حديث ما نهيتكم عنه فاجتنبوه عن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( ما نهيتكم عنه فاجتنبوه ، وما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم ؛ فإنما أهلك الذين من قبلكم كثرة مسائلهم ، واختلافهم على أنبيائهم) رواه البخاري ومسلم. الدين الإسلامي نزل على خاتم الأنبياء وهو أخر الرسالات، ومن مميزات الدين الإسلامي أنه نزل بأوامر ونواهي توضح ما يجب أن نفعله، وما لا نفعله ونأتمر بأوامر رسالة الإسلام. حديث أُمرت أن أقاتل الناس عن ابن عمر رضي الله عنهما ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( أمرت أن أقاتل الناس ، حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، ويقيموا الصلاة ، ويؤتوا الزكاة ، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام ، وحسابهم على الله تعالى) رواه البخاري ومسلم. ص387 - كتاب شرح الأربعين النووية للعثيمين - من فوائد هذا الحديث - المكتبة الشاملة. لقد أرسل الله رسله وأنبياؤه، وأرسل معهم كتبه، لينشروا دين الله في كل الدنيا، وفي أرجاء المعمورة، ويرتفع دين الله على كل الأديان والملل الأخرى، فقاموا جميعا بكل المهام التي كلفوا بها وبذلوا الغالي والنفيس، وضحوا بأنفسهم إلى إن وصلت الدعوة للخلق فانقسموا فريقين، فريق انشرح صدره للإسلام، وفريق آخر غشي قلبه الضلال.
ذكرنا أولاً أن هذا في حق الله، أما في حق المخلوق فلا يسقط الضمان وإن سقط الإثم، مثال ذلك: رجل اجتر شاة ظنها شاته فذكّاها وأكلها، فتبيّن أنها لغيره، فإنه يضمنها لأن هذا حق آدمي، وحقوق الآدمي مبنية على المشاحة، ويسقط عنه الإثم لأنه غير متعمّد لأخذ مال غيره. ومثال آخر: رجل أكره على قتل إنسان وقال له المكره: إما أن تقتل فلاناً أو أقتلك، وهو يقدر أن يقتله، فقتله، فإن القاتل المكره يقتل، لأن حق الآدمي لايعذر فيه بالإكراه. فإذا قال: أنا أعلم أنني إذا لم أقتل الرجل قتلني؟ فنقول: هل لك الحق أن تبقي نفسك بإهلاك غيرك؟ ليس لك حق. الاربعين النووية الحديث الاول للاتصالات وتقنية المعلومات. ولذلك إذا ارتفع قتل هذا المكره عنك فإننا لانرفع عنك القتل بمقتضى الشريعة الإسلامية. مثال ثالث: جاء رجل قوي شديد وأخذ شخصاً بالغاً عاقلاً وأمسك به وضرب به إنساناً حتى مات المضروب، فإنه لايضمن لأنه ليس له تصرف، فهذا كالآلة فالضمان على الذي أمسكه وضرب به المقتول. فهذا الحديث عام في كل حق لله عزّ وجل من المحظورات، أما المأمورات فإنها لايسقط أداؤها وقضاؤها، فلابد أن تُفعل. ولكن يسقط الإثم في تأخيرها بعذر. فلو أن رجلاً أكل لحم إبل وهو على وضوء ولم يعلم أن أكل لحم الإبل ناقض للوضوء، فصلى، فيلزمه أن يعيد الوضوء والصلاة، وذلك لأن الواجب يمكن تداركه مع الجهل، وأما المحرم لايمكن تداركه لأنه فعله وانتهى منه.
