وبهذا ينشأ تساؤل وهو: كيف تكون المونودراما ذات الفعل الواحد وتقدمه عدة شخصيات، فهذا النمط قد قدمه المخرج المذكور أعلاه في مسرحياته التعبيرية دونما أن تكون مسرحية مونودرامية. كما أن هناك تعريفاً في دائرة المعارف البريطانية يقول: «المونودراما هي التي تُمثل أو مصممة لكي تمثُل بواسطة شخص واحد». وهناك عدد من المسرحيات بما فيها مسرحية شريط كراب الأخير Krapp›s Last Tape والتي مثلت سنة 1958، ومسرحية الأيام السعيدة Happy Days سنة 1961 من تأليف ساميول بيكيت Samuel Beckett، وهذه المسرحيات تعتبر من نوع المونودراما. كلمات تنتهي ب له لاحياة له ولا. وهذا المصطلح قد يشير أيضاً للتمثيل الدرامي لما يدور في عقل الإنسان الفرد، والدراما الموسيقية التي يؤديها مؤدٍ بمفرده أمام المشاهدين أيضاً.
إذا ما اعتمدنا بأن المونودراما مسرحية الفعل الواحد فهذا بالضرورة لا ينطبق على المفهوم الذائع للمونودراما، إذ إنه جاء في دائرة المعارف البريطانية أن "المونودراما -من ناحية المفهوم اللغوي لها- تعني فعلاً أو أداء أو صنيعاً واحداً، منفرداً بذاته سواء قدمه شخص واحد أو أشخاص عدة" تأليف بلا تصنيف، وتحكيم بلا معيار نقدي، وسيل من المؤلفات لمن أراد أن يطلق العنان لخواطره في شكل من المنولوجات والأحاديث الداخلية النفسية ثم أطلقوا عليها مسمى (مونودراما). وصفّت المؤلفات على أرفف المكتبات، واتخذها المخرجون عروضاً، وبعضها نال الجوائز، ليس لجودة النص وإنما لغياب المعيار النقدي الذي يقاس عليه العمل الدرامي بمعايير معينة علمية وأكاديمية، كما نخضع النص المسرحي العادي والذي له قوانين ومدارس مختلفة يقاس عليها العمل. يمكننا القول إن تجاهل الاجتهاد في دراسة هذا الصنف من صنوف المسرح ليس دراسة بحثية فيما يقدم، وإنما نخضعه للعمل الأكاديمي المعياري في ظل وجود تعريف للمصطلح يتَّبع في مثل هذه الأعمال، فإذا ما أردنا أن نطلق على المونودراما بأنه نص مسرحي، فلا بد من اتباع قواعد النص المسرحي والذي له تعريفاته وبنود قوانينه وقوالبه، ومن أهم هذه القواعد -للنص المسرحي- الفعل الدرامي الذي يفجر الصراع، والفعل لا يكون إلا فعلاً لا قولاً أو سرداً كما يرِد في الرواية والقصة وحتى الشعر.
وننوه أنه تم نقل هذا الخبر بشكل إلكتروني وفي حالة امتلاكك للخبر وتريد حذفة أو تكذيبة يرجي الرجوع إلى مصدر الخبر الأصلى في البداية ومراسلتنا لحذف الخبر