ومصداق هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم "ما تركَ عبدٌ شيئًا للَّهِ، لا يتركه إلَّا للَّهِ، إلَّا عوَّضَه منه ما هو خيرٌ له في دينِه ودنياه". ومن خالف هواه ينعم في الدنيا بعز وقوة حيث جاهد نفسه وتغلب عليها كما تسلم نفسه وعرضه ويؤجر في الآخرة. ولا يفوتك قراءة مقالنا عن: ما هي الآية التي ذكرت فيها أليس الله بكاف عبده؟ فحري بالعبد إذًا أن يحذر كل الحذر من اتباع الهوى، ولذلك عرضنا لكم تفسير أفرأيت من اتخذ إلهه هواه، وما للهوى من خطورة، وما في مخالفته من سلامة.
مناسبة آية "أفرأيت من اتخذ إلهه هواه" بما قبلها قال الله تعالى في الآيات السابقة لها "أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحوا السَّيِّئَاتِ أَن نَّجْعَلَهمْ كَالَّذِينَ آمَنوا وَعَمِلوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَّحْيَاهمْ وَمَمَاتهمْ ۚ سَاءَ مَا يَحْكمونَ". وَخَلَقَ اللَّه السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَلِتجْزَىٰ كلّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَهمْ لَا يظْلَمونَ" الجاثية 21. فذكر أن الذين عملوا السيئات لا يمكن أن يتساووا مع أهل الإيمان والعمل الصالح، ثم ذكر أنه يجازي كل نفس بما عملت وكسبت. ثم جاءت الآية لضرب المثل بشيء من عملهم السيئ الذي يجلي عدل الله في عدم تسويتهم مع أهل الإيمان. مقالات قد تعجبك: مناسبة آية "أفرأيت من اتخذ إلهه هواه" بما بعدها ثم ذكر بعدها طرفا من تخبطهم في التنقل من إله إلى إله. فقال تعالى "وَقَالوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتنَا الدّنْيَا نَموت وَنَحْيَا وَمَا يهْلِكنَا إِلَّا الدَّهْر" الجاثية. فها هم بعدما كانوا يعبدون الأصنام قالوا بل لا يوجد إله أبدا إنما الأيام تمضي هكذا. والدهر هو الذي أحيانا وهو الذي يميتنا. ولذا قال الله عنهم: "وَمَا لَهم بِذَٰلِكَ مِنْ عِلْمٍ ۖ إِنْ همْ إِلَّا يَظنّونَ" فكل ما قالوه وما زعموه.
إن الله عز وجل حكم عدل خلق الخلق جميعاً لعبادته، وأمرهم باتباع هدي أنبيائه ورسله، ووعد المتقين المصدقين بالفوز والنجاة، وتوعد المجرمين بالهلكة، فكيف يستقيم في عقل من له عقل أن يكون العاصي كالطائع، والكافر كالمؤمن، ومن جعل إلهه هواه كمن آمن بربه ومولاه، لا يستوون، فالمحسنون يجازون على إحسانهم بالإحسان، والعاصون يجازون على عصيانهم بولوج النيران. تفسير قوله تعالى: (أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم... ) تفسير قوله تعالى: (وخلق السموات والأرض بالحق ولتجزى كل نفس بما كسبت وهم لا يظلمون) تفسير قوله تعالى: (أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه... ) ثم قال تعالى يخاطب رسوله صلى الله عليه وسلم: أَفَرَأَيْتَ [الجاثية:23] يا رسولنا، أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ [الجاثية:23] حيث يوجد ناس في مكة هكذا، يعبد الحجر فما يناسبه فيرميه ويأتي بحجر آخر، يعبد كذا فما يناسبه فيرميه ويعبد كذا وكذا! أَفَرَأَيْتَ [الجاثية:23] أي: أخبرني، مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ [الجاثية:23]، جعل معبوده الذي يعبده ما تميل إليه نفسه وترغب فيه، حتى عبدوا الفروج، وعبدوا الأصنام والأحجار والشهوات، بسبب ماذا؟ لأنهم يتبعون أهواءهم، هي التي تقودهم إلى عبادة الباطل وإلى المشي في أزقة الشر والفساد والخبث.
قال ابن كثير رحمه الله في تفسير هذه الآية: ( أرأيت من اتخذ إلهه هواه) أي: مهما استحسن من شيء ، ورآه حسنا في هوى نفسه: كان دينه ومذهبه. إلى أن قال: قال ابن عباس: كان الرجل في الجاهلية يعبد الحجر الأبيض زمانا ، فإذا رأى غيره أحسن منه عبد الثاني وترك الأول. انتهى منه. وذكر صاحب الدر المنثور: أن ابن أبي حاتم وابن مردويه أخرجا عن ابن عباس أن عبادة الكافر للحجر الثاني مكان الأول هي سبب نزول هذه الآية ، ثم قال صاحب الدر المنثور: وأخرج ابن مردويه عن أبي رجاء العطاردي ، قال: كانوا في الجاهلية يأكلون الدم بالعلهز ويعبدون الحجر ، فإذا وجدوا ما هو أحسن منه ، رموا به وعبدوا الآخر ، فإذا فقدوا الآخر أمروا مناديا فنادى: أيها الناس إن إلهكم قد ضل فالتمسوه ، فأنزل الله هذه الآية: ( أرأيت من اتخذ إلهه هواه) ، وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: ( أرأيت من اتخذ إلهه هواه) ، قال: ذلك الكافر اتخذ دينه بغير هدى من الله ولا برهان. وأخرج ابن أبي شيبة ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن الحسن: ( أرأيت من اتخذ إلهه هواه) قال: لا يهوى شيئا إلا تبعه. وأخرج عبد بن حميد ، وابن أبي حاتم عن قتادة: ( أرأيت من اتخذ إلهه هواه) ، قال: كلما هوى شيئا ركبه ، وكلما اشتهى شيئا أتاه ، لا يحجزه عن ذلك ورع ولا تقوى.
