ولنتأمّل فيمن يصلون صلاة العشاء، ثم ينطلقون بعدها لمشاهدة ما حرَّم الله في القنوات الفضائية، فهؤلاء لم يصلوا صلاة كاملة؛ لأنهم لو صلوا صلاة كاملة لنهتهم الصلاة عن الوقوع في هذا المنكر، قال ابن عباس: ليس لك من صلاتك إلا ما عقلت منها. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: " إن العبد لينصرف من صلاته ولم يكتب له منها إلا نصفها، إلا ثلثها، إلا ربعها "، حتى قال: " إلا عشرها ". فإن الصلاة إذا أُتِي بها كما أُمر، نهته عن الفحشاء والمنكر، وإذا لم تنهه دل على تضييعه لحقوقها. يُروى أن عمر بن عبد العزيز -رحمه الله- استعمل رجلاً على أمرٍ ما، فقال له الرجل: لِم وَلَّيْتَنِي؟ قال له: لأني رأيتك وأنت تحسن صلاتك، ورأيتك خاشعًا فيها، وما دمت أديت حقَّ الله عليك، وأحسنت أداءه، فمن باب أولى أن تؤدي الحقوق والواجبات الأخرى. التهاون في الصلاة قصة مؤثرة يرويها - :: ملتقى فتيات الإسلام ::. وهكذا ينبغي أن لا يُولَّى في ولايات المسلمين إلا أهلُ الصلاة، الذين يؤدُّونها في وقتها، كاملةَ الأوصاف الشرعية؛ لأنها أمانة، ومن خان أمانة الصلاة، فهو لما سواها خائن ومضيع، ومن حافظ على الصلاة، فهو لما سواها من الحقوق أحفظ. 3- الصلاة تعلمنا الأخلاق والآداب الفاضلة: فمن ذلك أنها تعلِّمنا الاجتماع على الخير، والترابط والتكاتف، والتراحم والتعاطف، وضبط الوقت والمحافظة عليه، ابتداءً من صلاة الفجر، وانتهاء بصلاة العشاء، وما بين ذلك.
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.. 1- قال القاسم بن محمد رضي الله عنه: "غدوت يوما وكنت بدأت بعائشة رضي الله عنها أسلم عليها فإذا هي تصلي الضحى وتقرأ { فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ} [الطور: 27]، وتبكي وتدعو وتردد الآية، فقمت حتى مللت وهي كما هي، فلما رأيت ذلك ذهبت إلى السوق فقلت أفرغ من حاجتي ثم أرجع ففرغت من حاجتي ثم رجعت وهي كما هي تردد وتبكي وتدعو". 2- كان العنبس بن عقبة رحمه الله يسجد حتى تقع العصافير على ظهره فكأنه جذم حائط. 3- وهذا حبيب بن أبي ثابت رحمه الله عندما يسجد يقول عنه أبو بكر بن عياش رحمه الله: "فلو رأيته قلت ميت، -يعني من طول السجود-". 4- ورؤيَ الثوري رحمه الله في الحرم عندما صلى المغرب سجد َسجدة ً فلم يرفع حتى نودي للعشاء. قصه قصيره عن الصلاه. 5- وهذا أبو عبد الله البناجي رحمه الله كان يصلي بالناس فيُصاح بالنفير فلا يخفف الصلاة، فلما فزعوا قالوا: "أنت جاسوس، قال ولم؟ قالوا صيح بالنفير وأنت لم تخفف؟ قال: ما حسبت أن أحدا يكون في الصلاة فيقع في سمعه غير ما يخاطبه به الله عز وجل". 6- كان الإمام البخاري رحمه الله يصلي ذات ليلة، فلسعه الزنبور سبع عشرة مرة، فلما قضى الصلاة قال: "انظروا كم آذاني".
1- قال التابعي الجليل، الإمام الرَّباني القدوة، محمد بن واسع (ت: 123هـ): "ما بقي في الدنيا شيء ألَذُّ به إلا الصلاة جماعةً، ولقاء الإخوان" [1]. وصدق مَن قال: وليس لنا منَ اللذَّاتِ شيءٌ ألذُّ مِن الصلاةِ مَعَ الجماعهْ تؤدِّي فرضَ ربِّكَ في خُشوعٍ وتلك - إذا عرَفتَ - أجَلُّ طاعهْ وقد تلقى أخًا حرًّا نَبِيلًا يُعلِّمُكَ البَصارَةَ والقناعهْ [2] وقال الإمام ابن المنكدر: "ما بقي من لذَّات الدنيا إلا ثلاث: قيام الليل، ولقاء الإخوان، والصلاةُ في الجماعة" [3]. قصة عن الصلاة. 2- جاء عن الإمام الرباني التابعي الجليل عامر بن عبدالله بن الزبير رضي الله عنه، أنه سمع المؤذن وهو يجود بنفسه، فقال: خُذوا بيدي، فقيل: إنك عليل، قال: أسمع داعي الله، فلا أجيبه؟! فأخَذوا بيده، فدخل مع الإمام في المغرب، فركع ركعة، ثم مات [4]. 3- ضعُف التابعي الجليل الإمام أبو إسحاق السَّبيعي الكوفي قبل موته بسنتينِ، فما كان يقدر أن يقوم حتى يُقام، فإذا استتمَّ قائمًا قرأ وهو قائم ألف آية! وكان يقول: يا معشر الشباب، اغتنموا -يعني: قوَّتكم وشبابكم - قلما مرَّت بي ليلة إلا وأنا أقرأ فيها ألف آية، وإني لأقرأ البقرة في ركعة، وإني لأصوم الأشهر الحرُم، وثلاثة أيام مِن كل شهر، والاثنين والخميس [5].