[٥] لطائف في تفسير الآية الكريمة هناك لطائف في تفسير هذه الآية الكريمة، ومن هذه اللطائف ما يأتي: [٥] أمر الله -عز وجل- هذه النار بعينها دون غيرها، ولذلك جاءت كلمة نار في هذا المقام منادى مبني على الضم، والمنادى المبني على الضم يكون معرفاً غير منكر، ولو قال الله يا نارَ؛ أي بنيت على الفتح، لنكرت، وشملت جميع النيران التي خلقها الله -عز وجل-. لو لم يقل الله -عز وجل- وسلاماً؛ لكانت برداً على إبراهيم -عليه السلام- فآذته وأهلكته. أمر الله -عز وجل- النار فقط بأن تكون برداً وسلاماً على إبراهيم -عليه السلام-. لو لم يقل الله -عز وجل- على إبراهيم؛ لسلبت خاصية النار إلى الأبد، ولكانت برداً وسلاماً على الناس جميعاً. ما ترشد إليه الآية الكريمة هناك مجموعة من العبر ترشد إليها هذه الآية الكريمة، ومنها ما يأتي: الأمور كلها بيد الله -عز وجل-، لا يتحرك ساكن، ولا يسكن متحرك إلا بإذنه. نصرة الله -عز وجل- لرسله، ولعباده المؤمنين، قال الله -عز وجل: (كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي). يا نار كوني بردا وسلاما على ابراهيم. [٦] صدق التوكل على الله -عز وجل-، والثقة بقدرة الله -عز وجل- هو سبب في النجاة والنصر. إن الله -عز وجل- إذا قال للشيء كن فيكون.
[٨] [٩] النبي زكريا -عليه السلام- دعا الله -عز وجل- أنّ يهبه ولداً من صلبه ليأخذ منه ويرث النبوة، ويكون أميناً على رسالة التوحيد؛ فاستجاب الله -تعالى- له ووَهبه يحيى -عليه السلام- ، والمعجزة هنا بأن الله -تعالى- وهبه الولد وهو في سنٍ كبيرٍ بالإضافة إلى أنَّ امرأتهُ كانت عاقراً، وجاء في القرآن الكريم وصف هذه الحال فقال الله -تعالى- على لسان زكريا: (يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيًّا). [١٠] [٩] النبي إبراهيم -عليه السلام- دعا إبراهيم عبدة الأصنام إلى توحيد الله -تعالى-، فقاموا بإشعال نارٍ عظيمةٍ، ووضعوه فيها بقصد التخلُص منه، وعندما رموه في النار أراد الله -عز وجل- أن يُنجي نبيه من هذه النار فكانت هذه النار باردةً عليه، وذلك بأمرٍٍ وتقديرٍ من مالكها، وهو القادر على كُل شيىء، قال -تعالى-: (قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ* وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ). [١١] [٩] النبي صالح - عليه السلام- بعثه الله -تعالى- إلى قوم ثمود، ودعاهم لما دعا إليه من سبقه من الرسل -عليهم السلام-، فرفضوه واتهموه بالسحر، ثم طلبوا منه بأن يُخرج لهم ناقةً من الصخرة، فدعا صالحٌ ربه -عز وجل- فأستجاب له، وأخرج له الناقة من الصخرة، وجاء ذكرها بالقرآن الكريم: (وَيَا قَوْمِ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ قَرِيبٌ).
( قلنا يانار كوني بردا وسلاما على إبراهيم ( 69)) قال تعالى: ( قلنا يانار كوني بردا وسلاما على إبراهيم) قال ابن عباس: لو لم يقل سلاما لمات إبراهيم من بردها ، ومن المعروف في الآثار أنه لم يبق يومئذ نار في الأرض إلا طفئت ، فلم ينتفع في ذلك اليوم بنار في العالم ، ولو لم يقل وسلاما على إبراهيم بقيت ذات برد أبدا. إسلام ويب - تفسير البغوي - سورة الأنبياء - تفسير قوله تعالى " قلنا يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم "- الجزء رقم5. قال السدي: فأخذت الملائكة بضبعي إبراهيم فأقعدوه على الأرض ، فإذا عين ماء عذب وورد أحمر ونرجس. قال كعب: ما أحرقت النار من إبراهيم إلا وثاقه قالوا: وكان إبراهيم في ذلك الموضع سبعة أيام. قال المنهال بن عمرو: قال إبراهيم ما كنت أياما قط أنعم مني من الأيام التي كنت فيها في النار. قال ابن يسار: وبعث الله عز وجل ملك الظل في صورة إبراهيم فقعد فيها إلى جنب إبراهيم يؤنسه ، قالوا وبعث الله جبريل بقميص من حرير الجنة و فألبسه القميص وأقعده على الطنفسة وقعد معه يحدثه وقال جبريل: يا إبراهيم إن ربك يقول: أما علمت أن النار لا تضر أحبائي.
إِبْرَاهِيمَ * وَأَرَادُوا بِهِ كَيْداً فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ)، «سورة الأنبياء: الآيات 68 - 70». جميع الحقوق محفوظة لصحيفة الاتحاد 2022©
و: حرف عطف. سلامًا: اسم معطوف على بردًا منصوب مثله بالفتحة. على: حرف جر. إبراهيم: اسم مجرور وعلامة جره الفتحة نياية عن الكسرة؛ لأنَّه ممنوعٌ من الصرف، والجار والمجرور متعلقان بـ سلامًا.