وكان له بردان أخضران [ البردة كساء مخطط مفتوح المقدم يوضع على الكتفين كالعباء لكنه أصغر منها ، يلتحف به لابسه أو يسدله سدلا ، وقريب منه الكساء] وكِساء أسود ، وكساء أحمر ملبَّد ، وكساء من شعر. ملابس الرسول صلي الله عليه وسلم مزخرفه. وكان قميصه من قطن ، وكان قصيرَ الطول ، قصيرَ الكُمَّين ، وأما هذه الأكمام الواسعة الطِّوال التي هي كالأخراج ، فلم يلبسها هو ولا أحد من أصحابه البتة ، وهي مخالفة لسنته ، وفي جوازها نظر ، فإنها من جنس الخيلاء. وكان أحبَّ الثياب إليه القميصُ والحِبَرَةُ ، وهي ضرب من البرود فيه حمرة. وكان أحبَّ الألوان إليه البياضُ ، وقال: ( هي مِنْ خَيْرِ ثِيَابكُمْ ، فَالبسوها ، وَكَفِّنُوا فِيهَا مَوْتَاكمْ) وفي " الصحيح " عن عائشة أنها أخرجت كِساءً ملبَّدا وإزاراَ غليظاً فقالت: قُبِضَ روح رَسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم في هذين. وأما الطيلسان [ وهو: غطاء يطرح على الرأس والكتفين ، أو على الكتفين فقط ، يلبسه اليوم كثير من القساوسة وأحبار اليهود ، انظر: " المعجم الوسيط " (2/553)] ، فلم ينقل عنه أنه لبسه ، ولا أحدٌ من أصحابه ، بل قد ثبت في " صحيح مسلم " من حديث أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه ذكر الدَّجَّال فقال: ( يخْرُجُ مَعَهُ سَبْعُونَ أَلْفاً مِنْ يَهُودِ أَصْبِهَانَ عَلَيْهِمُ الطَّيالِسَةُ) ، ورأى أنس جماعة عليهم الطيالسة ، فقال: ما أشبَههُم بيهود خيبر.
وقد كانت حليمة تذهب به لأمه كل بضعة أشهر لزيارتها. فلمَّا انقضت مدة الرضاعة وهي سنتان أخذته حليمة السعدية إلى مكة لتسليمه لأمه ، فأقنعتها بتمديد حضانته خوفًا من وباء بمكة وقتها وما رأت من بركة بوجوده، فوافقت آمنة. فبقي معها حتى بلغ سن الرابعة ،حيث كان نموه متميزاً عن باقي الأفراد. حتي ارسلته الى امه بعد حادثة شق الصدر ،خشية عليه. أخوات النبي من الرضاعة 1- عبدالله بن الحارث: هو أخو الرسول صلى الله عليه وسلم من الرضاعة ،من امه حليمة السعدية. قيل أنه أسلم هو وأبوه الحارث ، وحسن إسلامهما. 2- أنيسة بنت الحارث: وهي اخت عبدالله بن الحارث ،واخت النبي صلى الله عليه وسلم من الرضاعة ،من امه حليمة السعدية. 3- حذافة بنت الحارث: قيل جذامة ولقبها الشيماء بنت الحارث،وهي اخت النبي صلى الله عليه وسلم من الرضاعة ،من امه حليمة السعدية. صور بعض اشياء الرسول صلى الله عليه واله وسلم - موضة الأزياء. لما توفي رسول الله أرتد قومها "بنو سعد" عن الإسلام، فوقفت موقفًا شجاعًا، تدافع عن الإسلام بكل جهدها؛ حتى أذهب الله الفتنة عن قومها. وكانت كثيرة العبادة والتنسُّك، واشتهرت بشِعرها الذي ناصرت فيه الإسلام ورسوله، وظلت تساند المسلمين وتشد من أزرهم حتى أتاها اليقين. 4- أبا سلمة بن عبد الأسد: هو الصحابي الجليل أبو سلمة عبد الله بن عبد الأسد المخزومي رضي الله،ابن عمة الرسول صلى الله عليه وسلم"برة بنت عبد المطلب " ،واخوه من الرضاعة ،حيث أرضعتهما ثويبة جارية أبي لهب.
إلى هنا نكون قد تعرفنا على كان الرسول يلبس من خلال موقع الموسوعة العربية الشاملة الذي يقوم دائمًا بتقديم أهم المعلومات الدينية والتثقيفية التي تبحثون عنها.
وجه الدلالة من الحديث: إن النبي صلى الله عليه وسلم أقر نساءه على قولهنَّ: إن شِبرًا لا يستر من عورة، وعَملُ كثير من الفتيات اليوم - هداهنَّ الله - مُناقض لعمل الصحابيات تمامًا، وذلك أنهنَّ يَخرجن للحفلات والسهرات وقصور الأفراح بالملابس المحظورة؛ كالقصيرة، والشفافة، والضيِّقة، ويستفاد من عمل الصحابيات رضي الله عنهنَّ في جر ذيولهنَّ ذراعًا أن المتعين على المرأة إذا خرجت من بيتها أن تستتِرَ سترًا شاملاً لا فتنة فيه. إذا تقرَّر هذا فإن من المخالفات ما تفعله بعض الفتيات؛ حيث يلبسْنَ الثياب القصيرة التي تبلغ الركبتَين، وتلبس تحته السراويل الطويلة الضيقة المحجِّمة لسوقهن وأقدامهنَّ؛ لأنَّ هذا وإن ستر لون البشرة إلا أنه يُظهِر حجم الساق، وهذا يُنافي ملبوس المُحتشمات وعمل المسلمات قرنًا بعد قرن. وقد نقل ابن تيميَّة حديث أم سلمة، ثم ذكَر أن هذا ليس معينًا للستر، فلو لبست المرأة خفًّا واسعًا صلبًا كالموق، وتدلَّى فوقه الجلباب بحيث لا يظهَر حجم القدم، لكان هذا مُحصِّلاً للمقصود [16]. ملابس الرسول صلى الله عليه وسلم. وثمَّة توجُّس أن تكون لبسة النساء لهذه الملابس المحظورة من جنس الخُيلاء المنهي عنه؛ لأن جرَّ الثياب في حق الرجال من المخيلة، فحَسرُ الثياب في حق النساء لا يُستبعد أن يكون من المخيلة التي لا يُحبها الله، وكثيرًا ما يختال ضعيفات الإيمان ناقصات العقول بمثل هذه الملابس، ويُباهين به ليراه الناس، نعوذ بالله من انتِكاس الفِطَر.
[1] ابن عثيمين: فتاوى أركان الإسلام (ص: 294). [2] ابن قدامة: المغني: 9: 491 - 492. [3] ابن حزم: المحلى10: 32. [4] الجصاص: أحكام القرآن 3: 463.