أي المعبود حباً، وتعظيماً.. وقوله تعالى: { رب العالمين}؛ "الرب": هو من اجتمع فيه ثلاثة أوصاف: الخلق، والملك، والتدبير؛ فهو الخالق المالك لكل شيء المدبر لجميع الأمور؛ و{ العالمين}: قال العلماء: كل ما سوى الله فهو من العالَم؛ وُصفوا بذلك؛ لأنهم عَلَم على خالقهم سبحانه وتعالى؛ ففي كل شيء من المخلوقات آية تدل على الخالق: على قدرته، وحكمته، ورحمته، وعزته، وغير ذلك من معاني ربوبيته.. الفوائد:. 1 من فوائد الآية: إثبات الحمد الكامل لله عزّ وجلّ، وذلك من "أل" في قوله تعالى: { الحمد}؛ لأنها دالة على الاستغراق... 2 ومنها: أن الله تعالى مستحق مختص بالحمد الكامل من جميع الوجوه؛ ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أصابه ما يسره قال: "الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات" ؛ وإذا أصابه خلاف ذلك قال: "الحمد لله على كل حال".. ما معنى الحمد لله - إسألنا. ((( أخرجه ابن ماجه في سننه ص 2703 كتاب الأدب باب 55 فضل الحامدين حديث رقم 2803 وأخرجه الحاكم في المستدرك 1/499 كتاب الدعاء وقال: هذا حديث صحيح الإسناد وأقره الذهبي وحسنه الألباني في صحيح سنن ابن ماجه 2/319 حديث رقم 3066))). 3 ومنها: تقديم وصف الله بالألوهية على وصفه بالربوبية؛ وهذا إما لأن "الله" هو الاسم العَلَم الخاص به، والذي تتبعه جميع الأسماء؛ وإما لأن الذين جاءتهم الرسل ينكرون الألوهية فقط... 4 ومنها: عموم ربوبية الله تعالى لجميع العالم؛ لقوله تعالى: (العالمين.. )
تم تأسيس موقع القرآن الكريم بالرسم العثماني و موقع الحمد لله كبادرة متواضعة بهدف خدمة الكتاب العزيز و السنة المطهرة و الاهتمام بطلاب العلم و تيسير العلوم الشرعية على منهاج الكتاب و السنة, وإننا سعيدون بدعمكم لنا و نقدّر حرصكم على استمرارنا و نسأل الله تعالى أن يتقبل منا و يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم. مجتمعنا القرآن الكريم
[ ص: 137] قال: وقد قيل: إن قول القائل "الحمد لله " ، ثناء على الله بأسمائه وصفاته الحسنى ، وقوله: "الشكر لله " ، ثناء عليه بنعمه وأياديه. وقد روي عن كعب الأحبار أنه قال: "الحمد لله " ، ثناء على الله. ولم يبين في الرواية عنه ، من أي معنيي الثناء اللذين ذكرنا ذلك. 153 - حدثنا يونس بن عبد الأعلى الصدفي ، قال: أنبأنا ابن وهب ، قال: حدثني عمر بن محمد ، عن سهيل بن أبي صالح ، عن أبيه ، قال: أخبرني السلولي ، عن كعب ، قال: من قال "الحمد لله " ، فذلك ثناء على الله. 154 - حدثني علي بن الحسن الخراز ، قال: حدثنا مسلم بن عبد الرحمن الجرمي ، قال: حدثنا محمد بن مصعب القرقساني ، عن مبارك بن فضالة ، عن الحسن ، عن الأسود بن سريع: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ليس شيء أحب إليه الحمد ، من الله تعالى ، ولذلك أثنى على نفسه فقال: "الحمد لله ". [ ص: 138] قال أبو جعفر: ولا تمانع بين أهل المعرفة بلغات العرب من الحكم ، لقول القائل: "الحمد لله شكرا " - بالصحة. فقد تبين - إذ كان ذلك عند جميعهم صحيحا - أن الحمد لله قد ينطق به في موضع الشكر ، وأن الشكر قد يوضع موضع الحمد. لأن ذلك لو لم يكن كذلك ، لما جاز أن يقال "الحمد لله شكرا " ، فيخرج من قول القائل "الحمد لله " مصدر: "أشكر " ، لأن الشكر لو لم يكن بمعنى الحمد ، كان خطأ أن يصدر من الحمد غير معناه وغير لفظه.
