فائدة: روى البخاري في الصحيح مرفوعًا: « مَنْ كَانَ لأَخِيهِ عِنْدَهُ مَظْلَمَةٌ في عِرْضٍ أَوْ مَالٍ فَلْيَسْتَحِلَّهُ اليَوْمَ قَبْلَ أَنْ لا يَكُونَ دِينَارٌ وَلا دِرْهَمٌ »، فَإنه إِنْ كَانَ لَهُ عَمَلٌ أُخذ منه يوم القيامة بِقَدْرِ مَظْلَمَتِهِ وَإِلاّ أُخِذَ مِنْ سَيِّئَاتِ صَاحِبِهِ فَحُمِلَ عَلَيْهِ، إلا أن يوفي الله عنه من خزائنه. ثُمَّ إِنْ كَانَ الْحَقُّ الَّذي عَلَيْهِ قِصَاصًا مَكَّنَ الْمُسْتَحِقَّ مِنِ اسْتِيفَائِهِ مِنْهُ، أَيْ يَقُولُ لَهُ: مثلاً خُذْ حَقَّكَ مِنِّي أَيْ إن شئت اقْتُلْنِي، وإِنْ شِئْتَ فاعْفُ، فَإِنِ امْتَنَعَ الْمُسْتَحِقُّ مِنَ الأَمْرَيْنِ صَحَّت التَّوْبَةُ. وَلَوْ تَعَذَّرَ وُصُولُهُ إِلى الْمُسْتَحِقِّ نَوَى تَمْكِينَهُ إِذا قَدَرَ. خطبة مختصرة عن التوبة. فائِدَةٌ: لا يُشْتَرَطُ الاسْتِغْفارُ اللِّسانِيُّ أَيْ قَوْلُ: "أسْتَغْفِرُ اللهَ" لِلتَّوْبَةِ، وَقَوْلُ بَعْضٍ بِأَنَّهُ شَرْطٌ غَلَطٌ فاحش سَوَاءٌ جَعَلَ ذَلِكَ مُطْلَقًا أَوْ جَعَلَهُ خَاصًّا بِبَعْضِ الذُّنُوبِ. وقد روي عن السيد الجليل الولي الكبير مالك بن دينار رضي الله عنه أنه سُئِلَ عن أصل توبته، فقال: ولد لي بنت فشغفت بها فلما دَبّت على الأرض ازدادت في قلبي حبًا وألفتني، فكنت إذا وضعت المسكر جاءت اليَّ وجاذبتني إياه وهرقته على ثوبي، فلما تمَّ لها من العمر سنتان ماتت، فأكمَدَني الحُزنُ عليها، ولما كانت ليلة النصف من شعبان وكانت ليلة جمعة بيَّتُّ ثَمِلاً من الخمر ولم أصَلِّ العشاء.
بسم الله الرحمن الرحيم إنَّ الحمدَ للهِ نَحْمَدُهُ ونسْتَعِينُهُ ونَسْتَهْدِيهِ ونَسْتَغْفِرُهُ ونَتُوبُ إليهِ، ونعوذُ باللهِ مِنْ شرورِ أنفسِنا وسيّئاتِ أعْمَالِنا مَنْ يَهْدِ اللهُ فَلا مُضِلَّ لهُ ومَنْ يُضْلِلْ فلا هادِي لهُ. وأشهدُ أنْ لا إلـهَ إلا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ ولا مثيلَ لهُ ولا ضِدَّ ولا نِدَّ لَهُ، خلَقَ العرْشَ إِظْهَارًا لِقُدْرَتِهِ ولم يَتَّخِذْهُ مَكانًا لِذَاتِهِ، جَلَّ ربي لا يُشْبِهُ شيئًا ولا يُشْبِهُهُ شىءٌ ولا يَحُلُّ في شىءٍ ولا يَنْحَلُّ منهُ شَىءٌ، ليسَ كَمِثْلِهِ شىءٌ وهوَ السَّميعُ البَصيرُ. خطبه عن التوبه قصيرة. وأشهدُ أنَّ سيّدَنا وحبيبَنا وعظيمَنا وقائدَنا وقرَّةَ أعينِنَا محمّدًا عبدهُ ورسولهُ وصفيُّه وحبيبُه، طِبُّ القلوبِ ودواؤُهَا وعافِيَةُ الأبْدانِ وشِفَاؤُها، ونُورُ الأبصارِ وضِياؤُها صلَّى اللهُ وسلَّمَ عليهِ وعلى كلّ رسولٍ أَرْسَلَهُ. أمَّا بعدُ عبادَ اللهِ فإنّي أوصيكُمْ ونَفْسي بتقوَى اللهِ العلِيّ القديرِ القائلِ في مُحْكَمِ كتابِهِ: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ يَوْمَ لاَ يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [سورة التحريم].
