تفسير قوله تعالى: ﴿ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ ﴾ [الفاتحة: 7] ﴿ غَيْرِ ﴾ صفة للاسم الموصول ﴿ الَّذِينَ ﴾ مبيِّنة أو مقيدة، على معنى أنهم جمَعوا بين النعمة المطلقة، وهي نعمة الإيمان، وبين السلامة من الغضب والضلال، وقيل: هي بدل من الاسم الموصول، على معنى أن المنعَم عليهم هم الذين سَلِموا من الغضب والضلال، والتقدير: غير صراط المغضوب عليهم [1]. من هم المغضوب عليهم في سورة الفاتحة؟ - موضوع سؤال وجواب. والصحيح أنها صفة، وإنما صح مجيء ﴿ غَيْرِ ﴾ صفةً لمعرفة وهو الاسم الموصول مع أن "غيرًا" لا تتعرف لشدة إبهامها - لما فيها من الإبهام ورائحة النكرة - لأنها أُضيفت إلى ﴿ الْمَغْضُوبِ ﴾، وهي معرفة، ووقعت بين ضدين منعَم عليهم ومغضوب عليهم، فضعُف إبهامها، كما قال ابن هشام [2] ، أو زال إبهامها وتعرَّفت، كما قال ابن السراج، واختاره ابن القيم [3]. و﴿ غَيْرِ ﴾ ملازمة للإفراد والتذكير، وللإضافة لفظًا أو تقديرًا، وهي لا تعرَّف وإن أُضيفت إلى معرفة عند أكثر أهل اللغة، ولا تدخل عليها الألف واللام [4]. وقد روي عن ابن كثير أنه قرأها بالنصب "غيرَ" على الحال، وثبت عنه وعن بقية القراء السبعة قراءتُها بالكسر "غيرِ" [5]. و﴿ غَيْرِ ﴾ مضاف و﴿ الْمَغْضُوبِ ﴾ مضاف إليه مجرور، و﴿ عَلَيْهِمْ ﴾ متعلق بـ﴿ الْمَغْضُوبِ ﴾، قرأها حمزة بالضم "عليهُم"، وقرأها بقية السبعة بالكسر "عليهِم"؛ كقراءة "عليهُـِم" في قوله: ﴿ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ ﴾.
[ رقم الحديث عند عبدالباقي: 4228... ورقمه عند البغا: 4475] - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ سُمَيٍّ عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: «إِذَا قَالَ الإِمَامُ: {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ} فَقُولُوا: آمِينَ، فَمَنْ وَافَقَ قَوْلُهُ قَوْلَ الْمَلاَئِكَةِ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ».
© 2022 أخبارك. نت يتم إدارته وتطويره بواسطة
وفائدته الترسيخ في الذهن، والتأثير في العاطفة. إعراب غير المغضوب عليهم. - (وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ) إسناد الرزق إلى نفسه للإعلام بأنهم ينفقون الحلال الطلق الذي يستأهل أن يضاف إلى اللّه، ويسمى رزقا منه. وأدخل (من) التبعيضيه صيانة لهم وكفا عن الإسراف والتبذير المنهي عنه. وقدم مفعول الفعل دلالة على كونه أهم، كأنه قال: ويخصون بعض المال الحلال بالتصدّق به. الفوائد: 1- الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ (البقرة آية 3) كان الإيمان بالغيب ولم يزل هو الفارق الأول بين الإنسان والحيوان، خلافا للماديين في كل زمان الذين لا يؤمنون إلا بما يخضع للحواس.
وهل ظاهرة الاستعمار تشمل كل المسيحيين أجيالا وأجناسا، أم هي مرتبطة فقط بمن صنع مآسيها وويلاتها، انطلاقا من قوله تعالى:" ولا تزر وازرة وزر أخرى" سورة الإسراء/14؟!
وقال صلى الله عليه وسلم في حديث أبي بكرة رضي الله عنه: (( ألا فلا تَرجِعوا بعدي ضُلالًا يضرب بعضكم رقابَ بعض)) [18]. قال ابن القيم [19]: "والغضبُ نتيجة فساد القصد، والضلالُ نتيجة فساد العلم، فاعتلال القلوب ومرضها نتيجةٌ لأحد هذين الفسادين، وبالهداية للصراط المستقيم الشفاءُ من مرض الضلال، وبالتحقق ب﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾ علمًا ومعرفة وعملًا وحالًا الشفاءُ من مرض فساد القصد". المصدر: « عون الرحمن في تفسير القرآن » [1] انظر: "جامع البيان" (1/ 189)، "مشكل إعراب القرآن" (1/ 72)، "الكشاف" (1/ 12). [2] انظر: "المحرر الوجيز" (1/ 87)، "البحر المحيط" (1/ 29). [3] انظر: "تفسير ابن كثير" (1/ 57، 58). [4] انظر: "بدائع الفوائد" (2/ 34 -35). [5] انظر: "فتح الباري" (8/ 159). [6] أخرجها أبو عبيد في "فضائل القرآن"، وسعيد بن منصور في "سننه" فيما نقل ابن كثير (1/ 58). غير المغضوب عليه السلام. قال ابن كثير: "هذا إسناد صحيح"، قال: "وكذلك حكي عن أُبَيِّ بن كعب أنه قرأ كذلك، وهو محمول على أنه صدر منهما على وجه التفسير". [7] في "تفسيره" (1/ 59). [8] انظر: "الجامع لأحكام القرآن" (1/ 150). [9] درج كثير من الكُتَّاب المسلمين متأثرين بغيرهم من كُتَّاب غير المسلمين على تسمية النصارى بالمسيحيين، وهذا خطأ؛ لأن القرآن سمَّاهم النصارى، ولم يُسمِّهم المسيحيين، لأن المسيح منهم بريء.