اهـ ثم من المعلوم بالضرورة أن الصحابة والتابعين وأئمة المسلمين وعامتهم كانوا يعلَمون المعجز ويُفرِّقون بينه وبين غيره، ولم يكونوا يَعلَمون السحر ولا تعلَّمُوه ولا عَلَّمُوه، والله أعلم؛ اهـ. ( 6 المعجز ما كان من خوارق العادات للدلالة على صدق النبي المرسل، وهو قرين طاعة الله والعبادة المستقيمة) قال أبو حيان في البحر المحيط: وأما حكم تعلُّم السحر، فما كان منه يُعظَّم به غير الله من الكواكب والشياطين، وإضافة ما يُحدِثه الله إليها، فهو كفر إجماعًا، لا يحل تعلُّمه ولا العمل به، وكذا ما قُصِد بتعلُّمه سفْكُ الدماء، والتفريق بين الزوجين والأصدقاء. وأما إذا كان لا يُعلَم منه شيء من ذلك؛ بل يحتمل، فالظاهر أنه لا يَحِل تعلمه، ولا العمل به. حكم السحر وأقسامه | السحر 77. وما كان من نوع التخييل، والدجل، والشعبذة، فلا ينبغي تعلُّمه؛ لأنه من باب الباطل. اهـ. قلت: وهذا كلام حسن جَيِّد، وهو الذي ينبغي التعويل عليه في هذا الأمر. ( 7 حكم السحر في الشريعة الإسلامية، موقع الألوكة) أنواع السحر أنواع السحر كثيرة، ومنه التخييل أو " خداع البصر"، وليس السحر كله كذلك، وقد ذكر بعض العلماء أنواعه وأوصلوها إلى ثمانية؛ ومن أشهرها: عُقَد ورقى أي: قراءات وطلاسم يتوصل بها الساحر إلى استخدام الشياطين فيما يريد به ضرر المسحور.
حكم السحر: خلاصة القول في حكمه أنه حرام بنص الكتاب والسنة وإجماع أهل العلم من الصحابة وغيرهم. قلت: و حل السحر بسحر مثله منعمل الشيطان, و لا يجوز بأي حال من الأحوال. أقسام السحر: ذكرالرازي أقساماً ثمانية للسحر وكل هذه الأقسام أدخلها الرازي بناءاً على التعريف اللغوي لأن السحر في اللغة كما بينَّا هو عبارة عما لطف وخفي سببه ولكن هنا الذي يعنينا من أقسامه هي التي تتعلق بالسحر حقيقة والتي سببها ظاهر ويستعين الساحر فيها بالجن والشياطين بغرض الإفساد في الأرض والإضرار بالبشرية فمن هذه الأقسام: 1- سحر يؤثر من تلقاء نفسه وهو مايصدر عن الشيطان أو من يعاونه على ذلكوهو أقواها أي أقوى أنواع السحر. حكم الذهاب للسحرة وعلاج السحر والرقى الشرعية للسحر. 2- سحر يقوم الساحر بمساعدة الأرواح الشريرة وهو أضعفها ولايدوم مفعوله إلا إذا تكرر عمله ومن السهل علاجه وإبطالمفعوله.
وعنْ جابر بن عبْدالله قال: سُئل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن النُّشْرة، فقال: ((مِنْ عمل الشَّيْطان)). [6] الثانية: حل السحر بالرُّقَى الشرعية: الرُّقية الشرعية يمكن استعمالها وِقايةً وعلاجًا لجميع الأمراض والأوجاع، وهكذا كان هدْيُه - صلى الله عليه وسلم - في استعمالها [ 7] ، ويدلُّ على ذلك: ما جاء عن عوف بن مالك الأشْجَعي، قال: كنَّا نَرْقي في الجاهلية، فقلنا: يا رسول الله، كيف تَرى في ذلك؟ فقال: ((اعرضوا عليَّ رُقَاكم، لا بأس بالرُّقَى ما لم يكن فيه شرك)). حكم السحر وحقيقته .. علامات السحر وأنواعه - ناصحون. [ 8] ومن الرُّقى الشرعية للسحر: 1- قراءة الفاتحة: عن أبي سعيد - رضي الله عنه - قال: "انطلَقَ نفَرٌ من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - في سَفْرة سافروها، حتَّى نزلوا على حيٍّ مِن أحياء العرب، فاستضافوهم، فأبَوْا أن يضيِّفوهم. فلُدِغ سيِّدُ ذلك الحي، فسعَوْا له بكل شيء، لا ينفعه شيء، فقال بعضهم: لو أتيتم هؤلاء الرهْطَ الذين نزَلُوا؛ لعلَّه أن يكون عند بعضِهم شيء. فأتَوْهم، فقالوا: يا أيها الرَّهْط، إن سيِّدَنا لُدِغ، وسعَيْنا له بكل شيء، لا ينفعه، فهل عند أحد منكم مِن شيء؟ فقال بعضُهم: نعم والله، إني لأَرْقي، ولكنْ واللهِ، لقد استضفناكم فلم تضيِّفونا، فما أنا بِراقٍ لكم حتى تجعلوا لنا جُعْلاً، فصالَحوهم على قَطِيع من الغنم، فانطلق يتْفُل عليه ويقرأ: الحمد لله ربِّ العالَمين، فكأنما نُشِطَ مِن عِقال، فانطلق يمشي وما به قَلَبة".
