الفَرعُ الثَّاني: مِن شُروطِ لا إلهَ إلَّا اللهُ: اليَقينُ. الفَرعُ الثَّالثُ: مِن شُروطِ لا إلهَ إلَّا اللهُ: القَبولُ. الفَرعُ الرَّابعُ: مِن شُروطِ لا إلهَ إلَّا اللهُ: الانقيادُ.
شروط لا اله الا الله باختصار من التساؤلات التي يبحث عنها الكثير من الناس؛ وذلك حتى يعرفوا ما هي الشروط التي من خلالها يتمكّن المرء من التقرب إلى الله بحقّ، ولا إله إلا هي كلمة التوحيد، ولن يدخل أحد في الإسلام إلا إذا نطق بالشهادتين، وفيما يلي سنتعرف ما هي شروط لا اله الا الله، وتعريف كل شرط من تلك الشروط، وما الدليل عليها من القرآن والسنة. معنى لا اله الا الله اجتهد العلماء في التعرّف على معنى لا إله إلا الله ، فقد قالوا في معناها: لا معبود بحقٍّ إلا الله، أي أن المستحقّ بالعبادة هو الخالق لكلّ شيءٍ، القادرُ على كلّ شيءٍ، ولا أحد سواه يُشاركه تلك العبودية.
والله أعلم ، وصلى الله على نبينا محمد.
قال صلى الله عليه وسلم: « من مات وهو يعلم أن لا إله إلا الله دخل الجنة » [رواه مسلم].. شروط الإسلام الحمد لله.. والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه. أما بعد: فاعلم أخي المسلم رحمنا الله وإياك أن الأصول الثلاثة التي يجب على كل مسلم ومسلمة تعلمها هي: معرفة العبد ربه، ودينه، ونبيه محمّداً صلى الله عليه وسلم. ربنا: الله الذي ربانا ورب جميع العالمين بنعمته وهو: معبودنا.. ليس لنا معبود سواه. ديننا: الإسلام: هو الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة، والبراءة من الشرك وأهله. نبينا: محمّد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم وهاشم من قريش وقريش من العرب، والعرب من ذرية إسماعيل بن إبراهيم الخليل عليهما وعلى نبينا الصلاة والسلام. من شروط لا اله الا الله الحليم الكريم. وأصل الدين وقاعدته أمران: الأول: الأمر بعبادة الله وحده لا شريك له والحرص على ذلك والمولاة فيه وتكفير من تركه. الثاني: الإنذار عن الشرك في عبادة الله والتغليظ في ذلك والمعاداة فيه. شروط لا إله إلا الله 1- العلم: بمعناها نفياً وإثباتاً.. بحيث يعلم القلب ما ينطق به اللسان. قال تعالى: { فاعلم أنَّه لا إله إلا الله} [محمّد: 19]، وقوله سبحانه: { إلا من شهد بالحقِّ وهم يعلمون} [الزخرف: 86].
الأسباب الجالبة لمحبة الله والموجبة لها وهي عشرة: الأول: قراءة القرآن بالتدبر والتفهم لمعانيه وما أريد به. الثاني: التقرب إلى الله بالنوافل بعد الفرائض، فإنها توصله إلى درجة المحب بعد المحبة. الثالث: دوام ذكره على كل حال: باللسان والقلب والعمل والحال، فنصيبه من المحبة على قدر نصيبه من هذا الذكر. الرابع: إيثار محابه على محابك عند غلبات الهوى. من شروط لا اله الا الله راجعون. الخامس: مطالعة القلب لأسمائه وصفاته ومشاهدتها ومعرفتها، وتقلبه في رياض هذه المعرفة ومباديها. فمن عرف الله بأسمائه وصفاته وأفعاله، أحبَّه لا محالة. السادس: مشاهدة بره وإحسانه وآلائه ونعمه الباطنة والظاهرة، فإنها داعية إلى محبته. السابع: وهو من أعجبها انكسار القلب بكليته بين يدي الله تعالى، وليس في التعبير عن هذا المعنى غير الأسماء والعبارات. الثامن: الخلوة وقت النزول الإلهي لمناجاته وتلاوة كلامه، والوقوف بالقلب والتأدب بأدب العبودية، بين يديه ثم ختم ذلك بالاستغفار والتوبة. التاسع: مجالسة المحبين الصادقين، والتقاط أطيب ثمرات كلامهم كما تنتقى أطايب الثمر، ولا تتكلم إلا إذا ترجحت مصلحة الكلام، وعلمت أن فيه مزيدًا لحالك ومنفعة لغيرك. العاشر: مباعدة كل سبب يحول بين القلب وبين الله عز وجل [5].
أيها الإخوة: إن حقيقة الصدق مع الله -جل وعلا- ليست عبارات يرددها القائل، ولا شعارات يرفعها المدَّعي، وإنما تظهر حقيقته في طاعة الله -جل جلاله-، بتوحيده -سبحانه- بالعبادة, والكفر بكل ما يُعبد من دونه، وامتثال أوامره بتحقيق الطاعات والابتعاد عن المعاصي والمحرمات، والصدق في حبه واتباع رضاه, والشوق إلى جنته ولقاءه ، قال الإمام ابن القيم -رحمه الله-: "ليس للعبد شيء أنفع من صدقه ربه في جميع أموره.. ، ومن صدق الله في جميع أموره صنع الله له فوق ما يصنع لغيره"(الفوائد (ص186). وعن سهل بن حنيف -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "من سأل الله الشهادة بصدق؛ بَلَّغه الله منازل الشهداء، وإن مات على فراشه"(رواه مسلم)؛ قال المناوي–رحمه الله-: "قيد السؤال بالصدق؛ لأنه معيار الأعمال، ومفتاح بركاتها و به ترجى ثمراتها, "بلَّغه الله منازل الشهداء": مجازاة له على صدق الطلب". هل من قال: لا إله إلا الله دخل الجنة؟ وما شروطها؟. أتى عبد الله بن عمرو حرام الانصاري فصلَّى صلاة الليل قبل معركة أحد بليلة, قام فتهجد ورفع يديه يوم أن كانت الأمة تتهجد, ويوم أن كانوا يناجون الله في الثلث الأخير في الساعات الحبيبة القريبة من الحي القيوم, وينزل نزولاً يليق بجلاله إلى سماء الدنيا, فيقول: "هل من سائل فأعطيه؟ هل من داعٍ فأجيبه؟ هل من مستغفر فأغفر له؟", فقام هذا الصحابي في هذه الساعة ودعا الله -تعالى- أن يوفقه للشهادة، فعلم الله صدقه وإخلاصه, ثم في الصباح قال لابنه جابر: "يا بني!