[١] بدأت بعد ذلك قوانين الكهرومغناطيسية بالظهور عن طريق العالم جيمس كلارك ماكسويل وقد طورها باستعانته بعلم الرياضيات في العام 1865م، وتلا ذلك استخدام النظريات الرياضية في مجالات الهندسة والتي بنى عليها ألبرت أينشتاين نظريته في النسبية العامة في القرن العشرين. [١] التقارب المعرفي للرياضيات والفيزياء تعد الرياضيات إلى جانب الفيزياء علومًا مترابطة بشكل كبير، [٣] إذ تستخدم الرياضيات كأداة لتحليل المعادلات الفيزيائية وإيجاد نواتجها؛ لذا فإنّ الرياضيات أداة لوصف الفيزياء وتحليل مشكلاتها، وفي نظر الرياضيات فإنّ الفيزياء فتمثّل سياقًا محتملًا لتطبيق الرياضيات المشروحة بشكل تجريدي تمامًا. [٣] اختلاف الرياضيات في سياق الفيزياء يختلف الرياضيات في سياق الفيزياء عن الرياضيات في سياق الرياضيات، وذلك لأنّ الرياضيات في سياق الفيزياء هو عبارة عن لغة يستخدمها الفيزيائيون في وصف المعادلات الفيزيائية ووضع رموزها وتحليلها، ويستخدم الرياضيات في سياق الفيزياء كأداة تنسج بها المعادلات التي تسهم في تسهيل عملية تعليم الفيزياء. [٦] فعلى سبيل المثال، في معادلات الحركة أو حفظ الطاقة في الفيزياء تُستخدم الرموز الرياضية لوصف متغيرات المعادلة، ويُبحث عن قيم هذه المتغيرات باستخدام الأساليب الرياضية الأساسية أو المعقدة في حل المعادلة وإيجاد معطياتها، بينما يكون الرياضيات في سياق الرياضيات معقدًا ويبحث في تطوير تقنيات الحلول وابتكار الجديد منها.
و قبل تقديم دليل رياضي لصيغة حجم الكرة، استخدم أرخميدس التفكير المادي لاكتشاف الحل (تخيل موازنة الأجسام على مقياس)منذ القرن السابع عشر، ظهرت العديد من أهم التطورات في الرياضيات بدافع من دراسة الفيزياء، واستمر هذا في القرون التالية (على الرغم من أن الرياضيات في القرن التاسع عشر بدأت تصبح مستقلة بشكل متزايد عن الفيزياء) كان إنشاء حساب التفاضل والتكامل وتطويره مرتبطًا بقوة باحتياجات الفيزياء. كانت هناك حاجة إلى لغة رياضية جديدة للتعامل مع الديناميكيات الجديدة التي نشأت من عمل العلماء مثل غاليليو وإسحاق نيوتن خلال هذه الفترة كان هناك القليل من التمييز بين الفيزياء والرياضيات ؛ كمثال، اعتبر نيوتن الهندسة كفرع من الميكانيكا. مع تقدم الوقت، بدأ استخدام الرياضيات المعقدة بشكل متزايد في الفيزياء. الوضع الحالي هو أن المعرفة الرياضية المستخدمة في الفيزياء أصبحت معقدة بشكل متزايد، كما هو الحال في نظريه الأوتار الفائقة التنقل بين المواضيع
حتى إنه على الأرجح لم يكن منشغلاً في التفكير بالمسألة حينها. بعدها فقط وضع الحل في ذاكرته وعندما عاد إلى العمل بدأ يُدوِّنه من دون بذل أي عناء فكري قاسٍ. وربما كان الرياضي الهندي المعجزة سرينفاسا رامانوجان أحد أغرب الأمثلة في تاريخ الرياضيات الحديثة. فقد نشأ رامانوجان في أسرة فقيرة جداً في الهند ولم يحصل على أي شهادة رسمية في الرياضيات. لكنه كان يكتب في دفتر ملاحظاته من البراهين والنظريات الرياضية ما يشبه المعجزة بحق، مما جعل علماء الغرب في حالة ذهول تام، دفعتهم إلى استدعائه على الفور. يقول رامانوجان إنه كان يرى هذه الصيغ والمعادلات الرياضية كـ "رؤية روحية خالصة"! وأحياناً يقول "إن الرب أخبرنـي"! وهنـاك عديد من هذه الأمثلة التي تبيِّن لنا أن الرياضيات أو على الأقل جزءاً كبيراً منها هو اكتشاف وليس اختراعاً من عقولنا. وهناك مدرسة ثالثة تسمى المنطقانية، ومن أشهر أنصارها المنطقي والفيلسوف الإنجليزي العلامة برتراند راسل. وترى هذه المدرسة أن الرياضيات ليست سوى امتداد للمنطق. فكل المفاهيم والبراهين الرياضية يمكن ردها في نهاية المطاف إلى المنطق؛ وبطبيعة الحال لهذه المدرسة حسناتها وعيوبها. وفي النهاية، الخيار متروك للمرء ليفكِّر ويحكم بنفسه حول تلك العلاقة الغامضة بين الفيزياء والرياضيات.