خطاب موجه إلى المؤمنين والمشركين، لأنه اعتبار وامتنان، وللمؤمنين الحظ العظيم من ذلك، ولذلك أعقب بالأمر بأداء حق الله في ذلك بقوله: {وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ} [الأنعام: 141] إذ لا يصلح ذلك الخطاب للمشركين. ( [4]) ومن الطيبات التي أباحها الله تعالى لعباده اللبن كما في قوله: {وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَنًا خَالِصًا سَائِغًا لِلشَّارِبِينَ [النحل: 66]. فهذا اللبن الذي تدره ضروع الأنعام ويتمن الله عز وجل به على عباده وأن لهم فيه عبرة، مم هو؟. الحكمة في تقسيم الأرزاق - ملتقى الخطباء. إنه مستخلص من بين فرث ودم. والفرث ما يتبقى في الكرش بعد الهضم، وامتصاص الأمعاء للعصارة التي تتحول إلى دم. هذا الدم الذي يذهب إلى كل خلية في الجسم، فإذا صار إلى غدد اللبن في الضرع تحول إلى لبن ببديع صنع الله العجيب، الذي لا يدري أحد كيف يكون. وعملية تحول الخلاصات الغذائية في الجسم إلى دم، وتغذية كل خلية بالمواد التي تحتاج إليها من مواد هذا الدم، عملية عجيبة فائقة العجب، وهي تتم في الجسم في كل ثانية، كما تتم عمليات الاحتراق. وفي كل لحظة تتم في هذا الجهاز الغريب عمليات هدم وبناء مستمرة لا تكف حتى تفارق الروح الجسد.. ولا يملك إنسان سوي الشعور أن يقف أمام هذه العمليات العجيبة إلا أن تهتف كل ذرة فيه بتسبيح الخالق المبدع لهذا الجهاز الإنساني، الذي لا يقاس إليه أعقد جهاز من صنع البشر، ولا إلى خلية واحدة من خلاياه التي لا تحصى.
واستخراج السكر والرزق الحسن من ثمرات النخيل والأعناب، والعسل من بطون النحل.. إنها كلها أشربة تخرج من أجسام مخالفة لها في شكلها؛ ولما كان الجو جو أشربة فقد عرض من الأنعام لبنها وحده في هذا المجال تنسيقاً لمفردات المشهد كله.
الحمد لله. "كل شيء منذ خلق الله القلم إلى يوم القيامة فإنه مكتوب في اللوح المحفوظ ، لأن الله سبحانه وتعالي أول ما خلق القلم قال له: (اكتب. قال: ربي وماذا أكتب ؟ قال: اكتب ما هو كائن ، فجرى في تلك الساعة بما هو كائن إلى يوم القيامة). وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الجنين في بطن أمه إذا مضى عليه أربعة أشهر ، بعث الله إليه ملكاً ينفح فيه الروح ويكتب رزقه، وأجله ، وعمله ، وشقي أم سعيد. والرزق أيضاً مكتوب مقدر بأسبابه لا يزيد ولا ينقص ، فمن الأسباب: أن يعمل الإنسان لطلب الرزق كما قال الله تعالى: (هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ) الملك/15. ومن الأسباب أيضاً: صلة الرحم ، من بر الوالدين ، وصلة القرابات ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه). الرزق من عند الله. ومن الأسباب: تقوى الله عز وجل ، كما قال تعالى: (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ) الطلاق/2، 3. ولا تقل: إن الرزق مكتوب ومحدد ولن أفعل الأسباب التي توصل إليه فإن هذا من العجز ، والكياسة والحزم أن تسعى لرزقك ، ولما ينفعك في دينك ودنياك، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (الكيس من دان نفسه ، وعمل لما بعد الموت ، والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني).
ذات صلة أسباب الرزق الكثير أسباب جلب الرزق أسباب سعة الرزق ضمِن الله لعباده أرزاقهم إلى انتهاء آجالهم، فقال -تعالى-: ( وَما مِن دابَّةٍ فِي الأَرضِ إِلّا عَلَى اللَّـهِ رِزقُها وَيَعلَمُ مُستَقَرَّها وَمُستَودَعَها كُلٌّ في كِت ابٍ مُبينٍ) ، [١] فأوصاهم بالتوكّل عليه والقناعة بما كتبه لهم، فقال -صلّى الله عليه وسلّم-: ( انْظُرُوا إلى مَن أسْفَلَ مِنكُمْ، ولا تَنْظُرُوا إلى مَن هو فَوْقَكُمْ) ، [٢] فالعبد يسعى لرزقه ثمّ يتوكل على خالقه، راضياً بما قسمه الله له. [٣] التوكل على الله مع الأخذ بالأسباب إنّ الأخذ بالأسباب من أهم الدعائم التي يقوم عليها التوكّل على الله، فالأخذ بالأسباب وسيلة للتوصّل إلى غاية التوكّل ولا توكل بلا أسباب، لكن ومع ذلك فلا يجب أن يكون اعتماد العبد كلّه على الأسباب، فله -عزّ وجلّ- العبوديّة والربوبيّة القائم عليها التوكّل الذي هو الاعتماد القلبي الصّادق على الله -تعالى-، وتوكيل الأمور له، والإيمان أنّه لا نافع ولا ضار سواه. [٤] والتوكل على الله سبباً من أسباب الحصول على ما يرجوه العبد، فمن اعتمد على عقله ضلّ، ومن اعتمد على جاهه ذلّ، ومن اعتمد على ماله قلّ، ومن اعتمد على الله، فلا ضلّ ولا ذلّ ولا قلّ، وفي نهاية المطاف تذهب الأسباب ويبقى مُسببها -سبحانه وتعالى-.