وقد يقولون للمسافر إذا ودعوه: "مصاحبا معافى " ، يحذفون "سر ، واخرج " ، إذ كان معلوما معناه ، وإن أسقط ذكره. فكذلك ما حذف من قول الله تعالى ذكره: ( الحمد لله رب العالمين) ، لما علم بقوله جل وعز: ( إياك نعبد) ما أراد بقوله: ( الحمد لله رب العالمين) ، [ ص: 141] من معنى أمره عباده ، أغنت دلالة ما ظهر عليه من القول عن إبداء ما حذف. وقد روينا الخبر الذي قدمنا ذكره مبتدأ في تأويل قول الله: ( الحمد لله رب العالمين) ، عن ابن عباس ، وأنه كان يقول: إن جبريل قال لمحمد: قل يا محمد: "الحمد لله رب العالمين " ، وبينا أن جبريل إنما علم محمدا ما أمر بتعليمه إياه. وهذا الخبر ينبئ عن صحة ما قلنا في تأويل ذلك.
_________________________________________ ▪️[١]. شفاء العليل في مسائل القضاء والقدر والحكمة والتعليل، لابن القيم -رحمه الله-، ص ٢٠١. ▪️[٢]. النووي على صحيح مسلم: ١/ ١٥٤ و١٥٥ ▪️[٣]. فتح المبين بشرع الأربعين النووية: ص ٦٤. ▪️[٤]. للاستزادة، راجع: كتاب الأدلة العقلية النقلية على أصول الاعتقاد، لـ د. سعود العريفي. _____________________________ بقلم: خلود القرني
عبد الله الظاهر زائر السلام عليكم سؤال,.
السؤال: أما الرسالة التالية فهي رسالة المستمع يونس النور عثمان يسأل ويقول: أرجو أن تتفضلوا بإجابتي عن السؤال التالي: هل الإنسان في هذه الحياة مسير، أو مخير؟ مع اصطحاب جميع الأدلة. جزاكم الله خيرًا. الجواب: الإنسان مخير، ومسير جميعًا، له الوصفان: هو مخير؛ لأن الله أعطاه عقل، وأعطاه مشيئة، وأعطاه إرادة يتصرف بها؛ فيختار النافع، ويدع الضار، يختار الخير، ويدع الشر، يختار ما ينفعه، ويدع ما يضره، كما قال تعالى: لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ [التكوير:28-29] قال : تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الآخِرَةَ [الأنفال:67]. هل الإنسان مخير أم مسير - أجيب. فالناس لهم إرادة، ولهم مشيئة، ولهم أعمال، قال تعالى: إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ [المائدة:8].. إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ [النور:30] فلهم أعمال ولهم إرادات، ولهم مشيئة، فهم مخيرون، فإذا فعلوا الخير؛ استحقوا الجزاء من الله، فضلاً منه وإذا فعلوا الشر؛ استحقوا العقاب، فهم إذا فعلوا الطاعات فعلوها باختيارهم، ولهم الأجر عليها، وإن فعلوا المعاصي فعلوها باختيارهم، وعليهم وزرها، وإثمها، والقدر ماضٍ فيهم، هم أيضًا مسيرون بقدر سابق، قال -جل وعلا-: هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ [يونس:22].
إيجاد الله للعناصر التي لا بد منها للفعل لا يعني إيجاد الفعل ذاته، فمادة الفعل وعناصره من خلق الله واستيلاده حصولا وتنفيذا ثمرة لقصد الإنسان وعزمه. " هل القضاء ينفي إرادة الإنسان؟ يظن البعض أن القضاء يلغي حق الإنسان في الاختيار لكنه على العكس من ذلك، إنه علم الله عز وجل بسائر تصرفات الإنسان الاختيارية والقسرية. قال أبو سليمان الخطابي "وقد يحسب كثير من الناس أن معنى القضاء والقدر إجبار الله سبحانه وتعالى العبد وقهره على ما قدره وقضاه وليس الأمر كما يتوهمون وإنما مفاده الإخبار عن تقدم علم الله سبحانه وتعالى بما يكون من أكساب العبد وصدروها عن تقدير منه". هل الانسان مخير ام مسير - موقع المرجع. و بما أن العلم تابع للمعلوم وليس العكس، فالقضاء ليس أكثر من علم الله بما يجري أو سيجري في الكون لا يستوجب الجبر والإلزام، صفة كاشفة غير مؤثرة، حيث إنه بجهد الإنسان تتفتح أزاهير الخير والإصلاح وبسوء سعيه يكون قد أوقد نيران الفساد والشرور. ما هو الزمن بالنسبة لكل من الله عز وجل والإنسان؟ إن التوقع أو التخطيط المستقبلي أمر منطقي في حياة كل إنسان إلا أنه منفصل عن المستقبل لأنه يدخل في باب الإرادة والاختيار عكس المستقبل المحجوب عنا اللحظة الحاضرة.