بينما اتفق المذهب المالكي على أن بداية رمي جمرة العقبة يكون بداية من طلوع فجر يوم العيد ، واستندوا في ذلك إلى حديث بن عباس رضي الله عنه وأرضاه حيث قال: "قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة المُزدلفة ، أُغيلمة بني عبد المطلب على حُمُراتنا ، فجعل يلطخ أفخاذنا بيده ويقول: يا بَني لا تركوا الجمرة حتى تطلُع الشمس ، وقال بن عباس: ما أَخال أحدا يرمي الجمرة حتى تطلع الشمس" ، لذلك فإن بداية النحر ورمي الجمرات يكون بعد الفجر. كذلك بداية رمي الجمرات الثلاث فيه قولين ، أولهما أن يتم رمي الجمرات الثلاث بعد غروب الشمس من اول يومين من ايام التشريق ، وهذا ما اتفق عليه الأئمة الأربعة ، بينما يميل القول الثاني إلى جواز رمي الجمرات الثلاث قبل زوال الشمس ، وهذا ما تم ذكره في القليل من روايات الامام ابي حنيفة ، بالإضافة إلى فعل الرسول وأصحابه في عدم رمي الجمرات الا بعد زوال الشمس. نهاية وقت الرمي اختلف العلماء أيضا في نهاية وقت رمي الجمرة الكبرى أو جمرة العقبة ، حيث جاء رأي المذهب الحنفي بانتهاء وقت رمي جمرة العقبة بحلول فجر ثاني ايام العيد ، بينما رأى المالكية أن يجوز امتداد الرمي إلى مغرب ثاني ايام العيد ، في حين جاء رأي المذهب الشافعي والحنبلي إلى أن آخر وقت الرمي جمرة العقبة يمتد الى آخر يوم من أيام التشريق.
والأظهر والله أعلم القول الثالث، وهو وجوب الرمي بعد الزوال أيام التشريق. ويدل على ذلك: (1) حديث الباب حيث رمى النبي صلى الله عليه وسلم بعد الزوال وهو القائل ((لتأخذوا عني مناسككم)). (2) حديث وبرة رضي الله عنه في البخاري، وفيه قول ابن عمر رضي الله عنهما: ((كنا نتحيَّن))؛ أي: نترقَّب زوال الشمس، فإذا زالت رموا، ثم صلوا الظهر، وكما في حديث ابن عباس رضي الله عنهما، قال: ((كان رسول الله يرمي الجمار إذا زالت الشمس قَدْرَ مَا إِذَا فَرَغَ مِنْ رَمْيِهَا صَلَّى الظُّهْرَ))؛ رواه أحمد والترمذي وحسنه، وتأمل لفظ (نتحيَّن)، فهو يدل على أن ترقُّبه الزوالَ مقصود، وزاد ذلك تأكيدًا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يُصلى الصلاة في أول وقتها. وقت رمي الجمرات أيام التشريق - إسلام أون لاين. (3) أن الرمي قبل الزوال لو كان جائزًا، لفعله النبي صلى الله عليه وسلم؛ لِما في ذلك من المبادرة في العبادة من أول وقتها، ولأن فيه تيسيرًا على الناس لتطويل وقت الرمي من جهة، وبالتخفيف عليهم من شدة الحر من جهة أخرى في فصل الصيف وشدة الحر.
لكن... إذا كان الغالب على عملكم أنها لم تصل المرمى مثل ما قلت؛ فإن عليكم دم مثل ما أفتاكم الذي أفتاكم، إذا كنت يغلب على ظنك أن الحصى لم يصل الجمرات؛ فعليكم أن تفدوا عن ذلك ذبيحة، أنت عليك ذبيحة، وعن والدك ذبيحة؛ لأن رمي الجمرات واجب، فإذا لم يغلب الظن... لا، ليس للمُوكِّل أن يُغادر حتى يطوف طواف الوداع بعد الرمي، فإذا رمى وكيله الجمرة الأخيرة يوم الثاني عشر أو الثالث عشر يطوف للوداع بعد ذلك، وليس له أن يُغادر حتى يطوف طواف الوداع بعد رمي الوكيل الجمار. فإذا كان الحاج مريضًا أو عاجزًا يُوكِّل،...
