخواص، فتذكر بصعوبة الشيخ الشعراني الفاتحة ليقرأ للناس، وبعد السلام خلع عمة الأزهر من على رأسه، وقبل أقدام الشيخ الخواص ليجلس معه ويطلب من علمه. مراقد آل البيت ومشاهد الصحابة في حضن الإهمال (21). توفى الشعراني عام 973 في ليلة الجمعة، وهو يصلي رغم إصابته بمرض "الفالج" الذي بقي مريضًا به لمدة شهر ودفن بجوار الزاوية التي يعطي العلم فيها. أما الإمام نور الدين الشوني فهو شيخ الإمام عبد الوهاب الشعراني. قال الشعرانى عنه فى طبقاته: "شيخى ووالدى وقدوتى الشيخ نور الدين الشونى رضى الله عنه، وهو أطول أشياخى خدمة، خدمته خمسا وثلاثين سنة لم يتغير عليَّ يومًا واحدًا، ولما دخلت فى مصر سنة إحدى عشر وتسعمائة، لقينى الشيخ شهاب الدين الطويل المجدوب، رضى الله عنه فقال لى أنت ابن الشوني". وأنشأ، رضى الله عنه، فى الجامع الأزهر مجلس الصلاة على النبي، صلى الله عليه وسلم، في عام 897 هـ، وكان كثير الرؤيا لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
• إحدى فرق الزيدية، وتنسب إلى أبي الجارود زياد بن المنذر العبدي، ترى أن النبي (صلى الله عليه وسلم)، نص على إمامة علي، وابنيه الحسن والحسين من بعده، ثم إن الإمامة بعد ذلك شورى بين الأفاضل من ولد الحسن والحسين، يستحقها من شَهَـر سيفه، وتطرّف الجارودية في آرائهم وخرجوا عن آراء الإمام زيد مع أنهم يعترفون بإمامته. نشوان الحميري: قاض، سياسي، لغوي، مؤرخ وأديب، اقترب في فكره من فكر المعتزلة وكتب في الدين واللغة وتاريخ ملوك حمير، اشتهر بفخره بيمنيته، وإنكاره على حكام عصره حصر الإمامة في البطنين أو في قريش والرد عليها وله في ذلك الكثير من النقاشات مع الأئمة الزيديين في عهده. (لا يعرف على وجه الدقة تاريخ مولده لكن أغلب المراجع ترجح أنه ولد في أواخر القرن الخامس الهجري/ القرن الحادي عشر الميلادي، أما وفاته فكانت في العام 573 هـ الموافق 1178م). حسن خضيري أحمد، قيام الدولة الزيدية في اليمن، ط1، (القاهرة: مكتبة مدبولي 1996)، ص133. علي محمد زيد، معتزلة اليمن دولة الهادي وفكره، ط1 (بيروت: دار العودة، 1981)، ص37. قبائل ال البيت الابيض. محسن العيني، معارك ومؤامرات ضد قضية اليمن، ط1 (القاهرة: دار الشروق، 1999)، ص80. • كان ذلك أواخر القرن الرابع الهجري/ القرن العاشر الميلادي، عندما خاض القاسم العياني الحرب ضد الإمام الداعي يوسف بن يحيى أحد أحفاد الهادي المؤسس، واستطاع العياني أن يكسب الحرب لصالحه ويسيطر على السلطة والإمامة بعدما دمر صعدة معقل الإمام الداعي، وكلاهما ينتميان إلى بيت الرسي.
توفِّي الإمام الماوردي في شهر ربيع الأول من سنة 450هـ، وكان قد بلغ 86 سنة.
والثاني: شاب نشأ في عبادة الله، وقد وفقه الله منذ نشأ للأعمال الصالحة، وحببها إليه، وكره إليه الأعمال السيئة وأعانه على تركها، إما بسبب تربية صالحة، أو رفقة طيبة، أو غير ذلك، وقد حفظه مما نشأ عليه كثير من الشباب من اللهو واللعب، وإضاعة الصلوات، والانهماك في الشهوات والملذات، وقد أثنى الله على هذا النشء المبارك بقوله تعالى: ( إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى) [الكهف: 13]. ولما كان الشباب داعيًا قويًّا للشهوات، كان من أعجب الأمور الشاب الذي يلزم نفسه بالطاعة والاجتهاد فيها، فاستحق بذلك أن يكون من السبعة الذين يظلهم الله في ظله. والثالث: رجل قلبه معلق بالمساجد، فلا يكاد إذا خرج من المسجد أن يرتاح لشيء حتى يعود إليه؛ لأن المساجد بيوت الله، ومن دخلها فقد حلَّ ضيفًا على ربه، فلا قلب أطيب ولا نفس أسعد من رجل حلَّ ضيفًا على ربه في بيته وتحت رعايته. وهؤلاء عمار المساجد على الحقيقة الذين قال الله فيهم: ( إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَن يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ) [التوبة: 18].
