والشيطان القذر يغري الناس ويحسّن في أعينهم القذارة، وينادي على الناس أن يتنافسوا على الجيفة. فيا ملوك العرب ويا ملوك الإسلام ويا أولياء المسلمين! بين الجنة والنار ! - كتابات. لماذا تحتفظون بتلك القذارة ولا تتركونها؟ لماذا لا تتصدقون بها لوجه الله سبحانه وتعالى؟ فكروا في الأمر، قبل أن يحين آخر أيامكم وآخر ساعاتكم وآخر لحظاتكم. غفر الله لنا بحرمة أشرف الخلق، سيدنا محمد، صلى الله عليه وسلم، (مولانا يقف تكريماً له ثم يجلس). الفاتحة. (مولانا يصلي ركعتين صلاة الشكر). Contact Donate
هم لا يحبون أن يكونوا "لا شيء"، وإنما يحبون أن يكونوا "شيئاً". وسيدتنا مريم، عليها السلام، نالت من بركات الله ما لم ينله أحد. علماؤنا يحبون إثبات وجودهم وهم يطلبون دائماً أن يُظهروا أنفسهم لغيرهم. ولكن رب السموات لا يقبل أبداً أن يدعي أحدٌ أنه موجود، حتى الذرة. يقول الله سبحانه وتعالى عن نفسه، "لا إله إلا أنا"، أي لا موجود إلا أنا! وهذا درس عظيم للبشرية، للذين يرغبون أن يُظهروا أنفسهم ويثبتوا وجودهم، والذين يحبون أن يُكرَموا وأن يُجازوا ويُكافؤوا بمكافآت مختلفة، للذين يريدون كل شيء من أجل أنفسهم، ولا يحبون نفي وجودهم ويكونوا نَسْياً مَنْسِيًّا. وهذا كلام الله على لسان سيدتنا مريم عليها السلام. وقد لقنت درساً عظيماً لكل البشرية. عليكم ألا ترغبوا في أن تكونوا شيئاً مذكوراً في حضرة الله سبحانه وتعالى، كما جاء في الآية الكريمة، {لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً}، (الدهر، 1). أسمى العطايا والمنح التي يمكن أن يهبه ربٌّ لخلقه أن يكون، {نَسْياً مَنْسِيًّا}. كنقطة ماء نزلت من السماء فوقعت في المحيط واندمجت فيه، وأصبحت، {نَسْياً مَنْسِيًّا}. تلك هي أرقى الآداب. تقولون، "لا شريك له"! يا علماء السلفية، "لا شريك له"!