عباد الله، كلنا مذنبون مخطئون، نقبل على الله تارة، وندبر أخرى، المؤمن ليس معصومًا من الخطيئة، وليس في منأًى من الهفوة، وليس في معزل عن الوقوع في الذنب؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((والذي نفسي بيده، لو لم تذنبوا لذهب الله بكم، ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله، فيغفر لهم))؛ [أخرجه مسلم]. وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كل بني آدم خطَّاء، وخير الخطَّائين التوابون))؛ [أخرجه أحمد]، إذًا الفرق بين الناس ليس في السلامة من الذنوب، بل في حالهم وتعاملهم معها. فقد وعد الله المؤمنين بالجنة؛ فقال في وصفهم: ﴿ هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ ﴾ [ق: 32]؛ والأواب: هو الرجاع إلى الطاعة عن المعاصي؛ قال سعيد بن المسيب: "هو الذي يذنب ثم يتوب، ثم يذنب ثم يتوب". خطبة الجمعة كيفية التوبة من الذنوب. عباد الله، إن من أسباب تكفير السيئات وغفران الزلات إتباعَها الأعمال الصالحة؛ لقوله تعالى: ﴿ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ﴾ [هود: 114]، ولقوله صلى الله عليه وسلم: ((أتبع السيئة الحسنة تمحها))، فالصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان - كفاراتٌ لما بينهن ما اجتنبت الكبائر؛ كما ثبت في الحديث الصحيح.
اللهم إنى أسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك والسلامة من كل إثم والغنيمة من كل بر والفوز بالجنة والنجاة من النار. اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة. اللَهم أقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معصيتك ومن طاعتك ماتبلغنا بها جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا من مصائب الدنيا. ومتعنا بأسماعنا وأبصارنا وقوتنا ما أحييتنا وأجعله الوارث منا وأجعل ثأرنا على من ظلمنا وأنصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا. اللهم لا تدع لنا ذنبا إلا غفرته ولا هما إلا فرجته ولا دينا إلا قضيته ولا حاجة من حوائج الدنيا والآخرة هي لك رضى إلا قضيتها ياأرحم الراحمين. ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه الأخيار وسلم تسليما كثير. دعاء ختم القرآن مكتوب لماهر المعيقلي يعتبر الدكتور ماهر المعيلقي من الأئمة المميزين أصحاب الصوت الرائع في قراءة القران، لذلك يبحث الجميع عن دعاء ختم القران للمعيلقلي: اللهم ارزقنا تلاوته آناء الليل و أطراف النهار على الوجه الذي يرضيك عنا.
يبحث الكثيرون عن دعاء ختم القرآن وفضل ختم القرآن الكريم، حيث يعد لقراءة كتاب الله تعالى فضل كبير، حيث إن الدعاء عبادة يتقرب بها العبد إلى الله تعالى، ولذلك علينا أن نردد دعاء ختم القرآن الكريم في رمضان. دعاء ختم القرآن الكريم: ويمكن اختيار دعاء ختم القرآن الكريم من عدد من الأدعية المأثورة منها على سبيل المثال: "اللهم ذكرني منه ما نسيت وعلمني منه ماجهلت وارزقني تلاوته آناء الليل وأطراف النهار وأجعله لي حجة يا رب العالمين"، "اللهم ارحمني بالقرآن وأجعله لي إماماً ونوراً وهدى ورحمة". "اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري، وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي، وأصلح لي آخرتي التي فيها معادي، وأجعل الحياة زيادة لي في كل خير وأجعل الموت راحة لي من كل شر".