نقول نعم هذه الأشياء ضرب من ضروب السحر ويسمى سحر التخييل وهو قسم منأقسام السحر الذي هو يشبه سحر سحرة فرعون الذي قال الله فيه: {يُخَيَّلُ إِلَيْهِمِن سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى {66} ( طه). وقال فيه أيضا: {قَالَأَلْقُوْاْ فَلَمَّا أَلْقَوْاْ سَحَرُواْ أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْوَجَاءوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ {116} ( الأعراف). وهذه الأشياء التي يقوم بهاالمشعوذون في هذا النوع من السحر لاحقيقة لها بل هي خداع وتخيلات يقوم بفعلهاالمشعوذ لكي يصرف أبصار الناس عما يتعاطاه بخفة يده. أما كونها سحراً لأن الله سبحانه وتعالى سماها بذلك فقال في سحرة فرعون: {وَجَاءوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ {116} ( الأعراف). لكن هنا ماحكم رؤية هذه الأعمال ؟. لاشك أنه لا يجوز ويحرمعلى الإنسان رؤيتها وينبغي عليه أن يحذر أبناءه من مشاهدة هذه الأشياء. ودليلذلك قوله تعالى: {وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْعَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَالشَّيْطَانُ فَلاَ تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ {68} ( الأنعام) وقوله تعالى للمؤمنين: {وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِيالْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللّهِ يُكَفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُبِهَا فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِإِنَّكُمْ إِذاً مِّثْلُهُمْ إِنَّ اللّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَفِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً {140} ( النساء).
﴿ قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى * قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى * فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى * قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلَى * وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى ﴾ [طه: 65 - 69]. وهذه الآيات مما يَنفع الله بها في رُقْية السِّحر، وإنْ قَرأ القارئُ هذه الآياتِ في الماء، وقرَأَ معها سورة الفاتحة، وآية الكرسي و﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ﴾ والمعوذتين في ماء، ثم صبَّه على مَن يظنُّ أنه مسْحور أو محبوس عن زوجته، فإنه يُشفى بإذن الله [ 14]. والمهِمُّ جدًّا أن يكون المعالِج والمعالَج عندهما إيمان صادق، وعندهما ثقة بالله، وعلْمٌ بأنه - سبحانه - مصرِّف الأمور، وأنه متى شاء شيئًا كان، وإذا لم يشأ لم يكن - سبحانه وتعالى - فالأمر بيده - جلَّ وعلا - ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن. وليس مِن اللازم أن يُشفى؛ لأنه ما كلُّ مريض يُشفى، فقد يعالَج المريض فيُشفى إن كان الأجَلُ مؤخَّرًا، وقد لا يُشفى ويموت في هذا المرض، ولو عُرِض على أحذق الأطباء، وأعلم الأطباء، متَى نزَلَ الأجلُ لم ينفع الدواء ولا العلاج؛ لقول الله - تعالى -: ﴿ وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴾ [المنافقون: 11]، وإنما ينفع الطِّبُّ وينفع الدواء إذا لم يَحضر الأجَلُ، وقدَّر الله للعبد الشفاء.
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم ا لخطبة الثانية:السحر. علاجه ( وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى) ومن ابتلي بالسحر، فليلجأ إلى الله بالدُّعاء، وبالرُّقية المشروعة، واعلموا أن الوقاية من السحر تكون بالمحافظة على تلاوة القرآن الكريم ، والتحصن بالأوراد والأذكار اليومية ، وقراءة آية الكرسي بعد كلِّ صلاة وعند النوم، وقراءة: ﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ﴾، و﴿ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ﴾، و﴿ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ﴾، وأيضًا بالدعاء الوارد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومنه: (أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ)، ثلاث مرَّات صباحًا ومساء. وفي سنن الترمذي (قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « مَا مِنْ عَبْدٍ يَقُولُ فِي صَبَاحِ كُلِّ يَوْمٍ وَمَسَاءِ كُلِّ لَيْلَةٍ بِسْمِ اللَّهِ الَّذِى لاَ يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاءِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ فَيَضُرُّهُ شَيْءٌ ». وروى أحمد (عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أَعُودُهُ وَبِهِ مِنَ الْوَجَعِ مَا يَعْلَمُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى بِشِدَّةٍ ثُمَّ دَخَلْتُ عَلَيْهِ مِنَ الْعَشِىِّ وَقَدْ بَرِئَ أَحْسَنَ بُرْءٍ فَقُلْتُ لَهُ دَخَلْتُ عَلَيْكَ غُدْوَةً وَبِكَ مِنَ الْوَجَعِ مَا يَعْلَمُ اللَّهُ بِشِدَّةٍ وَدَخَلْتُ عَلَيْكَ الْعَشِيَّةَ وَقَدْ بَرِئْتَ فَقَالَ « يَا ابْنَ الصَّامِتِ إِنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ رَقَانِي بِرُقْيَةٍ بَرِئْتُ أَلاَ أُعَلِّمُكَهَا ».