القدرة: صفة من صفات الله عز وجل فهو القادر على كل شيء، لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، خلق كل شيء فأبدع وأتقن الخلق، وجعل هذا الكون في نظام متناسق ومتناهي الدقة والإتقان. إن توحيد الأسماء و الصفات أحد أنواع التوحيد الثلاثة (توحيد الألوهية، وتوحيد الربوبية، وتوحيد الصفات والأسماء)، و من الواجب علينا معرفة صفات الله عز وجل ودلالاتها ومعانيها، و هنا أجملنا بعض من الصفات التي لا يمكن أن يشتق منها اسم.
من الصفات التي لا يمكن أن يشتق منها اسم، تعد اللغة العربية من أهم العلوم التي تمكن العلماء من تقديم الكثير من العناوين الرئيسية التي تعبر عنها، حيث أنهم اهتموا في مشاركتها من أجل التعرف على العناصر الاساسية والخصائص التي تدور في هذا الجانب، كما وضحوا بعض المفاهيم والمصطلحات التي تساعدهم في الوصول الى كل ما يحتاجون اليه والمتعلقة في الصفات التي لا يمكن ان يشتق منها الاسم وهي المتعلقة في صفات الله عزوجل وتعرف الصفة بأنها النعت، وهناك العديد من الصفات التي تتعلق في الله سبحانه وتعالى منها الوحدانية والوجود والحياة والكثير من الصفات الأخرى المهم التي يجب على الانسان المسلم التعرف عليها.
سابعا: إن للهِ تعالى صفات ذاتية وأخرى فعلية، أما صفات الله الذاتية فهي الصفات اللازمة لذاته كصفة البركة والحياة والعلم، وأما صفات الله الفعلية فهي صفات تابعة لمشيئته كصفة الاستواء على العرش وصفة الرضى وصفة الغضب، فهو يفعلها متى شاء ويدعها متى شاء. ثامنا: لا يجوز أن يفرد الله تعالى بصفات كالمكر والاستهزاء والخداع لما فيها من تنقيص منه سبحانه بل يعمد إلى مقابلتها بأفعال المخلوقين، إنها لا تطلق على الله إلا في ما سيقت فيه من الآيات كقوله تعالى: ﴿ وَمَكَرُواْ وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ﴾، وقوله: ﴿ وَإِذَا لَقُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُواْ إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُونَ * اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ ﴾، وقوله: ﴿ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ ﴾. تاسعا: لا يجوز التفصيل في الصفات التي نفاها الله عن ذاته لما يحمله ذلك من قلة أدب في حق الله عز وجل، ويسمى كل ما نفاه الله عن ذاته صفاتٍ سلبية لما فيها من نقص كنفي الولد والنوم؛ قال تعالى: ﴿ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ﴾، وقال سبحانه: ﴿ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ ﴾، فمثلا إذا قال إنسان لملِك أنت لست فقيراً ولا ضعيفاً ولا ذليلاً ولو كنت ذلك لما صرت ملكاً.
فلا شك أن مثل هذه الأوصاف لا تلاقى بالترحاب. عاشرا: إذا أطلقنا على الله اسم "الصانع" و"المقصود" فإن ذلك يعد حقاً في ذاته سبحانه لأنه في حقيقة الأمر صانع للكون، ومقصود بالعبادة والرجاء؛ ولو لم يرد دليل مباشر في الكتاب والسنة على ذلك، لذا فقد سمى العلماء ما كان حقًا في ذات الله ولم يرد به نصٌّ إخباراً. أهمية توحيد الأسماء والصفات يعتبر توحيد الأسماء والصفات من أهم أنواع التوحيد لان به زلت كثير من الناس والطوائف وتكمن هذه الأهمية فيما يلي: أن الإيمان به داخل في الإيمان بالله عز وجل إذ لا يستقيم الإيمان بالله حتى يؤمن العبد بأسماء الله وصفاته. أن معرفة توحيد الأسماء والصفات والإيمان به كما آمن السلف الصالح عبادة لله عز وجل – فالله أمرنا بذلك، وطاعته واجبة. الإيمان به كما آمن السلف الصالح طريق سلامة من الانحراف والزلل الذي وقع فيه أهل التعطيل، والتمثيل، وغيرهم ممن انحرف في هذا الباب. الإيمان به على الوجه الحقيقي سلامة من وعيد الله، قال الله تعالى في القرآن الكريم ( وَذَروا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ ما كَانُوا يَعْمَلُونَ) [الأعراف: 180]. هذا العلم من أشرف العلوم، وأجلها على الإطلاق ؛ لأنّ فيه معرفة بالله، وليس بخلق من خلقه أو شيء من الأشياء، وفي الحديث النّبويّ: "خيركم من تعلّم القرآن وعلّمه" و "من يرد الله به خيرا يفقّهه في الدّين".
أن أعظم آية في القرآن هي آية الكرسي ، وإنما كانت أعظم آية لاشتمالها على هذا النوع من أنواع التوحيد. أن سورة الإخلاص تعدل ثلث القرآن ؛ لأنها أخلصت في وصف الله. أن الإيمان به يثمر ثمرات عظيمة، وعبودياتٍ متنوعةً، ويتبين لنا شيء من ذلك عند الحديث عن ثمرات الإيمان بتوحيد الأسماء والصفات. العلم بأسماء الله وصفاته يفتح للعبد باب معرفة الرب تبارك وتعالى. أساس العلم الصحيح هو الإيمان بالله وبأسمائه وصفاته. العلم بأسماء الله وصفاته هو حياة القلوب. في نهاية مقالنا هذا وقفنا على أهم النقاط المتعلقة بتوحيد الأسماء والصفات وخاصة موضوع مقالنا الذي هو بعنوان، صفات لا يشتق منها اسماء، وإننا في موسوعة المحيط لنسعد باستقبال اسئلتكم وأراءكم ودمتم بخير.