وقال الشافعي وأحمد: إنه ثلثي الإسلام. وقال الإمام أحمد-رحمه الله-: " أصول الإسلام على ثلاثة أحاديث حديثِ عمر " إنما الأعمال بالنيات وحديث عائشة " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد " وحديث النعمان بن بشير" الحلال بين والحرام بين ". وقال الإمام بن مهدي-رحمه الله-: " ينبغي لكل من صنف كتاباً أن يبتدئ فيه بهذا الحديث تنبيهاً للطالبِ على تصحيحِ النية ". (معاني مفردات الحديث) إنما: تفيد الحصر وهو حكم اثبات الأعمال بالنيات. النية: في اللغة: القصد وفي الشرع: اعتقاد القلب فعل شيء وعزمه عليه من غير تردد. الاربعين النووية الحديث الاول للاستثمار. (شرح الحديث) قوله: إنما الأعمال بالنيات. أي لا صحة لعملٍ إلا بنية. الأعمال: جمع عمل وهو يشمل كل الأعمال الظاهرة والباطنة وأعمال الجوارح وأعمال القلوب. فائدة: قال ابن هبيرة-رحمه الله-: " لا يقبل الله عملاً إلا بنيةٍ حتى إن المسلم يَضاعَف له الثوابُ على أكله وشربه وقيامه وقعوده ونومه ويقظته على حسب نيته في ذلك وربما يجمع الشيءَ الواحد عدةَ وجوهٍ من العبادات بالنية ". والنية هي تمييز العبادات عن العادات. قال ابن رجب-رحمه الله-: " واما النية بالمعنى التي ذكرها الفقهاء هو تمييز العبادات عن العادات وتمييز العبادات بعضَها عن بعض فإن الإمساك عن الطعام والشراب تارةً يقع حميةً وتارة لعدم القدرة وتارةً تركاً للشهوات لله-عز وجل- فيحتاج في الصيام إلى النية وكذلك العبادات كالصلاة والصيام منها نفل ومنها فرض وكذلك الصدقة تكون نفلاً وتكون فرضاً ".
لمشاهدة الصورة بحجمها الأصلي اضغط هنا جودة الطباعة - ألوان جودة الطباعة - أسود ملف نصّي وعلى الله قصد السبيل قال الله تعالى: وعلى الله قصد السبيل ومنها جائر ولو شاء لهداكم أجمعين ( النحل: 9) — أي وعلى الله بيان الطريق المستقيم لهدايتكم, وهو الإسلام, ومن الطرق ما هو مائل لا يوصل إلى الهداية, وهو كل ما خالف الإسلام من الملل والنحل. ولو شاء الله هدايتكم لهداكم جميعا للإيمان. التفسير الميسر بالضغط على هذا الزر.. وعلى الله قصد السبيل - YouTube. سيتم نسخ النص إلى الحافظة.. حيث يمكنك مشاركته من خلال استعمال الأمر ـ " لصق " ـ
كتابات ومواد دينية … د. عثمان قدري مكانسي سخّر الله تعالى بعض الحيوانات لخدمة البشر، فمما قال سبحانه في الآية الثامنة من سورة النحل( والخيل والبغال والحمير لتركبوها ، ويخلق ما لا تعلمون)، فالحيوانات المُسَخَّرة نوعان: أحدهما نعلمه ،ذُكِر في هذه الاية ، والثاني نعلمه ولم يُذكرْ هنا ،مثالُه ( الإبل). وهناك ما ليس حيواناً ، كالسفُن والمراكب. قد يقول أحدهم: إن السفن من صنع البشر. فكيف تكون مِن خَلق الله؟! والجواب أن البشر صنعوا الفلك من الخشب وهو مما خلق اللهُ، كما أنها لا تسير إلا بأمر الله، فلولا أنها أخف من الماء لغاصت ، ولولا الريحُ التي تتحرك بامر الله سبحانه لبقيت واقفة لا فائدة منها. وهذا يدخل فيما نعلم ، ولعل الطائرات وما يستجِدُّ– على مبدأ السفن صناعةً وطيَراناً – مما لم نكن نعلم. وعلى الله قصد السبيل. وقد يأتي في المستقبل – مصداقاً لقول ربنا سبحانه- مما يخدم البشريةَ ما لا ندريه.. فالبشر يستعينون ببعض الحيوانات وغيرها من مخلوقات الله المسخّرة لحمل الأثقال والسفر البعيد والقريب ، وقد منَّ الله علينا سبحانه بذلك فقال( وتحمل أثقالكم إلى بلد لم تكونوا بالغيه إلا بشق الأنفس)، وهذا من فضل الله علينا إذ سهّل لنا طرائق السفر والانتقال بهذه الحيوانات،وإلا صَعُبَ على الناس التلاقي والانتقال.
شكرا لدعمكم تم تأسيس موقع سورة قرآن كبادرة متواضعة بهدف خدمة الكتاب العزيز و السنة المطهرة و الاهتمام بطلاب العلم و تيسير العلوم الشرعية على منهاج الكتاب و السنة, وإننا سعيدون بدعمكم لنا و نقدّر حرصكم على استمرارنا و نسأل الله تعالى أن يتقبل منا و يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم.