وقد قالت العرب في ذلك:
فَأبصَر نَاري وهي شقراءُ أوقدت بعلياء نَشزٍ للعُيونِ النواظرِ
شبّة النار
نقول للنار إذا أُضرمت وتوقدت "شَبَّت"، وبعضهم يقول لشرارتها "قدحة"، وهي ما يتولد من ضرب حجرين ونحوه. و"شبّة النار" محل مدح عند العرب باعتبارها "داعِ الكرم ومنادي الضيفان"، وهي مقياس "النبوغ والبلوغ" ذلك أنهم يمتدحون من تُوكل بهذه المهمة إذا أتقنها، فيصفونه بأنه: "شَبّاب نار"، وفيه ضُرب المثل بالرجل النابغ سريع البديهة ذو الرأي الرزين، وفي المثل الشعبي نقول: "الخيل من خيالها والنار من شبّابها". إذا أتقن الفتى إضرام النار صار في عين الناس شابّا: "صار يِشِب النار"، ويُمتدح الشاب الجميل حسن الوجه بأنه: "مشبوب" كأنه أُوقِدَ بالنار
وإذا أتقن الفتى إضرام النار صار في عين الناس شابّا: "صار يِشِب النار"، ويُمتدح الشاب الجميل حسن الوجه بأنه: "مشبوب" كأنه أُوقِدَ بالنار. جريدة الرياض | عبدالسلام الهليل. وفي سن الشباب ينمو جسد الفتية سريعًا فنقول: "بِشِبّوا شَب" كأنهم لهب النار إذ يتصاعد. اقرأ/ي أيضًا: الشتاء في لهجتنا العاميّة
كما ينبغي للرجل أن يُشعل النار بمجرد أن يُقيم بيته أو ينصب خيمته في مكان جديد، ويقولون في ذلك: "فلان شَب ناره" كناية عن استقراره بالمكان الجديد.
- جريدة الرياض | عبدالسلام الهليل
جريدة الرياض | عبدالسلام الهليل
ومنها عرفنا "المِشَب" وهو مكان إيقاد النار وإشعالها. مواقد وكوانين
لأجل احتواء شبّة النار وضمان استمرارها مُضرمة في الحطب من غير أذى للجلوس حولها في البيوت والمضافات كان لا بُد من مِجمَر وهو ما يوضع فيه الجَمر والحطب لأجل التدفئة، وكان في أصله من طين أو فخار ثم صار من معدن كالحديد والنحاس، ويمكن اعتبار المجمر التطور الأول عن حويط الحجارة الذي توقد به النيران والمعروف بالموقد/ الموقدة. غير أن أكثر ما نعرفه اليوم هو المنقل أو الكانون، وهو بمعني المَوقد والمِدفأة، ويصنع من الحديد في الوقت الحاضر، وإنما سُمي الكانون مِنقلاً لأنه يُنقل من مكان لآخر. سُمي الكانون مِنقلاً لأنه يُنقل من مكان لآخر
والكوانين أو الكانونان هُما كانون الأول وكانون الثاني (الشهر الثاني عشر من السنة والشهر الأول من السنة التي تليها) وهي أشهر الشتاء والمطر والبرد. وفي المثل نقول: "بكانون اترك النار في الكانون"، أي في شهر كانون اترك النار مشتعلة في المنقل طلبًا للدفء. اقرأ/ي أيضًا: ع ن المستقرضات وعجوزها.. وأمطارها الغزيرة
ولا يزال المنقل/الكانون أشهر وسائل التدفئة فلسطينيًا، حيث توقد النار فيه وقت الغروب في وسط حوش الدار، وتضرم ناره في جذوع الشجر وجفت الزيتون والقرامي، حتى إذا صارت جمرًا نُقل الكانون لداخل البيت.
كان البيالات خصصت للأتاي.