اللهم انصر عبادك المجاهدين نصرًا عزيزًا وافتح لهم فتحًا مبينًا، اللهم انفعنا بما علمتنا وعلمنا ما ينفعنا، اللهم افتح لنا بخير واجعل عواقب أمورنا إلى خير اللهم إنا نعوذ بك من فواتح الشر وخواتمه وأوله وآخره وباطنه وظاهره اللهم لا تجعل بيننا وبينك في رزقنا أحدًا سواك واجعلنا أغنى خلقك بك وأفقر عبادك إليك، وهب لنا غنى لا يطغينا وصحة لا تلهينا، وأغننا عمن أغنيته عنا واجعل آخر كلامنا شهادة لا إله إلا الله أن محمدًا رسول الله، وتوفنا وأنت راضٍ عنا غير غضبان، واجعلنا في موقف القيامة من الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون برحتمك يا أرحم الراحمين. اللهم إنا نسألك إخبات المخبتين وإخلاص المؤمنين ومرافقة الأبرار واستحقاق حقائق الإيمان، والغنيمة من كل بر والسلامة من كل إثم ووجوب رحمتك وعزائم مغفرتك والفوز بالجنة والنجاة من النار. دعاء ختم القرآن يوم عرفة اللهم ألف بين قلوبنا وأصلح ذات بيننا وأهدنا سبل السلام ونجنا من الظلمات إلى النور وجنبنا الفواحش ما ظهر منها وما بطن، وبارك لنا في أعمالنا وأعمارنا وأزواجنا وذرياتنا وأوقاتنا وأموالنا واجعلنا مباركين أينما كنا. اللهم إنا نعوذ بك من فتنة النار وعذاب النار ونعوذ بك من فتنة القبر وعذاب القبر ونسألك نعيمًا لا يبيد وقرة عين لا تنفد ونسألك لذة النظر إلى وجهك الكريم والشوق إلى لقائك في غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة.
اللَّهُمَّ ارْحَمْنِي بالقُرْآنِ وَاجْعَلهُ لِي إِمَامًا وَنُورًا وَهُدًى وَرَحْمَةً *اللَّهُمَّ ذَكِّرْنِي مِنْهُ مَا نَسِيتُ وَعَلِّمْنِي مِنْهُ مَا جَهِلْتُ وَارْزُقْنِي تِلاَوَتَهُ آنَاءَ اللَّيْلِ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ وَاجْعَلْهُ لِي حُجَّةً يَا رَبَّ العَالَمِينَ. اللَّهُمَّ اقْسِمْ لَنَا مِنْ خَشْيَتِكَ مَا تَحُولُ بِهِ بَيْنَنَا وَبَيْنَ مَعْصِيَتِكَ وَمِنْ طَاعَتِكَ مَا تُبَلِّغُنَا بِهَا جَنَّتَكَ وَمِنَ اليَقِينِ مَا تُهَوِّنُ بِهِ عَلَيْنَا مَصَائِبَ الدُّنْيَا وَمَتِّعْنَا بِأَسْمَاعِنَا وَأَبْصَارِنَا وَقُوَّتِنَا مَا أَحْيَيْتَنَا وَاجْعَلْهُ الوَارِثَ مِنَّا وَاجْعَلْ ثَأْرَنَا عَلَى مَنْ ظَلَمَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى مَنْ عَادَانَا وَلاَ تجْعَلْ مُصِيبَتَنَا فِي دِينِنَا وَلاَ تَجْعَلِ الدُّنْيَا أَكْبَرَ هَمِّنَا وَلَا مَبْلَغَ عِلْمِنَا وَلاَ تُسَلِّطْ عَلَيْنَا مَنْ لَا يَرْحَمُنَا. اللهم ارحمني بالقرآن واجعله لي إماماً ونوراً وهدى ورحمة. اللهم ذكرني منه ما نسيت وعلمني منه ما جهلت وارزقني تلاوته آناء الليل وأطراف النهار وأجعله لي حجة يا رب العالمين. اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي وأصلح لي آخرتي التي فيها معادي وأجعل الحياة زيادة لي في كل خير وأجعل الموت راحة لي من كل شر اللهم أجعل خير عمري آخره وخير عملي خواتمه وخير أيامي يوم ألقاك فيه.
اللهم إني أسألك عيشة هنية وميتة سوية ومرادا غير مخز ولا فاضح.