سبب نزول سورة النازعات
تقديم مشاهد يوم القيام في قوله تعالى "يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ، تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ، قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ، أَبْصَارُهَا خَاشِعَةٌ، يَقُولُونَ أَئِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحَافِرَةِ". وتعرض السورة من ضمن مواضيعها مصرع المكذبين في حلقة سيدنا موسى مع فرعون، فيقول المولى عزو وجل "هَلْ أتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى، إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى، اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى، فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى، وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى، فَأَرَاهُ الْآَيَةَ الْكُبْرَى". ومن مواضيع سورة النازعات أيضًا عرض مشاهد الكون الهائلة، الشاهدة بالقوة والتدبير والتقدير لإله الخالق، فيقول الله سبحانه وتعالى "أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا، رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا، وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا، وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا، أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا، وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا". بحث عن سورة النازعات - الجواب 24. وتنتقل السورة بعد ذلك إلى مشهد الطامة الكبرى، وما يرافقها من جزاء على ما كان في الحياة الدنيا، في قوله تعالى "فَإِذَا جَاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى، يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ مَا سَعَى، وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَنْ يَرَى، فَأَمَّا مَنْ طَغَى، وَآَثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا، فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى، وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى، فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى".
[1] وقال ابن عطية: "نزلت بسبب أنَّ قريشًا كانتْ تُلحُّ في البحثِ عن وقتِ الساعة التي كان رسول الله -صلَّى اللَّه عليه وسلَّم- يخبرهم بها ويتوعدهم بها ويكثر من ذلك هل سورة النازعات مكية أم مدنية؟ تعدُّ سورة النازعات من السور المكيّة التي نزلتْ على نبيّ الرّحمة محمّد -صلّى الله عليه وسلّم- في مكة المكرمة، وقد نزلتْ بعد سورة النبأ، وهي من السور التي تبدأ بقسَم، فقد أقسمَ الله تعالى في مطلعها بالنازعات. سبب تسمية سورة النازعات إنّ اختلاف أسباب التسمية في السور القرآنية، هو اختلاف طبيعي لأنّ كلَّ سورة تُسمّى باسمها تبعًا لمُعطيات مختلفة، ككلمة بارزة في مطلعِها كسورة الغاشية والقارعة والحاقّة، أو لقصة بارزة بين كلماتها كسورة الكهف وسورة البقرة. فيما يخصّ هذه السورة تحديدًا؛ فالناظر في هذه السورة وتفسيرها يعلم أنّها سُمِّيتْ باسمها؛ لأنها ابتدأت بقسم الله تعالى بالنازعات، والنازعات هي الملائكة التي تنزع أرواح الكفار بقسوة شديدة، قال تعالى: "والنازعات غرْقًا"ـ وغرقًا يعني نزعًا شديدًا مؤلمًا، فكانَ مطلع السورة هو اسمها، والله أعلم، كما أنها تُعرف ببعض الأسمءا الأخرى مثل سورة الطامة وسورة الساهرة.
وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير مثله). [الدر المنثور: 15/218] قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911هـ): (مكية). [لباب النقول: 253] قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (مكية). [لباب النقول: 285] قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ): (مكية). [إرشاد الساري: 7/410] قال أحمدُ بنُ عبد الكريمِ بنِ محمَّدٍ الأَشْمُونِيُّ (ت:ق11هـ): ( مكية). [منار الهدى: 416] قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّوْكَانِيُّ (ت: 1250هـ): (.. وأخرج ابن الضّريس والنّحّاس وابن مردويه والبيهقيّ عن ابن عبّاسٍ قال: (نزلت سورة النّازعات بمكّة). وأخرج ابن مردويه عن ابن الزّبير مثله). [فتح القدير: 5/493]م قَالَ رِضْوانُ بنُ مُحَمَّدٍ المُخَلِّلاتِيُّ (ت: 1311هـ): ( مكية). سبب نزول سورة النازعات تفسير ابن كثير. [القول الوجيز: 336] 18 رجب 1434هـ/27-05-2013م, 09:04 PM ترتيب نزول سورة النازعات: قالَ مَحْمُودُ بْنُ عُمَرَ الزَّمَخْشَرِيُّ (ت: 538هـ): ( [نزلت بعد النبأ]). [الكشاف: 6/304] قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بْنِ جُزَيءٍ الكَلْبِيُّ (ت: 741هـ): (نزلت بعد النبأ).