قال الله تعالى { أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ} [سورة الجاثية: 23] تفسير القرطبي القول في تأويل قوله تعالى: { أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ} اختلف أهل التأويل فقال بعضهم: أفرأيت من اتخذ دينه بهواه، فلا يهوى شيئا إلا ركبه، لأنه لا يؤمن بالله ولا يحرم ما حرم، ولا يحلل ما حلل، إنما دينه ما هويته نفسه يعمل به. وعن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: { أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ} قال: ذلك الكافر اتخذ دينه بغير هدى من الله ولا برهان. وعن قتادة قال: { أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ} قال: لا يهوي شيئا إلا ركبه لا يخاف الله. وقال آخرون: بل معنى ذلك أفرأيت من اتخذ معبوده ما هويت عبادته نفسه من شيء وعن جعفر عن سعيد قال: كانت قريش تعبد العزى وهو حجر أبيض، حينا من الدهر فإذا وجدوا ما هو أحسن منه طرحوا الأول وعبدوا الآخر ، فأنزل الله { أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ}. وأولى التأويلين في ذلك بالصواب قول: أفرأيت يا محمد من اتخذ معبوده هواه، فيعبد ما هوي من شيء دون إله الحق الذي له الألوهة من كل شيء، لأن ذلك هو الظاهر من معناه دون غيره.
#أبو_الهيثم #مع_القرآن 17 0 48, 584
[ رابعاً: التنديد بالهوى والتحذير من اتباعه، فقد يفضي بالعبد إلى ترك متابعة الهدى إلى مطاوعة الهوى فيصبح معبوده هواه لا الرب تعالى مولاه]. من هداية هذه الآيات: التحذير من اتباع الهوى؛ فإن متبع الهوى قد يتبع هواه فيعبد هواه ولا يعبد ربه، والله! لقد عبدوا أهواءهم وما عبدوا ربهم، أي: أطاعوا أهواءهم وما أطاعوا ربهم، الهوى يأمر بكذا فيفعل، والله يأمر بكذا فما يفعل، فاتخذوا أهواءهم آلهتهم: أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ [الجاثية:23] اتخذ هواه إلهه يعبده كما يعبد الله، بل ترك عبادة الله وعبد الهوى والعياذ بالله. [ خامساً: التحذير من ارتكاب سنن الضلال المفضي بالعبد إلى الضلال الذي لا هداية معه]. التحذير من ارتكاب سنن الضلال، والمشي في طرق الضلال، ومصاحبة الضالين والعمل معهم؛ فإن هذا -والعياذ بالله تعالى- نهايته أن يموت على الضلال ولا يهتدي، فلا بد من البعد عن كل ما يضل ويبعد عن الله عز وجل من القول أو العمل أو الاعتقاد. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
كما يحتمل أن تكون اسباب تقطيع السيارة اثناء السير متعلق بوجود خلل في نظام الوقود، وذلك من خلال إنسداد بخاخات الوقود نتيجة تراكم الأوساخ بشكل يؤدي إلى انقاص كفاءة البخاخات، وفي هذه الحالة يمكنك شراء إضافات للوقود تعمل على تنضيف المحرك والبخاخات، وينصح بإستعمالها بشكل دوري كإجراء وقائي للحفاظ والإطالة في عمر المحرك. تقطيع السيارة مع دعسة البنزين أو بسبب تعطل مضخة الوقود، ما يعني تعطل المحرك وهذا لأن الوقود لن يصل إلى إسطوانات المحرك، فتلف المضخة يؤدى إلى تقطع كمية البنزين متقطعة وجعلها غير كافية وهذا بدوره يؤدي إلى تقطيع السيارة أثناء السير. ولا تنسى أن استخدامك لأنواع منخفضة الجودة من الوقود يمكن أن يتسبب أيضاً في حدوث تقطيع للسيارة أثناء السير، ولهذا عليك تجنب محطات الوقود القديمة أو شراء الوقود من أماكن غير معدة لبيعه، لكن ربما قد تكون المشكلة فقط في نفاذ البنزين وتحتاج سيارتك إلى الزويد بالوقود، وعليك أن تعلم أن تزويد السيارة بالوقود بعد النفاذ الكلي للبنزين يسبب تقطيع مؤقت للسيارة عند التشغيل أو أثناء السير. تقطيع السياره في الطلوع وفي حالة كنت تلاحظ أن مشكلة التقطيع تحدث أكثر أثناء الطلوع أو بدء التشغيل، فيجب أن تعرف أنه لكي تعمل السيارة هناك نسبة من البنزين تقابلها نسبة محددة من الهواء، لكي تتم عملية الإحتراق بنجاح ولذلك أي نقصان في كمية الأكسجين الداخل سيتسبب في عدم إحتراق البنزين بالكامل وبالتالي سيؤدي لتقطيع السيارة عند التشغيل.
برمجة دعسة البنزين - YouTube
© 2022 موقع أنوير