الحمد لله رب العالمين. الرحمن الرحيم. مالك يوم الدين. إياك نعبد وإياك نستعين. إهدنا الصراط المستقيم. صراط الذين أنعمت عليهم. غير المغضوب عليهم ولاالضالين. )
وقال ابن باز - رحمه الله - [5]: ﴿ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ﴾، والمستقيم الذي ليس فيه عوج، قال الله -تعالى- لنبيه -صلى الله عليه وسلم-: ﴿ وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ * صِرَاطِ اللَّهِ ﴾ [الشورى: 52، 53]؛ فالرسول -صلى الله عليه وسلم- بعثه الله ليهديَ إلى صراط مستقيم، وهكذا الرسل جميعًا، كلهم بعثوا ليهدوا إلى الصراط المستقيم يعني: يدعون الناس إلى الصراط المستقيم وهو توحيد الله وطاعة أوامره وترك نواهيه والوقوف عند حدوده، هذا صراط الله المستقيم [6]. [1] انظر: الجدول في إعراب القرآن محمود بن عبدالرحيم صافي (1/27). [2] انظر: تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان لعبدالرحمن بن ناصر السعدي - نشر مؤسسة الرسالة (ص/39). حكم قول المؤمّن على الدعاء : اللهم آمين . - الإسلام سؤال وجواب. [3] انظر: الفوائد؛ لابن قيم الجوزية - الناشر: دار الكتب العلمية - بيروت ص/19. [4] انظر تفسير القرآن لمحمد بن صالح بن محمد العثيمين - رحمه الله- (2/9).
كالنصارى الذين قاموا بالتعبد للمسيح، وصرف خالص حق الله، ورفعه عن الموضع الذي وضعه الرب فيه، إلى الألوهية التي لا تليق بمخلوق كائنًا مَن كان، وإن كان المسيح، بل المسيح نفسه لا يقبل التعبد له أبدًا، كما صرحت الآية بذلك: ﴿ وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَاعِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ ﴾ [المائدة: 116]. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((والَّذي نفسي بيدِه، لا يسمعُني أحدٌ من هذه الأمَّةِ: يهوديٌّ أو نصرانيٌّ، ثمَّ يموتُ ولا يؤمنُ بالَّذي أُرْسلتُ به، إلَّا كان من أصحابِ النَّارِ))؛ أخرجه مسلم. قلت: ولهذا قال بعض السلف الصالح: بأنه على المرء أن يسير إلى ربه بين الخوف والرجاء، ومَثَّلَ له العلامة ابن القيم رحمه الله بالطائر، فإنه لا يمكنه التحليق بفقد جناح منهما، قال الإمام أحمد: (ينبغي للمؤمنِ أنْ يكونَ رجاؤه وخوفُه واحدًا)؛ انتهى، ذكره ابن رجب في التخويف من النار، ص٣١.
متفق عليه: أخرجه البخاري: كتاب الأذان، باب أذان الأعمى إذا كان له مَن يُخبره، برقم (617)، ومسلم: كتاب الصيام، باب بيان أن الدخول في الصوم يحصل بطلوع الفجر، برقم (1092). انظر: "تهذيب اللغة" (13/82). "فتاوى نور على الدرب" للعثيمين (24/2، بترقيم الشاملة آليًّا). إشارة إلى حديث: ((مَن قرأ هاتين الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلةٍ كفتاه)). متفق عليه: أخرجه البخاري: كتاب فضائل القرآن، باب فضل سورة البقرة، برقم (5009)، ومسلم: كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب فضل الفاتحة وخواتيم سورة البقرة، والحثّ على قراءة الآيتين من آخر البقرة، برقم (808). "مجموع فتاوى ابن باز" (26/72). "تفسير الطبري = جامع البيان" ط. هجر (12/602). (161) مقدمة في أذكار الصباح والمساء - الموقع الرسمي للشيخ أ. د. خالد السبت. انظر: "تهذيب اللغة" (10/69). انظر: "تفسير الطبري" (12/602-604). انظر: "تفسير الطبري" (12/605). انظر: "تفسير الطبري" (5/391). انظر: "تفسير الطبري" (17/460). انظر: "تفسير الطبري" (17/461).