[١٢] صلة الرحم من أفضل الطاعات التي يتقرّب بها العبد إلى الله صلة الرّحم؛ لما لها من فضلٍ عظيمٍ في حصول البركة في العمرِ والرزق، فقد قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (مَن أحَبَّ أنْ يُبْسَطَ له في رِزْقِهِ، ويُنْسَأَ له في أثَرِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ) ، [١٤] فإن صلة الرحم سبباً لتوفيق الله لعبده. [١٥] وأيضاً فتح أبواب الرزق أمامه، فعلى المسلم أن يُخصّص وقتاً لزيارة رحمه، والاطمئنان عليهم، والجلوس معهم وتبادل أطراف الحديث، فالرّحم أولى النّاس بالصّلة والعناية والرحمة، قال -تعالى-: ( وَأُولُو الأَرحامِ بَعضُهُم أَولى بِبَعضٍ في كِتابِ اللَّـهِ إِنَّ اللَّـهَ بِكُلِّ شَيءٍ عَليمٌ). [١٦] [١٥] المراجع ↑ سورة هود، آية:6 ↑ رواه مسلم ، في صحيح مسلم ، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم:2963، صحيح. ↑ عبد المحسن القاسم (1427)، خطوات إلى السعادة (الطبعة 4)، صفحة 29. بتصرّف. الطيبات من الرزق في كتاب الله - إسلام أون لاين. ↑ مجموعة من المؤلفين ، نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم (الطبعة 4)، جدة:دار الوسيلة ، صفحة 1378، جزء 4. بتصرّف. ↑ أبو فيصل البدراني ، معالم الطريق إلى الله ، صفحة 62. بتصرّف. ↑ سورة الشورى، آية:30 ^ أ ب عبد الملك بن قاسم ، الرزق أبوابه ومفاتحه ، صفحة 11.
أسألُ اللهَ -تعالى- أن يرزقَنا قوةً في إيمانٍ ويقينٍ، وأن يعلِّقَ قلوبنَا به -جلَّ وعلا-، وأن يمنَّ علينا بالرزقِ الحلالِ الطيِّبِ الذي يُعينُنا على أمرِ دُنيَانَا وآَخرتِنا. هذا وصلُّوا وسلِّموا على الحبيبِ المصطفَى, والقدوةِ المجتبى؛ فَقَد أمَرَكُم اللهُ بذلكَ فقالَ -جلَّ وعلا-: ( إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الأحزاب: 56].
ولما كان علم الإقتصاد أحد فروع علم الإجتماع. فإن تعريفه إختلف بإختلاف التطور الإنساني والإجتماعي. كما إنه إختلف من وجهة نظر عالم لآخر. ومن ثم, فنحن لا نجد تعريف واحد يتفق الإقتصاديون عليه. وفيما يلي سنلقي الضوء على بعض تعاريف علم الإقتصاد, وهذا لتحديد ماهيته. فن إدارة المنزل زينوفن تقريبآ في عام 400 ق. م ألف المؤرخ اليوناني زينوفن أو كسينوفون, كتاب بعنوان Œconomicus. والترجمة الصحيحة لهذه الكلمة تكون في شكل جملة واحدة هى فن إدارة المنزل. وبعد وضع هذا التعريف, توسعت فكرة المنزل لتصل إلى الجماعة وبعد ذلك المجتمع ووصل الأمر إلى الدولة نفسها. حيث إن الإقتصاد معناه اللغوي هو التوفير. والمقصود هو تدبير وإدارة شئون الأسرة من خلال إدارة المال. وأيضآ العمل على توفير هذا المال ووضع طرق مختلفة لجعله أكثر. عرف علم الاقتصاد الاسلامي. وصولآ إلى تحديد طرق التوزيع على الأفراد وتأمين هذا المال عندما ينتقل إليهم. علم إدارة الثروة يذكر إنه في عام 1615 ميلادية, قام عالم الإقتصاد الفرنسي أنطوان دي مونتكرتيان Antoine de montchrestien بتعريف علم الإقتصاد في كتابه الإقتصاد السياسي على إنه "علم إدارة ثروة المدينة". وهذا التعريف كان الغرض منه هو تقديم النصح للأمراء في ذلك الوقت.
مقالات متعلقة 3630 عدد مرات القراءة