المنسوخ فيها آية: {أَلَيْسَ اللَّهُ} م آية السّيف ن. فصل في متشابهات السورة الكريمة:. قال ابن جماعة: سورة التين: 471- مسألة: قوله تعالى: {فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ ممنون}. تقدم جوابه في {السماء انشقت}. قال مجد الدين الفيروزابادي: المتشابهات: قوله: {لَقَدْ خلقنا الإنسان فِي أحسن تقويم} ، وقال في البلد {لَقَدْ خلقنا الإنسان فِي كبد} لا مناقضة بينهما؛ لأَنَّ معناه عند كثير من المفسّرين: منتصِب القامة معتدِلها، فيكون في معنى أحسن تقويم، ولمراعاة الفواصل في السّورتين جاءَ على ما جاءَ. فصل في التعريف بالسورة الكريمة:. قال ابن عاشور: سورة التين: سميت في معظم كتب التفسير ومعظم المصاحف (سورة والتين) بإثبات الواو تسمية بأول كلمة فيها. وسماها بعض المفسرين (سورة التين) بدون واو لأن فيها لفظ (التين) كما قالوا: (سورة البقرة) وبذلك عنونها الترمذي وبعض المصاحف. وهي مكية عند أكثر العلماء، قال ابن عطية: لا أعرف في ذلك خلافاً بين المفسرين، ولم يذكرها في (الإِتقان) في عداد السور المختلف فيها. وذكر القرطبي عن قتادة أنها مدنية، ونسب أيضاً إلى ابن عباس، والصحيح عن ابن عباس أنه قال: هي مكية. وعُدّت الثامنة والعشرين في ترتيب نزول السور، نزلت بعد سورة البروج وقبل سورة الإِيلاف.
قال ابن قتيبة: سورة التين: 1- {التين والزيتون}: جبلان بالشام، يقال لهما: (طور تينا، وطور زيتا) بالسّريانية. سمّيا بـ: {التين والزيتون}: لأنهما ينبتانهما. 3- {وَهذَا البلد الأمين} يعني: مكة. يريد: الآمن. 5-، 6- {ثُمَّ رَدَدْناهُ أسفل سافلين}: إلى الهرم و {السافلون} هم: الأطفال والزّمني والهرمي. {إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا}: فمن أدركه الهرم كان له مثل أجره، إذا كان يعمل. وقال الحسن: {أسفل سافلين}: في النار. {غَيْرُ ممنون} أي غير مقطوع
ومثله: {إِنَّ الإنسان لَفِى خُسْرٍ إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا} وهى في قراءة عبد الله {أسفل السافلين} ، ولو كانت: أسفل سافل لكان صوابا؛ لأنّ لفظ الإنسان واحد، فقيل: {سافلين} على الجمع؛ لأن الإنسان في معنى جمع، وأنت تقول: هذا أفضل قائم، ولا تقول: هذا أفضل قائمين؛ لأنك تضمر لواحد، فإذا كان الواحد غير مقصود له رجع اسمه بالتوحيد وبالجمع كقوله: {والَّذِى جاءَ بِالصِّدْقِ وصَدَّقَ بِهِ أُولَئكَ هُمُ الْمُتَّقُون} وقال في عسق: {وإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَإِنَّ الإنسان كَفُورٌ} فردّ الإنسان على جمع، ورد تصبهم على الإنسان للذى أنبأتك به. {فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بالدين} وقوله عزَّ وجلَّ: {فَمَا يُكَذِّبُكَ... يقول: فما الذي يكذبك بأن الناس يدانون بأعمالهم، كأنه قال، فمن يقدر على تكذيبك بالثواب والعقاب بعد ما تبين له من خلقنا الإنسان على ما وصفنا. قال الأخفش: سورة التين: {وَطُورِ سينين} قال: {وَطُورِ سينين} وواحدها (السينينة). {فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بالدين} وقال: {فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ} فجعل {ما} للانسان. وفي هذا القول يجوز (ما جاءني زيد) في معنى (الذي جاءني زيد).
وعدد آياتها ثمان. أغراضها: احتوت هذه السورة على التنبيه بأن الله خلق الإنسان على الفطرة المستقيمة ليعلموا أنّ الإِسلام هو الفطرة كما قال في الآية الأخرى: {فأقم وجهك للدين حنيفاً فطرت اللَّه التي فطر الناس عليها} (الروم: 30) وأن ما يخالف أصوله بالأصالة أو بالتحريف فساد وضلال، ومتّبعي ما يخالف الإِسلام أهل ضلالة. والتعريض بالوعيد للمكذبين بالإِسلام. والإِشارة بالأمور المقسم بها إلى أطوار الشرائع الأربعة إيماءً إلى أن الإِسلام جاء مصدقاً لها وأنها مشاركة أصولها لأصول دين الإِسلام. والتنويهِ بحسن جزاء الذين اتبعوا الإِسلام في أصوله وفروعه. وشملت الامتنان على الإنسان بخلقه على أحسن نظام في جثمانه ونفسه. قال الصابوني: سورة التين: مكية. وآياتها ثمان آيات. بين يدي السورة: سورة التين مكية، وهي تعالج موضوعين بارزين هما: الأول: تكريم الله جل وعلا للنوع البشري. الثاني: موضوع الإيمان بالحساب والجزاء. * ابتدأت السورة بالقسم بالبقاع المقدسة، والأماكن المشرفة، التي خصها الله تعالى بإنزال الوحي فيها على أنبيائه ورسله، وهي (بيت المقدس) و(جبل الطور) (ومكة المكرمة) اقسم على أن الله تعالى كرم الإنسان، فخلقه في أجمل صورة، وابدع شكل، وإذا لم يشكر نعمة ربه، فسيرد إلى أسفل دركات الجحيم {والتين والزيتون وطور سينين وهذا البلد الأمين}.