هذا؛ والله أعلم. 103 16 1, 213, 461
وقال آخرون: بل المراد صلاة المغرب، الطَّرف الثاني. هذا منقولٌ عن ابن عباس، والحسن، وابن زيد -رضي الله عن الجميع-. وذهب آخرون إلى أنَّ المراد بها صلاة العصر، وهو منقولٌ عن الحسن وقتادة. يقول أبو جعفر ابن جرير -رحمه الله-: "وأولى هذه الأقوال في ذلك عندي بالصَّواب قول مَن قال: هي صلاة المغرب، طرفي النَّهار؛ باعتبار أنَّ الأولى -التي هي الفجر- في مبدئه، والمغرب في مُنتهاه، فتكون هذه طرفًا، وهذه طرفًا" [10]. مواقيت الصلاة في السعودية اليوم. هكذا قال ابنُ جرير -رحمه الله-. وقوله -تبارك وتعالى-: وَاذْكُرْ رَبَّكَ كَثِيرًا وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ [آل عمران:41]، فهذا ما المراد بالعشي والإبكار؟ ابن جرير -رحمه الله- يُفسِّر العشي هنا يقول: "من حين تزول الشمس إلى أن تغيب" [11] ، لاحظ: وَاذْكُرْ رَبَّكَ كَثِيرًا وَسَبِّحْ هذا في حقِّ زكريا -عليه الصَّلاة والسَّلام-، دعا ربَّه بالولد، كما في سورة آل عمران، ثم بشَّرته الملائكةُ وهو قائمٌ يُصلي في المحراب، والمحراب يُقال: أشرف المجالس، أو أرفع المجالس، أو مكان العبادة، ليس المقصود به الذي نُصلي به الآن، وإنما المقصود به موضع العبادة، أو أشرف الأماكن، والعبادة تكون عبادةً تتّخذ في أشرف مكانٍ.
ومَن قالها بعد الظُّهر أجزأته؛ لأنَّ هذا مساء، وهو الطرف الثاني من النَّهار، ومَن قالها بعد المغرب أجزأته، لكن يكون قد فوَّت على نفسه وقتًا من المساء لم يقل فيه هذه الأذكار، والله تعالى أعلم. وفي قوله -تبارك وتعالى-: وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ [هود:114]، ابن جرير -رحمه الله- والأزهري -من أئمّة اللغة- فسَّروا طرفي النَّهار، قالوا: يعني الغداة والعشي، هذا طرفٌ، وهذا طرفٌ. الغداة تبدأ من بعد الفجر إلى طلوع الشمس، على خلافٍ بين أهل العلم: ما المراد بهذه الصَّلاة التي أمر بإقامتها؟ وبصرف النَّظر، لكن قال ابن جرير [7] -رحمه الله- بعد أن أشار إلى خلافهم: "بعد إجماع جميعهم على أنَّ التي عينت من صلاة الغداة الفجر": وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ ، فالأولى -الطَّرف الأول- هي صلاة الفجر، يقول: هذا متَّفقٌ عليه، لكن يبقى الطرفُ الثاني ما هو؟ فبعضهم يقول –كالأزهري-: "الظهر والعصر هما من صلاتي العشي" [8] ، فالأزهري يقول: المساء يبدأ من بعد الظهر. اذان الصبح الدمام السيارة. وهذا صحيحٌ، لا إشكالَ فيه، وبه قال مجاهد، ومحمد بن كعب القرظي، والضَّحاك [9] ، يعني: عدُّوا صلاةَ الظهر التي تكون بعد الزَّوال يدخل وقتُها؛ أنَّ ذلك من صلاتي العشي، كذلك العصر.