وكان الدكتور بلتاجي يحذر من الزواج العرفي، ويعتبره "محرمًا شرعا"؛ لأنه لا يحقق مقاصد الشريعة من الزواج وإن تم بورقة وشاهد، بل كان يعتبره نوعًا من الزنا المقنع ولا يسميه زواجا أصلا، وكثيرا ما استُضيف في لقاءات وندوات عن هذا الموضوع. ومن اهتماماته أيضًا مجال المرأة والقضايا المثارة حولها، وقد ألف في ذلك كتابًا كاملاً: «مكانة المرأة» تناول فيه أهم هذه القضايا المتعلقة بها، مثل: حكم توليها المناصب العامة، ولباسها، وعملها، وصوتها، ودخولها المجالس النيابية، وحكم توليها القضاء، وحكم توليها الولاية العظمي، وغير ذلك. كان الدكتور بلتاجي -رحمه الله- يتميز بنوع من الشدة والجدية مع طلابه بما قد يحسبه البعض تعسفًا أو ظلما أو غير ذلك غير أنه كان يريد أن يخرّج طلابًا نابهين، ويشكل عقولاً أصولية فقهية، تخدم الأمة وتقدم لها علماء، وقد تخرج عليه عشرات بل مئات الطلاب في مصر والعالم العربي والإسلامي، جزاه الله عن العلم وطلابه خير ما يجزي به العلماء العاملين، والدعاة الصادقين الربانيين، وأخلفنا فيه خيرًا، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
وهي عمل فكري يخلق ذبذبات التوتر في القصة مما يجعلها تضحك بمأساتها، وقد تبكي بسخريته، وتعتبر المفارقة جوهرة في بنية القصة القصيرة جدا لأنها تعكس وظيفة القصة النهائية حيث نصل إلى صورة النص الحقيقية عن طريق اللذة والدهشة. والمفارقة ليست تنميقا ولعبا بالمصطلحات. ، بل هي رؤية جوهرية يجسدها الكاتب لغة بأسلوب المفارقة عن طريق التفاعل مع الأحداث. وتنقسم المفارقة إلى ثلاثة أقسام: 1. المفارقة اللفظية: وهي التي يكون فيها المعنى واضحا لا يشوبه الغموض، كما يجب أن يتميز بالدلالات المؤثرة، ويكون المعنى الظاهري والباطني في مواجهة مباشرة 2. أحمد الشهاوي: «حجاب الساحر» عملي الروائي الأول.. وأحب الحكي دون ثرثرة. المفارقة التركيبية: تعتمد هذه المفارقة على الانزياح الدلالي باستعمال الفنتازيا الساخرة في الحوار، أو السخرية، والاستفهام البلاغي، والتعجب الذي يحمل بين طياته حالة نفيه ، والاستعارة التنافرية، والمبالغة المعكوسة... 3. مفارقة الحدث: إذا كان في المفارقة اللفظية المعنى الظاهري والباطني في مواجهة مباشرة ،؛فإن مفارقة الحدث تخفي طرفي المفارقة داخل بنية القصة ، مما يجعل القارئ يلجأ إلى التأويل أو الاستنباط عن طريق دراسة وتحليل القصة، أو ربطها بالتناص ، وتنقسم مفارقة الحدث إلى ثلاثة أقسام: أ.
بعد الانفتاح السياسي في سوريا لفترة محدودة على الليبرالية الغربية ومداخلاتها في منطقة الخليج العربي، عادت لخندق المواجهة مع وكلاء هذا التوجه، وهم الإسلاميون المعتدلون، بسبب رفع سقف طموحهم من المشاركة في الحكم إلى السيطرة الشاملة على مفاتيح السياسة. ورافق هذا التحول القطعي تحول مماثل في القصة السورية، فانتقلت لطورها الثالث، ويمكن أن تسميه G3 بالاستعارة من لغة التخاطب الحديثة. وهكذا ظهر للوجود ما يعرف باسم القصة الطليعية، وهي كائن هجين يجمع المفهوم الواقعي مع الشكل الحداثي، دون أي تحيز لأي منهما. لكن هذا لا يعني نسف الأساليب القديمة، بل التعايش في شكل تكافلي واحد أو التجاور في حقبة واحدة، كما فعل محمد كامل الخطيب الذي حقن القصة الحديثة بمضمون واقعي، وحيدر حيدر الذي تابع مع الشكل الجنوني للأسلوب، إلى درجة أهلت شخصياته للانقلاب على مستقبلها، أو للإمعان في إلحاق الضرر بالهدف المضمر والمأمول منها. بعكس حالة قمر كيلاني التي ناضلت بكل ما لديها من طاقة لتصور لنا شخصيات نسائية تواجه نفسها بكثير من الوضوح وبقدر محدود من الجرأة، وكأنها تريد أن تعبر عن نكسة نسائية بالمقارنة مع جسارة الواقعية وداد سكاكيني والحداثية كوليت خوري، وهما من جيل الخمسينيات والستينيات على التوالي.
محطات في رحلة حافلة: *ولد الدكتور محمد بلتاجي في عام 1938م، في بيت علم وشرف، فأبوه هو الشيخ بلتاجي حسن أحد العلماء المعروفين، وتربي في محافظة كفر الشيخ شمال دلتا النيل بمصر، وكان مقامه بمدينة طنطا في محافظة الغربية. *تعلم في الأزهر الشريف، وتخرج في كلية دار العلوم عام 1962م، وكان الثالث علي دفعته.. *حصل علي الماجستير بتقدير ممتاز عن موضوع: «منهج عمر بن الخطاب في التشريع» عام 1966م. * ثم حصل علي الدكتوراه بمرتبة الشرف الأولي عن موضوع: «مناهج التشريع في القرن الثاني الهجري» عام 1969م.. *رُقي إلي أستاذ مساعد، ثم أستاذ عام 1980م.. *شغل منصب «عميد» لكلية دار العلوم بالقاهرة لمدة عشر سنوات، منذ 1986م – 1996م.. *عمل رئيسًا لقسم الشريعة بالكلية منذ عام 1995م حتى وفاته.. *عُين رئيسًا لمركز الدراسات الإسلامية بكلية دار العلوم 2002م.. *عضو لجنة ترقية الأساتذة.. *أشرف علي أكثر من 200 رسالة علمية، وناقش مثلها.. *عضو مجمع البحوث الإسلامية.. *اختير عام 2003م عضوا بمجمع الخالدين "اللغة العربية" بالقاهرة. جدير بالذكر أنه – رحمه الله تعالي – تربي وتعلم علي أساطين العلم والفقه والأصول في عصره؛ حيث تتلمذ علي عالم عصره الشيخ محمد أبي زهرة، والفقيه الشيخ علي حسب الله، والعالم الجليل الشيخ علي الخفيف، والأستاذ الدكتور عبد العظيم معاني، والأستاذ الدكتور مصطفي زيد، الذي أشرف عليه في الماجستير والدكتوراه، والداعية الكبير الشيخ محمد الغزالي، وغيرهم.