شاهد أيضًا: خطبة محفلية قصيرة عن الصداقه وبر الوالدين خطبة محفلية قصيرة عن حقوق الجار الحمد لله المُنعم بفضله العظيم على عباده، والصلاة والسّلام على الرّسول العدنان، وبعد: فإن الشريعة الإسلاميّة قد نظّمت العلاقة بين الجار وجاره مهما كانت ديانته، ومهما كان سُلُوكه، بأن يُحسن الجار معاملة جاره، ويُشاطره أفراحه وأحزانه، ويقف معه في الشّدائد، ويُساعده مهما استطاع إلى ذلك سبيلًا. وقد كرّر جبريل على النبي المصطفى الوصيّة بالجار؛ حتى ظنّ النبي أن جاره سيُورّثه، وذلك من شدّة إكثار جبريل ذكر الجار له، والدليل على حُسن معاملة الجيران، قوله -تعالى-: "وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ.. (النساء:36) فقد قرن عبادة الله مع الإحسان للجيران، وهذا يدُل على مدى فضل حُسن معاملتهم.
وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (185) [ سورة البقرة] إذا أيها الأحباب؛ فرحة العيد طاعة، فرحة العيد تكبير، فرحة العيد شكر، فرحة العيد إظهار لشعائر الله عز وجل في طاعة الله عز وجل.
الصلاةُ ــ يا عِبادَ اللهِ ــ بها يُكَفُّ القتالُ، وتُعرَفُ البلادُ بأنَّها ديارُ إسلامٍ ومسلمين، لا كُفرٍ وكافرين، حيث صحَّ عن أنس ــ رضي الله عنه ــ أنَّه قال: (( كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا غَزَا قَوْمًا لَمْ يُغِرْ حَتَّى يُصْبِحَ، فَإِنْ سَمِعَ أَذَانًا أَمْسَكَ، وَإِنْ لَمْ يَسْمَعْ أَذَانًا أَغَارَ بَعْدَ مَا يُصْبِحُ)). الصلاةُ ــ يا عِبادَ اللهِ ــ تُحرِّمُ على الرَّعية أنْ تَخرجَ على حاكِمها، وأنْ تُقاتِلَه، لِمَا صحَّ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنَّه قال: (( إِنَّهُ سَيَكُونُ عَلَيْكُمْ أَئِمَّةٌ تَعْرِفُونَ وَتُنْكِرُونَ، فَمَنْ أَنْكَرَ فَقَدْ بَرِئَ، وَمَنْ كَرِهَ فَقَدْ سَلِمَ، وَلَكِنْ مَنْ رَضِيَ وَتَابَعَ»، فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفَلَا نُقَاتِلُهُمْ؟ قَالَ: «لَا، مَا صَلَّوْا»)). الصلاةُ ــ يا عِبادَ اللهِ ــ هي وأوَّلُ أعمالِكم مُحاسَبةً يومَ القيامةِ، وبها تُفلحون في الآخِرةِ أو تَخسَرون، لِمَا صحَّ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنَّه قال: (( إِنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ بِهِ العَبْدُ يَوْمَ القِيَامَةِ مِنْ عَمَلِهِ صَلَاتُهُ، فَإِنْ صَلُحَتْ فَقَدْ أَفْلَحَ وَأَنْجَحَ، وَإِنْ فَسَدَتْ فَقَدْ خَابَ وَخَسِرَ)).
عباد الله، إنَّ الصلاةَ أولُ ما فرض الله على نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - من الأحكام. فُرضت في أشرفِ مقام وأرفعِ مكان، لما أراد الله أن يُتمَّ نعمته على عبده ورسوله محمد - صلى الله عليه وسلم -، ويُظهر فضلَه عليه أَسرى به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي بارك حوله، ثم رفعه إليه وقرَّبه؛ فأوحى إليه ما أوحى، ما كذب الفؤاد ما رأى. أعطاه من الخير حتى رضي، ثم فرض عليه وعلى أُمَّتِه الصلواتِ الخمس. هي أول ما فُرِض؛ وهي آخر ما أَوصى به النبي - صلى الله عليه وسلم - أمتَّه وهو على فراش الموت حينما قال: ((الصلاةَ الصلاةَ وما ملكت أيمانكم)). أيها الإخوة في الله: الصلاةُ لم يُرخَّص في تركها لا في مرضٍ ولا في خوف، فلا تسقط حتى في أحرج الظروف وأشد المواقف كما في حالات الفزع والقتال. خطبة قصيرة عن الصلاة - موقع محتويات. أما المريض فيُصَلِّ قائماً فإن لم يستطع فقاعداً فإن لم يستطع فعلى جنبه، وإذا عجز عن شرط من شروطها أو ركن من أركانها سقط عنه، ولا تسقطُ عنه الصلاة، فالصلاة - رعاكم الله - لا تسقط بحالٍ ما دام العقل موجوداً. إخوة الإيمان، الصلاةُ هي فواتحُ الخيرِ وخواتمُه، يفتتحُ المسلمُ بالصلاة نهارَه، ويختم بها يومَه، يفتتحها بتكبير الله، ويختِمُها بالتسليم على عباد الله.
وقد استدل كثير من العلماء بهذه الآية على وجوب الجماعة). أيها الإخوة المؤمنون؛ إن الآياتِ والأحاديثَ التي فيها إيجاب صلاة الجماعة والترهيب من تركها كثيرة، روى الإمام مسلم عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فَقَدَ ناسا في بعض الصلوات فقال: (( لقد هممت أن آمر رجلا يصلي بالناس ثم أخالفُ إلى رجال يتخلفون عنها فآمرُ بـهم؛ فيَحرقوا عليهم بحزمِ الحطب بيوتَهم، ولو علم أحدهم أنه يجد عظما سمينا (أي به شيءٌ من اللحم) لشهدها)) يعني صلاةَ الجماعة.