[٨] أقسام الجمرات التي ترمى وصفة رميها الجِمار هي الحصَيات التي يرميها الحاج في يوم النَّحر وأيَّام التَّشريق، وتكون هذه الحصيات مثل حصى الخذف، صغيرة الحجم أكبر من حبَّة الحِمَّص بقليلٍ، ويُسمَّى موضع الرَّمي بالجمرات؛ لأنَّها تُرمى بالجمار، وتنقسم الجمرات إلى ثلاثة أقسامٍ ، وهي كما يأتي: [٩] الجمرة الصُّغرى؛ وهي أبعد الجمرات عن مكَّة، وهي أوَّل جمرةٍ بعد مسجد الخيف بمنى، وسُمِّيت بذلك؛ لأنَّها أقرب الجمرات إلى مسجد الخيف. الجمرة الوسطى؛ وهي الجمرة التي تقع بين الجمرة الصغرى والجمرة الكبرى. الجمرة الكبرى؛ أو جمرة العقبة، وهي الجمرة التي تلي الجمرة الوسطى، وتقع في آخر منى تجاه مكَّة. ويرمي الحاجُ جمرة العقبة الكبرى في يوم النَّحر بسبع حصياتٍ متعاقباتٍ يجمعها من مزدلفة أو من أيِّ مكانٍ، يكبِّر مع كلِّ حصاةٍ، ويرفع يده اليمنى بالرَّمي، جاعلاً مكَّة عن يساره، ومنى عن يمينه عند الرَّمي، وكذلك الحال عند رمي الجمرات الثَّلاث في أيَّام التَّشريق، فيبدأ بالجمرة الصُّغرى، ثمَّ يتقدَّم قليلاً متجهًا إلى القبلة، فيدعو الله -تعالى- ويطيل، ثمَّ يفعل مثل ذلك عند رمي الجمرة الوسطى والكبرى، إلَّا أنَّه لا يقف بعد رمي الجمرة الكبرى، ويجب ترتيب الجمرات في الرَّمي.
[1] انظر: لسان العرب، ابن منظور. [2] انظر: أضواء البيان للشنقيطي. [3] انظر: رمي الجمرات، سعيد بن وهف القحطاني. [4] رواه ابن خزيمة وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب. [5] متفق عليه. [6] انظر: رمي الجمرات، سعيد بن وهف القحطاني. [7] رواه مسلم. [8] متفق عليه. [9] متفق عليه. [10] متفق عليه. [11] متفق عليه. [12] انظر: رمي الجمرات وما يتعلق به من أحكام، شرف بن علي الشريف. [13] رواه مسلم. [14] رواه البيهقي في السنن الكبرى. [15] سورة البقرة، آية 203. [16] رواه أبو داود والترمذي وضعفه الألباني في ضعيف سنن أبي داود. [17] رواه البخاري معلقا مجزوماً. [18] رواه الترمذي وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي. [19] رواه أبو داود وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود. [20] كنا نتحيّن: أي نطلب الحين: وهو الوقت. [21] رواه البخاري. [22] رواه الإمام مالك في الموطأ. [23] رواه البيهقي في السنن الكبرى. [24] متفق عليه. [25] مجموع فتاوى ابن باز. [26] انظر: الشرح الممتع لابن عثيمين. [27] متفق عليه. [28] متفق عليه. [29] فتح الملك المعبود في شرح سنن أبي داود. [30] مصنف ابن أبي شيبة. [31] انظر: المغني لابن قدامة. [32] سورة الحشر، آية 7.
قوله تعالى: { ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غني عن العالمين}(آل عمران:97). بدأ سبحانه في هذه الآية والتي قبلها بالحديث عن محاسن البيت، وعظيم شأنه، ترغيبًا للنفوس إلى قصده، وشد الرحال إليه؛ فذكر سبحانه أنه أول بيت وُضِعَ للناس، وأنه مبارك، وأنه هدى للناس، وأن فيه آيات بينات كثيرة، كمقام إبراهيم عليه السلام، وأنه مكان آمن للناس. ثم بعد بيان منـزلة هذا البيت المبارك، أعقب سبحانه ذلك ببيان حكم هذه العبادة، فقال: { ولله على الناس حج البيت} بهذه الصيغة الدالة على الوجوب بأكثر من وجه، ذكرها المفسرون. فصل: إعراب الآية رقم (94):|نداء الإيمان. وقد أجمع العلماء على الاستدلال بهذه الآية على وجوب الحج، وأجمعوا كذلك على أن الحج واجب في العمر مرة على من ملك القدرة عليه، وإن اختلفوا في أن الوجوب هل هو على الفور أم على التراخي، كما سيتبين بعدُ ؟. روى مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: ( أيها الناس قد فرض الله عليكم الحج فحجوا، فقال رجل: أكل عام يا رسول الله؟ فسكت، حتى قالها ثلاثًا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لو قلت نعم لوجبت، ولما استطعتم). وروى الإمام أحمد عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( تعجلوا بالحج - يعني الفريضة - فإن أحدكم لا يدري ما يعرض له) وفي رواية أخرى له: ( من أراد الحج فليتعجل).
