تفسير و معنى الآية 52 من سورة غافر عدة تفاسير - سورة غافر: عدد الآيات 85 - - الصفحة 473 - الجزء 24. ﴿ التفسير الميسر ﴾ يوم الحساب لا ينتفع الكافرون الذين تعدَّوا حدود الله بما يقدِّمونه من عذر لتكذيبهم رسل الله، ولهم الطرد من رحمة الله، ولهم الدار السيئة في الآخرة، وهي النار. ﴿ تفسير الجلالين ﴾ «يوم لا ينفع» بالياء والتاء «الظالمين معذرتهم» عذرهم لو اعتذروا «ولهم اللعنة» أي البعد من الرحمة «ولهم سوءُ الدار» الآخرة، أي شدة عذابها. ﴿ تفسير السعدي ﴾ يَوْمَ لَا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ حين يعتذرون وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ أي: الدار السيئة التي تسوء نازليها. تفسير قوله تعالى: يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم ولهم اللعنة. ﴿ تفسير البغوي ﴾ ( يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم) إن اعتذروا عن كفرهم لم يقبل منهم ، وإن تابوا لم ينفعهم ، ( ولهم اللعنة) البعد من الرحمة ، ( ولهم سوء الدار) يعني جهنم. ﴿ تفسير الوسيط ﴾ وقوله: يَوْمَ لا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ. أى: وننصرهم يوم القيامة يوم يقدم الظالمون أعذارهم لكي نعفو عنهم. فلا يقبل منهم عذر واحد، لأنها أعذار ساقطة. وجاءت في غير وقتها. ولا منافاة بين هذه الآية وبين قوله- تعالى-: وَلا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ لأن المقصود منها واحد.
يَوْمَ لَا يَنفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ ۖ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ (52) «يَوْمَ» بدل من سابقه «لا» نافية «يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ» مضارع ومفعوله المنصوب بالياء «مَعْذِرَتُهُمْ» فاعل مؤخر «وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ» لهم خبر مقدم واللعنة مبتدأ مؤخر والجملة معطوفة «وَلَهُمْ سُوءُ» عطف على ما قبلها «الدَّارِ» مضاف إليه وجملة لا ينفع في محل جر بالإضافة
الإعراب: الواو استئنافيّة (إذ) اسم ظرفي في محلّ نصب مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر، (في النار) متعلّق بحال من فاعل (يتحاجوّن)، الفاء عاطفة (للذين) متعلّق ب (يقول)، (إنّا) حرف مشبّه بالفعل واسمه (لكم) متعلّق ب (تبعا) الفاء عاطفة (هل) حرف استفهام (عنّا) متعلّق ب (مغنون)، (نصيبا) مفعول به لاسم الفاعل مغنون بتضمينه معنى حاملون، (من النار) متعلّق بنعت ل (نصيبا). جملة: اذكر (إذ يتحاجّون) لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: (يتحاجّون) في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة: (يقول الضعفاء) في محلّ جرّ معطوفة على جملة يتحاجّون. وجملة: (استكبروا) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين). وجملة: (إنّا كنّا) في محلّ نصب مقول القول. وجملة: (كنّا لكم تبعا) في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: (هل أنتم مغنون) في محلّ نصب معطوفة على جملة إنّا كنّا... إعراب قوله تعالى: يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم ولهم اللعنة ولهم سوء الدار الآية 52 سورة غافر. إعراب الآية رقم (48): {قالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُلٌّ فِيها إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبادِ (48)}. الإعراب: (كلّ) مبتدأ مرفوع، (فيها) متعلّق بخبر المبتدأ كلّ (قد) حرف تحقيق (بين) ظرف منصوب متعلّق ب (حكم). جملة: (قال الذين) لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: (إنّا كلّ فيها) في محلّ نصب مقول القول.
واختلفت القرّاء في قراءة قوله: ( وَيَوْمَ يَقُومُ الأشْهَادُ يَوْمَ لا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ) فقرأ ذلك عامة قرّاء المدينة والكوفة ( وَيَوْمَ يَقُومُ) بالياء. وينفع أيضا بالياء, وقرأ ذلك بعض أهل مكة وبعض قرّاء البصرة: " تَقُومُ" بالتاء, و " تَنْفَعُ" بالتاء. والصواب من القول في ذلك أنهما قراءتان معروفتان بمعنى واحد, فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب. وقد بيَّنا فيما مضى أن العرب تذكر فعل الرجل وتؤنث إذا تقدّم بما أغنى عن إعادته. وعني بقوله: ( وَيَوْمَ يَقُومُ الأشْهَادُ) يوم يقوم الأشهاد من الملائكة والأنبياء والمؤمنين على الأمم المكذبة رسلها بالشهادة بأن الرسل قد بلغتهم رسالات ربهم, وأن الأمم كذّبتهم. والأشهاد: جمع شهيد, كما الأشراف: جمع شريف. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. * ذكر من قال ذلك: حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قتاد. ( وَيَوْمَ يَقُومُ الأشْهَادُ) من ملائكة الله وأنبيائه, والمؤمنين به. حدثنا محمد, قال: ثنا أحمد, قال: ثنا أسباط, عن السديّ( وَيَوْمَ يَقُومُ الأشْهَادُ) يوم القيامة. حدثنا ابن بشار, قال: ثنا مؤمل, قال: ثنا سفيان, عن الأعمش, عن مجاهد, في قول الله: ( وَيَوْمَ يَقُومُ الأشْهَادُ) قال الملائكة.
وقوله: ( وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ) يقول: وللظالمين اللعنة, وهي البعد من رحمة الله ( وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ) يقول: ولهم مع اللعنة من الله شرّ ما في الدار الآخرة, وهو العذاب الأليم.