التفسير الجزء اسم السوره {وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ (1) وَطُورِ سِينِينَ (2) وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ (3) لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (4) ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ (5) إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ (6) فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ (7) أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ (8)} أقسم بهما لأنهما عجيبان من بين أصناف الأشجار المثمرة، وروي: أنه أهدي لرسول الله صلى الله عليه وسلم طبق من تين فأكل منه وقال لأصحابه: «كلوا، فلو قلت إنّ فاكهة نزلت من الجنة لقلت هذه، لأنّ فاكهة الجنة بلا عجم، فكلوها. فإنها تقطع البواسير وتنفع من النقرس». ومرّ معاذ بن جبل بشجرة الزيتون فأخذ منها قضيباً واستاك به وقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «نعم السواك الزيتون من الشجرة المباركة يطيب الفم ويذهب بالحفرة» وسمعته يقول: «هي سواكي وسواك الأنبياء قبلي» وعن ابن عباس رضي الله عنه: هو تينكم هذا وزيتونكم. وقيل: جبلان من الأرض المقدّسة يقال لهما بالسريانيّة: طورتينا وطورزيتا، لأنهما منبتا التين والزيتون.
إذا رأى رجل تينًا مجفّفًا في المنام ، فإن هذه الرؤية هي مؤشر على أنه سيحصل على الكثير من المال الذي لم يبذل جهدًا للحصول عليه. رأى الرجل أنه كان يأخذ التين من الشجرة في المنام ، وكان ذلك رمزًا ، في حالة استدعائه لطلب المال ، استجاب له الله وأعطاه البركة عندما حصل عليها. تعتبر رؤية الرجل أنه يأكل التين في المنام دليلاً على أن الله سيكرمه في أبنائه وسوف يطيعونه ويكونون صالحين له ، لأنهم سوف يتفوقون في دراستهم ويلتزمون بالأخلاق الحميدة ولن تسبب له مشاكل معنى رؤية أكل التين في حلم المرأة الحامل وتفسيره: رؤية المرأة الحامل أنها تشتري التين و ثم أكلها في المنام ، وهذا دليل على أن يكون لها ابن وستكون جميلة تساوي حلاوة التين ، كما تشير الرؤية إلى أن هذا الولد سوف يلتزم بكتاب الله تعالى. تفسير رؤية أكل التين في حلم للشباب ومعناه: اذا رأى الشاب أنه يأكل ثمرة تين في الحلم ، فهذا دليل على أن الله سينجح في الحصول على شهادة جامعية بامتياز ، حيث أنه سيذهب لإكمال دراسته بعد الجامعة في الخارج وسيكون له بصمة واضحة في مجال العلوم. بمشاهدة الشاب وهو يأكل التين في المنام ، دليل على أنه سيعيش حياة زوجية هادئة مع زوجته المستقبلية وأنها ستكون فتاة طيبة القلب ستحافظ على عرضه وتحمي شرفه.
وآفة كثير من الناس التعلقُ بالأسباب، والركونُ إليها، والاعتمادُ عليها. الوقفة العاشرة: روى أبو يعلى في "مسنده" عن جابر رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقام أياماً لم يَطْعَمْ طعاماً، حتى شق ذلك عليه، فطاف في منازل أزواجه، فلم يجد عند واحدة منهن شيئاً، فأتى فاطمة ، فقال: ( يا بنية! هل عندك شيء آكله ، فإني جائع ؟) فقالت: لا والله، بأبي أنت وأمي. فلما خرج من عندها، بعثت إليها جارة لها برغيفين، وقطعة لحم، فأخذته منها، فوضعته في جفنة لها، وقالت: والله لأوثرن بهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم على نفسي ومن عندي، وكانوا جميعاً محتاجين إلى شبعة طعام، فبعثت حسناً أو حسيناً إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرجع إليها، فقالت له: بأبي وأمي، قد أتى الله بشيء، فخبأته لك، قال: ( هلمي يا بنية! ) قالت: فأتيته بالجفنة، فكشفت عن الجفنة، فإذا هي مملوءة خبزاً ولحماً، فلما نظرت إليها بُهِتَتْ وعرفتْ أنها بركة من الله، فحمدت الله، وصلت على نبيه، وقدمته إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما رآه حمد الله، وقال: ( من أين لك هذا يا بنية ؟) فقالت: يا أبت! { هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب} (مريم:37) فحمد الله، وقال: ( الحمد لله الذي جعلك - يا بنية - شبيهة بسيدة نساء بني إسرائيل ، فإنها كانت إذا رزقها الله شيئاً ، فسئلت عنه ، قالت: { هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب} فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عليٍّ ، ثم أكل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأكل عليٌّ ، و فاطمة ، و حسن ، و حسين ، وجميع أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، وأهل بيته جميعاً حتى شبعوا، قالت: وبقيت الجفنة كما هي، فأوسعتُ ببقيتها على جميع الجيران، وجعل الله فيها بركة وخيراً كثيراً.