الحج يعد الحج أحد أركان الإسلام، وفرض من فروضه، ويدل على ذلك قوله تعالى: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ} [ آل عمران: 97]، كما روى عبد الله بن عمر بن الخطاب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "بُنِيَ الإسْلامُ علَى خَمْسٍ، شَهادَةِ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وأنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ ورَ سول ُهُ، وإقامِ الصَّلاةِ، وإيتاءِ الزَّكاةِ، وحَجِّ البَيْتِ، وصَوْمِ رَمَضانَ" [صحيح مسلم | خلاصة حكم المحدث: صحيح]، ويُعرف الحج شرعاً بأنه القصد إلى بيت الله تعالى بصفة مخصوصة، فى وقت مخصوص، بشروط مخصوصة. مقاصد الحج فرض الله تعالى الحج على عباده لعدة أسباب، ومن أهمها: دخول الجنة، وغفران الذنوب وحط الخطايا؛ حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَن أَتَى هذا البَيْتَ، فَلَمْ يَرْفُثْ، وَلَمْ يَفْسُقْ، رَجَعَ كما وَلَدَتْهُ أُمُّهُ. ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا | أقلام | وكالة جراسا الاخبارية. [وفي رواية]: مَن حَجَّ فَلَمْ يَرْفُثْ، وَلَمْ يَفْسُقْ" [صحيح مسلم | خلاصة حكم المحدث: صحيح]. إخلاص العبادة لله تعالى وحده، وتوجيه القلوب إليه، وذلك إيمانًا بأنه يستحق العبادة، وأنه المعبود بالحق، وأنه رب العالمين وحده، وأنه صاحب الأسماء والصفات العليا، وحده لا شريك له ولا شبيه له ولا ند له؛ حيث قال تعالى: {وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَن لَّا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ} [الحج:26].
وفي أَثَرٍ صح سنده إلى عمر رضي الله عنه، قال: ( من أطاق الحج فلم يحج، فسواء عليه مات يهوديًا أو نصرانيًا) ولم يصح بهذا المعنى حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم. ثم قال العلماء: والاستطاعة على نوعين: استطاعة بالنفس، وهي قدرة الإنسان على أداء فريضة الحج بنفسه، من غير أن يعهد بها إلى غيره. واستطاعة بالغير: وتكون عندما يعجز الإنسان عن أداء هذه الفريضة بنفسه، فيعهد بأدائها إلى غيره؛ يشهد لصحة هذا النوع، ما رواه ابن عباس رضي الله عنهما، أن امرأة سألت النبي صلى الله عليه وسلم يوم حجة الوداع، فقالت: إن فريضة الحج أدركت أبي شيخًا كبيرًا لا يثبت على الراحلة أفيُجزىء أن أحج عنه؟ قال: ( نعم، حجي عنه، أرأيت لو كان على أبيك دين أكنتِ قاضيته؟ قالت: نعم، قال: فدين الله أحق أن يُقضى) متفق عليه؛ وهذا الحديث أصل في مشروعية النيابة في الحج عند العجز. ولله على الناس حج البيت - الكلم الطيب. وقوله تعالى: { من استطاع إليه سبيلا} للعلماء أقوال في تفسير ( السبيل) الوارد في الآية؛ فقال ابن عباس رضي الله عنه: السبيل مِلْك الزاد والراحلة، وعلى هذا فإذا كان المسلم اليوم مالكًا لما يوصله إلى أداء فريضة الحج، وكان مالكًا كذلك لما ينفقه على حاجاته، من طعام وشراب ومسكن زائدًا عن حاجة من يعولهم، فقد وجب الحج عليه، وإلا فهو غير مالك للسبيل.