تعددت الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تحمل البشارة بدخول الجنة لأصناف من عباد الله الصالحين، وسوف يجد هؤلاء جميعاً ما وعدهم خالقهم به وما بشرهم رسولهم الكريم به يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى ربه بقلب سليم. من بين الذين وعدهم الله برحمته ومغفرته وبالتالي جنته هؤلاء الذين تحدث عنهم رسولنا الكريم صلوات الله وسلامه عليه في الحديث الصحيح: سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: الإمام العادل، وشاب نشأ بعبادة الله، ورجل قلبه معلق بالمساجد، ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم يمينه ما تنفق شماله، ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه. في هذا الحديث النبوي الشريف يوضح الرسول صلى الله عليه وسلم كما يقول الدكتور أحمد عمر هاشم أستاذ السنة النبوية بجامعة الأزهر مكانة بعض المؤمنين المقربين من خالقهم الذين يكونون في ظل عرش الله أو في كنف رب العالمين ورعايته يوم القيامة حين يقوم الناس لرب العالمين، وتدنو الشمس من الرؤوس، ويشتد الحر، ويأخذ الناس العرق، ولا شيء يظلل الناس ويقيهم لفح الشمس وهول الموقف إلا الالتجاء إلى الله وإلى كنفه وظل عرشه ورحمته، ولكن هذا الظل ليس لكل أحد، إنه لأصحاب هذه العلامات والقائمين بتلك العبادات.
أخرج الحاكم في المستدرك من حديث أبي الدرداء -رضي الله عنه- قال: قال -صلى الله عليه وسلم-: " الْمَسْجِدُ بَيْتُ كُلِّ تَقِيٍّ، وَتَكَفَّلَ اللَّهُ -عَزَّ وَجَلَّ- لِمَنْ كَانَ الْمَسْجِدُ ببَيْتَهُ بِالرَّوْحِ، وَالرَّحْمَةِ، وَالْجَوَازِ عَلَى الصِّرَاطِ إلى رِضْوَانِ اللهِ إلَى الجَنَّةِ ". أخرج البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال -صلى الله عليه وسلم-: " مَنْ غَدَا إِلَى الْمَسْجِدِ أوَ رَاحَ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُ نُزُلَهُ مِنْ الْجَنَّةِ كُلَّمَا غَدَا أَوْ رَاحَ ". عباد الله: شتان بين تعلق قلبه بالمسجد ومن تعلق قلبه بالدنيا، فإذا دخل المسجد تململ وكأنه على الرضف، متى يخرج من المسجد، فهذا يدخل المسجد بلا قلب، لأن قلبه معلق بالدنيا، عافانا الله وإياكم من حالهم. والرابع: رجلان تحابَّا في الله اجتمعا عليه وتفرَّقا عليه؛ لأن أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله. أخرج مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا تَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا، وَلَا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا أَوَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى شَيْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ أَفْشُوا السَّلَامَ بَيْنَكُمْ ".
لأنك خصم وقد حكم عليك بالقصاص إلا أن تأتي بكفيل... التفت هالرجل للصحابة ما عرف منهم أحد!! طيب والحل؟؟ يا أما يُقتل مباشرة من دون ما يخبر أهله!! أو يجيب كفيل... نظر للصحابة مرة ثانية فشاف سيدنا أبو ذر رضي الله عنه وعلى وجهه النور والخشية والزهد... فقال له:يا شيخ!! أنا ما عرفتك!! لكن أسألك بالله الذي لا إله إلا هو أن تكفلني وإني سوف أعود.... طيب تظنون سيدنا أبو ذر بيرفض ولا بوافق؟؟ تعالوا نشوف الحوار سأل سيدنا أبو ذر هذا الرجل سؤال:ومن بيني وبينك؟؟ فقال الرجل:بيني وبينك الله... رد سيدنا أبو ذر وقد دمعت عيناه.. كفى بالله وليا وكفى بالله حسيبا... فقال سيدنا عمر:أكفلته يا أبا ذر ؟؟ قال:نعم يا أمير المؤمنين!! والله لو كنا في الجاهلية لكفلته.. كيف وقد أتاني بموثق من الله؟؟؟ ذهب الرجل........ مضت الثلاثة أيام...... أتى اليوم الرابع...... جلس سيدنا عمر....... دعا الشباب الثلاثة المطالبين بدم أبيهم.... ودعا أبو ذر...... لما خرج أبو ذر... سألهم:أجاء الرجل؟؟ قالوا/لم يأت من البادية!! قال سيدنا أبو ذر:الله المستعان!! جلس الصحابة يراقبون الصحراء وينتظرون الرجل وسيدنا عمر ذاك الإمام العادل الذي لا تأخذه في الله لومة لائم.. ينتظر أيضا أشرفت الشمس على الغروب... اسمعوا قول سيدنا عمر اللي يهز كل قلب متحجر: إن غربت الشمس فالقصاص يا أبا ذر!!
الخطبة الأولى: الحمد لله.. أما بعد فيا أيها المؤمنون: يجمع الله الخلائق يوم القيامة، الأولين منهم، والآخرين ( لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى) [النجم: 31] في يوم طويل قدره، عظيم هوله، شديد كربه، حذر الله منه عباده وأمرهم بالاستعداد له، قال تعالى: ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ * يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ) [الحج: 1، 2]. في ذلك اليوم العظيم تدنو الشمس من الخلق، حتى تكون منهم قدر ميل، فيكون الناس على قدر أعمالهم في العَرَق، فمنهم من يكون إلى كعبيه، ومنهم من يكون إلى ركبتيه، ومنهم من يكون إلى حِقْوَيْه، ومنهم من يلجمه العرق إلجامًا. أخرج البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: " يَعْرَقُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يَذْهَبَ عَرَقُهُمْ فِي الْأَرْضِ سَبْعِينَ ذِرَاعًا وَيُلْجِمُهُمْ حَتَّى يَبْلُغَ آذَانَهُمْ ".