الفرق بين ومن اصدق من الله قيلا وحديثا ان' القول' يكون الاخبار به عن نفسك وعن غيرك واصله ان يكون الاخبار به عن غيرك ،اما 'الحديث 'يكون الاخبار به عن نفسك وعن غيرك ايضا ولكن الاصل فيه ان يكون الاخبار عن نفسك.
الخطاب الإسلامي ﴿ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا ﴾ (النساء: 87)، ﴿ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا ﴾ (النساء: 122) ﴿ وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ ﴾ (القمر: 22) إن هذه الآيات توضح لنا خصيصة الخطاب الإسلامي التى يتفرد بها عن كل خطاب البشر، إنه خطاب رب الناس للناس، فهو أصدق خطاب، وأيسر خطاب. ومن ثم لا ينبغي باستبداله بأي خطاب آخر للبشر في الدعوة الإسلامية مهما بلغت بلاغتهم وأساليبهم في الدعوة للإسلام. الخطاب الإسلامي: (ومن أصدق من الله حديثا)، (ومن أصدق من اللَه قيلا)، (ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر). فالصدق المطلق في قول الله، لا في قول البشر وتأويلاتهم، التي قد يصيبها الخطأ، أوهوى النفس. فلم تشهد الدنيا منذ أن أنشأها الخالق - جل في علاه - خطابًا أرقى ولا أسمى من الخطاب الإسلامي ؛ لأنه خطاب الخالق للمخلوق، وخطاب المعبود للعابد، خطابًا تجلت فيه كل معاني الكمال والجلال والدقة والتأثير. إنَّ الله يسر حفظ القرآن الكريم لمن أراد حفظه ويسر تلاوته لمن ابتغى تلاوته ويسر فهمه لمن أرد فهمه والتأمل فيه فقد قال في كتابه الكريم: ﴿ وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ ﴾ (القمر: 22) فالقرآن: حفظه وفهمه وتدبره، يسير، ولكن على من يسره الله عليه، ممن أقبل على حفظه، وأحب تلاوته، ورغب في العلم.
وفي بعض الروايات: هي الجماعة. رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه والحاكم. والمقصود هنا بالجماعة التحذير من فرقة المسلمين. ويجب ألا تدعي أي مجموعة من المسلمين أنها المقصودة بالجماعة، فالحكم هو الله وليس أحدا من البشر. انظر قول الله: ﴿ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ﴾ (الأنعام: 159). فليحذر كل مسلم أن يفرق بين المسلمين أو يدعي أنه على الحق وغيره على الضلال من المسلمين. فعلى كل من يدعو أن يتبع منهج: ﴿ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثً ا ﴾ (النساء: 87)، ﴿ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا ﴾ (النساء: 122) كما يجب ألا يجرح الدعاة إلى الله بعضهم بعضا، فليسيروا على منهج الله في دعوتهم الصحيحة ويتركوا الأمر لله كما أمر الله رسوله صلى الله عليه وسلم بقوله: ﴿ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ﴾ (الأنعام: 159) فقد و قع البعض فيما انتقد فيه غيره فازدادت فرقة المسلمين. إن احترام وتقدير دور الدعاة والعلماء مطلوب، ولكن لا يصل ذلك إلى المغالاة فنخرج عن منهج: ﴿ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا ﴾ (النساء: 87)، ﴿ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا ﴾ (النساء: 122).