وإنما أباح الشارع الرواية عنهم في قوله: " وحدثوا عن بني إسرائيل ، ولا حرج " فيما قد يجوزه العقل ، فأما فيما تحيله العقول ويحكم عليه بالبطلان ، ويغلب على الظنون كذبه ، فليس من هذا القبيل - والله أعلم. وقد أكثر كثير من السلف من المفسرين ، وكذا طائفة كثيرة من الخلف ، من الحكاية عن كتب أهل الكتاب في تفسير القرآن المجيد ، وليس بهم احتياج إلى أخبارهم ، ولله الحمد والمنة ، حتى إن الإمام أبا محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي ، رحمه الله ، أورد هاهنا أثرا غريبا لا يصح سنده عن ابن عباس فقال: حدثنا أبي قال: حدثت عن محمد بن إسماعيل المخزومي: حدثنا ليث بن أبي سليم ، عن مجاهد ، عن ابن عباس قال: خلق الله من وراء هذه الأرض بحرا محيطا ، ثم خلق من وراء ذلك جبلا يقال له " ق " السماء الدنيا مرفوعة عليه. ثم خلق الله من وراء ذلك الجبل أرضا مثل تلك الأرض سبع مرات. تفسير حلم رؤية أو سماع سورة ق في المنام سورة ق هى واحدة. ثم خلق من وراء ذلك بحرا محيطا بها ، ثم خلق من وراء ذلك جبلا يقال له " ق " السماء الثانية مرفوعة عليه ، حتى عد سبع أرضين ، وسبعة أبحر ، وسبعة أجبل ، وسبع سماوات. قال: وذلك قوله: ( والبحر يمده من بعده سبعة أبحر) [ لقمان: 27]. فإسناد هذا الأثر فيه انقطاع ، والذي رواه ابن أبي طلحة ، عن ابن عباس في قوله: ( ق) قال: هو اسم من أسماء الله عز وجل.
موقع مـداد علمي شرعي ثقافي غير متابع للأخبار و المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
( يوم) بدل من يوم قبله ( يسمعون) أي الخلق كلهم ( الصيحة بالحق) بالبعث وهي النفخة الثانية من إسرافيل ويحتمل أن تكون قبل ندائه وبعده ( ذلك) أي يوم النداء والسماع ( يوم الخروج) من القبور وناصب يوم ينادي مقدرا أي يعلمون عاقبة تكذيبهم 43. تفسير سورة ق. ( إنا نحن نحيي ونميت وإلينا المصير) 44. ( قبله وما بينهما اعتراض ( تشقق) بتخفيف الشين وتشديدها بإدغام التاء الثانية في الأصل فيها ( الأرض عنهم سراعا) جمع سريع حال من مقدر أي فيخرجون مسرعين ( ذلك حشر علينا يسير) فيه فصل بين الموصوف والصفة بمتعلقها للاختصاص وهولا يضر ذلك اشارة إلى معنى الحشر المخبر به عنه وهو الاحياء بعد الفناء والجمع للعرض والحساب 45. ( نحن أعلم بما يقولون) أي كفار قريش ( وما أنت عليهم بجبار) تجبرهم على الإيمان وهذا قبل
بَلْ عَجِبُوا أَن جَاءَهُم مُّنذِرٌ مِّنْهُمْ فَقَالَ الْكَافِرُونَ هَٰذَا شَيْءٌ عَجِيبٌ (2) وهكذا قال هاهنا: ( ق والقرآن المجيد بل عجبوا أن جاءهم منذر منهم فقال الكافرون هذا شيء عجيب) أي: تعجبوا من إرسال رسول إليهم من البشر كقوله تعالى: ( أكان للناس عجبا أن أوحينا إلى رجل منهم أن أنذر الناس) [ يونس: 2] أي: وليس هذا بعجيب; فإن الله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس.
{ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ} أي: اليوم الذي يلحق الظالمين ما أوعدهم الله به من العقاب، والمؤمنين ما وعدهم به من الثواب. { وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ} يسوقها إلى موقف القيامة، فلا يمكنها أن تتأخر عنه، { وَشَهِيدٌ} يشهد عليها بأعمالها، خيرها وشرها، وهذا يدل على اعتناء الله بالعباد، وحفظه لأعمالهم، ومجازاته لهم بالعدل، فهذا الأمر، مما يجب أن يجعله العبد منه على بال، ولكن أكثر الناس غافلون، ولهذا قال: { لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا} أي: يقال للمعرض المكذب يوم القيامة هذا الكلام، توبيخًا، ولومًا وتعنيفًا أي: لقد كنت مكذبًا بهذا، تاركًا للعمل له فالآن { كشفنا عَنْكَ غِطَاءَكَ} الذي غطى قلبك، فكثر نومك، واستمر إعراضك، { فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ} ينظر ما يزعجه ويروعه، من أنواع العذاب والنكال. أو هذا خطاب من الله للعبد، فإنه في الدنيا، في غفلة عما خلق له، ولكنه يوم القيامة، ينتبه ويزول عنه وسنه، ولكنه في وقت لا يمكنه أن يتدارك الفارط، ولا يستدرك الفائت، وهذا كله تخويف من الله للعباد، وترهيب، بذكر ما يكون على المكذبين، في ذلك اليوم العظيم.
{ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ} من القبور، الذي انفرد به القادر على كل شيء، ولهذا قال: { إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَإِلَيْنَا الْمَصِيرُ يَوْمَ تَشَقَّقُ الْأَرْضُ عَنْهُمْ} أي: عن الأموات { سِرَاعًا} أي: يسرعون لإجابة الداعي لهم، إلى موقف القيامة، { ذَلِكَ حَشْرٌ عَلَيْنَا يَسِيرٌ} أي: هين على الله يسير لا تعب فيه ولا كلفة.
وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ [ق:38] وهي: الأحد والإثنين والثلاثاء والأربعاء والخميس والجمعة، فلهذا كان يوم الجمعة أفضل الأيام؛ لأنه يوم انتهى فيه خلق السماوات والأرض، إلا أن اليهود عليهم لعائن الله يعاندون ويكابرون، قالوا: تعب حين أكمل الخلق يوم الجمعة واستراح يوم السبت، فهيا لنستريح يوم السبت! فهم يستريحون يوم السبت؛ لجهلهم، وعمى قلوبهم، فهل الذي يخلق السماوات والأرض وما فيهما وما بينهما في ستة أيام يعيا، هل يصاب بالتعب ويستريح؟ ولكنه العناد والمكابرة والجهل الذي يعيشون عليه، فلهذا قال تعالى: وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ [ق:38] كما يقول اليهود، ويقولون: استراح يوم السبت، فلهذا يجب ألا تستريحوا أيها العمال يوم السبت وإلا اقتديتم باليهود، نحن حتى الجمعة لا نستريح، ما لنا إلا أن نغتسل ونصلي الجمعة ونعمل في يومنا. تفسير قوله تعالى: (فاصبر على ما يقولون وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب... ترجمة معاني آية 13 سورة ق - الترجمة الفلانية - موسوعة القرآن الكريم. ) تفسير قوله تعالى: (واستمع يوم ينادي المناد من مكان قريب) تفسير قوله تعالى: (يوم يسمعون الصيحة بالحق ذلك يوم الخروج) تفسير قوله تعالى: (إنا نحن نحيي ونميت وإلينا المصير) تفسير قوله تعالى: (يوم تشقق الأرض عنهم سراعاً ذلك حشر علينا يسير) تفسير قوله تعالى: (نحن أعلم بما يقولون وما أنت عليهم بجبار فذكر بالقرآن من يخاف وعيد) ثم قال تعالى: نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ [ق:45]، هؤلاء السفهاء الكافرون المشركون، المكذبون بالنبوة، بالبعث الآخر، بالتوحيد على عهد الرسول صلى الله عليه وسلم وإلى اليوم.