في ديسمبر 16, 2017 إبراهيم محمد الهمداني سبق وَتحدثت في مقالٍ بعنوان (الخلفية السياسية والفكرية لوعد بلفور) عن الرؤى والتصوّرات التي قام عليها هذا الاقتراحُ، ولم يكن لهذا الاقتراح أن يصبحَ وعداً لولا تواطؤ بعض الأنظمة السياسية الحاكمة آنذاك وسعيها الحثيث لتنفيذه؛ لأنَّ وعد بلفور -كما أسلفنا- ساقط الشرعية الوجودية والحقوقية، أي أن فلسطينَ لم تكن امتدادًا جغرافيًّا لوجوده، ولم تكن حقًّا شرعيًّا له؛ ولذلك فإن وعد بلفور لم يتجاوز كونه حبراً على ورق، لولا ما لحق به وعزّزه من وعود والتزامات الملك عبدالعزيز آل سعود، الذي نصّبته الماسونية والصهيونية العالميتين كمؤسس لدولة الكيان السعودي في المنطقة.
يعتبر عدد من الباحثين ومن بينهم الدكتور فؤاد إبراهيم أنه بعد أن قام مستشار عبد العزيز فيليبي بتسريب القضية، إنسحب ابن سعود من المفاوضات ونفى أي علاقة سابقة له في الموضوع. يقول إبراهيم إن افتضاح خبر الصفقة دفع عبد العزيز للمبالغة في انحيازه لقضية فلسطين، ولكن ذلك في الظاهر فحسب. بكل الأحوال فإن التواصل بين أسرة عبد العزيز وبين حاييم وايزمان الذي أصبح لاحقاً أول رئيس للكيان الإسرائيلي، يعود إلى ما قبل فترة الأربعينيات من القرن المنصرم بسنوات كثيرة. تشير الوثائق إلى لقاءات عديدة بين مستشارين للملك عبدالعزيز وقادة ومستشارين صهاينة. من بينها لقاء في لندن بين ديفيد بن غوريون وسفير السعودية في ثلاثينيات القرن المنصرم. لقاء آخر بين بن غوريون وموشيه شيرتوك من جهة، وبين حافظ وهبة أحد كبار مستشاري الملك عبدالعزيز من جهة أخرى. هذه اللقاءات وغيرها يتطرق إليها بالتفصيل ميخائيل كهنوف في كتابه "المملكة العربية السعودية والصراع في فلسطين". فلسطين بين وعد بلفور والتزام عبدالعزيز آل سعود | صحيفة المسيرة. الكتاب عبارة عن أطروحة دكتوراه في جامعة تل أبيب، والكاتب هو الضابط السابق في وحدة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية في الخمسينيات، ولاحقاً مسؤول رفيع في الموساد. يستعين كاهانوف بمصادر متنوعة من الأرشيف البريطاني ومذكرات قادة الوكالة اليهودية.
8- يوافق الفريقان المتعاقدان أن يعملا بالاتفاق والتفاهم التامين في جميع الأمور التي شملتها هذه الاتفاقية لدى مؤتمر الصلح. 9- كل نزاع قد يثار بين الفريقين المتنازعين يجب أن يحال إلى الحكومة البريطانية للتحكيم وقع في لندن، إنجلترا في اليوم الثالث من شهر جانفي سنة 1919.