الوقفة الرابعة: إن الله يرزق من يشاء من عباده، ويحرم من يشاء، وفي تفضيل البعض بالمال حكمة؛ ليحتاج البعض إلى البعض، كما قال تعالى: { ليتخذ بعضهم بعضا سخريا} (الزخرف:32) فكان هذا لطفاً منه سبحانه بعباده. وأيضاً ليمتحن الغني بالفقير، والفقير بالغني، كما قال تعالى: { وجعلنا بعضكم لبعض فتنة أتصبرون} (الفرقان:20) فمن شأنه جل جلاله أن يوسع على من أراد التوسعة عليهم في الدنيا. وإذا وسع على أحد في الدنيا، فإنما ذلك ابتلاء؛ ليستخرج شكر المؤمن، ويستدرج الكافر، وإذا ضيق على أحد في الدنيا، فإن كان كافراً فلعله يرجع، وإن كان مؤمناً فليختبر صبره، ولِيُعْلِمَ عباده أن التوسعة في الرزق ليست ملازمة للكرامة، وأن التضيق فيه ليس ملازماً للمهانة. الوقفة الخامسة: (الرزق) كل ما يُنتفع به؛ فكل شيء ينتفع به العبد هو رزق، وليس الرزق مقصوراً على (المال) فكل شيء يكون مجاله الانتفاع يدخل في الرزق: العلم رزق، والخُلُق رزق، والجاه رزق... وفي قصة الخضر عليه السلام نموذج للزرق المعنوي بغير حساب، وفي قصة ذي القرنين نموذج للرزق المادي والمعنوي بغير حساب. الوقفة السادسة: قوله عز وجل: { يرزق من يشاء بغير حساب} يجعل كل إنسان يلزم أدبه، إن رأى غيره قد رُزِق أكثر منه؛ لأنه لا يعلم حكمة الله فيها.
وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( أيها الناس! اتقوا الله ، وأجملوا في الطلب ، فإن نفساً لن تموت حتى تستوفي رزقها ، وإن أبطأ عنها ، فاتقوا الله ، وأجملوا في الطلب ، خذوا ما حل ، ودعوا ما حَرُم) رواه ابن ماجه بسند صحيح. الوقفة الثامنة: بقدر يقين العبد بالله تعالى، وتوكله عليه، وثقته فيه وفيما عنده، يكون رزقه؛ فإن الله تعالى ساق الرزق ل مريم عليها السلام؛ لقوةِ إيمانها بالله، وعظيمِ ثقتها به، وكمال توكلها عليه، وقد قال تعالى: { ومن يتوكل على الله فهو حسبه} (الطلاق:3). وبقدر طاعة العبد وإقباله على الله تعالى، يبارَك له في الرزق، مصداق ذلك قول الحق تعالى: { ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض} (الأعراف:96). وهذه سنة كونية لا تتخلف أبداً، يقول سبحانه: { وألو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقا} (الجن:16). وعن ثوبان رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لا يزيد في العمر إلا البِّر ، ولا يرد القدر إلا الدعاء ، وإن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه) رواه ابن ماجه بإسناد حسن. الوقفة التاسعة: الرزق في الدنيا منوط بأسباب دنيوية، يجيدها الكافر، كما قد يجيدها المؤمن، ومن سلك سبيلها وطلبها من مظانها رزقه الله، مؤمناً كان أو كافراً، ومن تنكب الطريق، لم يرزقه الله، وله سبحانه فوق الأسباب تصريف الحكيم، وتدبير العليم الخبير، إنه على ما يشاء قدير.
دعاء آية الله لطيف بعباده يرزق من يشاء وهو القوي العزيز يا لطيف ما أسرعك لتفريج الكروب في أوقات الشدائد اللهم يا لطيف كما لطفت بخلق السموات والارض ولطفت بالأجنة في بطون أمهاتها ألطف بي في قضائك وقدرك الذي قدرته علي وفرج عني ما أنا فيه. إلهي من أقصد وأنت المقصود ومن الذي يعطي وأنت الرب الكريم المعبود رب حقيق علي أن لا أتوكل إلا عليك ولازم لي أن لا ألتجأ إلا إليك يا من عليه يتوكل المتوكلون يا من إليه يلجأ الخائفون يا من بكرمه وجميل عوائده يتعلق الراجون يامن بسلطان قهره وعظيم رحمته يستغيث المضطرون يا لطيف ما أسرعك لتفريج الكرب في أوقات الشدائد ألطف بي في قضائك و قدرك الذي قدرته علي بحولك وقدرتك وفضلك فإنه لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.