وغاية حقك على أن يرضى عنك فيكافئك بجنته. وغاية حقه عليك أن ترضى عنه فلا تقدم في قلبه أحدا غيره وهذا الرضى هو ما يظهر في الجنة حينما (يقول الله لأهلها: يا أهل الجنة؟ فيقولون لبيك ربنا وسعديك! فيقول هل رضيتم ؟ فيقولون: وما لنا لا نرضى وقد أعطيتنا ما لم تعط أحدا من خلقك! فيقول: أنا أعطيكم أفضل من ذلك. قالوا: يا رب وأي شيء أفضل من ذلك؟ فيقول: أحل عليكم رضواني فلا أسخط عليكم بعده أبدا) [صحيح البخاري-من حديث أبي سعيد الخدري] ومن هذه الحقوق التي لله على العبد هو الحج فـ {لِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ} وثمرة من أدى هذا الحق ما ثبت في صحيح البخاري من حديث أبي هريرة مرفوعا: (مَنْ حَجَّ لِلَّهِ فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ رَجَعَ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ. ) ولكن ليس كل الناس قادرين على الحج فمنهم الكبير الذي لا يثبت على راحلته ومنهم الفقير الذي لا يجد قوتا يوصله إلى مكة ومنهم…غير ذلك فالمسلمون أمام هذا الحق أحد رجلين: رجل يستطيع ورجل لا يستطيع فما الحل إذا؟ هذا ما تعرفه في: 2.
وما عبده الناس من أصنام أو أموات أو أشجار أو أحجار كله باطل كما قال سبحانه: ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ [الحج:62] الآية من سورة الحج. وكذلك لابد من الشهادة بأن محمداً رسول الله؛ محمد بن عبد الله بن عبد المطلب الهاشمي العربي المكي ثم المدني، لابد من الشهادة بأنه رسول الله حق وبأنه خاتم الأنبياء، فمن لم يأت بهاتين الشهادتين عن صدق وإيمان ما تصح صلاته ولا صومه ولا زكاته ولا حجه ولا سائر عباداته حتى يسلم حتى يدخل في دين الله بالشهادتين وبالإيمان بكل ما أخبر الله به ورسوله، فإذا أسلم وجب عليه أداء هذه الحقوق من صلاة وصوم وحج وغير ذلك. نعم. بشرط الاستطاعة. المقدم: شكراً لفضيلة الشيخ عبدالعزيز. فتاوى ذات صلة
أفيضوا عبادي مغفوراًُ لكم ولمن شفعتم له. وأما رميك الجمار فمذ خور لك عند ربك. وأما حلاقك رأسك فلك لكل شعرة حسنة. وتمحى عنك خطيئة وأما طوافك بالبيت بعد ذلك فإنك تطوف ولا ذنب لك يأتي ملك حتى يضع يديه بين كتفيك فيقول اعمل فيما يستقبل فقد غفر لك ما مضى. الموضوع الأصلى من هنا: آداب الحــج للحج آداباً ينبغي لقاصده أن يعمل بها ليقع حجه على الوجه الأكمل.. منها: & إخلاص النية لله عز وجل وقصد أداء ركن الإسلام لا لحب الثناء من الناس. & التوبة: التوبة من الذنوب ورد حقوق الناس وأماناتهم & الزاد الحلال. فعليه مدار قبول الحج & أن يكون الحاج طيب النفس & وعلى قاصد الحج اجتناب الرفث والفسوق والجدال. & التواضع فلا يتعاظم على رفقائه أو غيرهم & الاكثار من الطواف بالبيت كلما أمكن والإكثار من استلام الحجر الأسود وتقبيله & الإكثار من شرب ماء زمزم رجاء بركته والتصلع منه بنية الاستشفاء من الأسقام عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا خرج الرجل حاجاً بنفقة طيبة ناداه مناد من السماء. لبيك وسعديك زادك حلال وراحلتك حلال و حجك مبرور غير مأزور وإذا خرج الرجل بالنفقة الخبيثة فوضع رجله في الغرز فنادى لبيك ناداه مناد من السماء لا لبيك ولا سعديك وزادك حرام ونفقتك حرام وحجك غير مبرور.