(رواه الطبراني في الأوسط). وعن عائشة رضي الله عنها قالت: دخل على النبي صلى الله عليه وسلم فعرفت في وجهه أن قد حضره شيء فتوضأ وما كلم أحداً، فاتصلت بالحجرة أستمع ما يقول، فقعد على المنبر فحمد الله وأثنى عليه وقال: يا أيها الناس إن الله يقول لكم: مروا بالمعروف وانهوا عن المنكر قبل أن تدعوا فلا أستجيب لكم، وتسألوني فلا أعطيكم، وتستنصروني فلا أنصركم، فما زاد عليهن حتى نزل. (رواه ابن ماجه وابن حبان في صحيحه). ويشير طه عبد الله العفيفي في كتابه من وصايا الرسول صلى الله عليه وسلم إلى أن هذه الخطبة تحث جميع المسلمين على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وبهذا يأمرنا المصطفى صلى الله عليه وسلم فيقول: من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه.. فإن لم يستطع فبقلبه.. وذلك أضعف الإيمان رواه مسلم. أيام الصبر كما ورد قول الرسول صلى الله عليه وسلم: ما من رجل يكون في قومه يعمل فيهم بالمعاصى، ويقدرون على أن يغيروا عليه ولا يغيرون، إلا أصابهم الله منه بعقاب قبل أن يموتوا (رواه الترمذي وابن ماجة). شبكة المعارف الإسلامية :: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وإذا كان هناك من لا يأمر بمعروف، ولا ينهي عن منكر مستنداً إلى قول الله تبارك وتعالى: عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم.. (سورة المائدة الآية 105).
قال الإمام النووي: فهو أمر إيجاب بإجماع الأمة، وقد تطابق على وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الكتاب والسنة وإجماع الأمة، وهو أيضاً من النصيحة التي هي الدين... ولا يسقط عن المكلف الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لكونه لا يفيد في ظنه؛ بل يجب عليه فعله فإن الذكرى تنفع المؤمنين. انتهى. وعليه؛ فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أولويات ما يعني كل امرئٍ مسلم، وليس ذلك مما لا يعنيه كما يقول أو يدعي بعض من يريد تعطيل هذه الشعيرة العظيمة من الدين، فقوله صلى الله عليه وسلم: من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه.
واللام في قوله: (ولتكن) لام الأمر، وقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (لتأمرن بالمعروف، ولتنهون عن المنكر، ولتأخذن على يدي السفيه، ولتأطرنه على الحق أطراً، أو ليضربن الله قلوب بعضكم على بعض، ثم يلعنكم كما لعنهم) أي: كما لعن بني إسرائيل، الذين قال الله عنهم: {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ * كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ} [المائدة:78-79]. ولكن يجب أن نعلم أن الأوامر الشرعية في مثل هذه الأمور لها مجال، ولا بد من استعمال الحكمة، فإذا رأينا أن الإنكار علناً يزول به المنكر، ويحصل به الخير فلننكر علناً، وإذا رأينا أن الإنكار علناً لا يزول به الشر، ولا يحصل به الخير، بل يزداد ضغط الولاة على المنكرين وأهل الخير، فإن الخير أن ننكر سراً، وبهذا تجتمع الأدلة، فتكون الأدلة الدالة على أن الإنكار يكون علناً، فيما إذا كنا نتوقع فيه المصلحة، وهي حصول الخير وزوال الشر، والنصوص الدالة على أن الإنكار يكون سراً، فيما إذا كان إعلان الإنكار يزداد به الشر، ولا يحصل به الخير... اهـ.
تفسير و معنى الآية 17 من سورة الروم عدة تفاسير - سورة الروم: عدد الآيات 60 - - الصفحة 406 - الجزء 21. ﴿ التفسير الميسر ﴾ فيا أيها المؤمنون سبِّحوا الله ونزِّهوه عن الشريك والصاحبة والولد، وَصِفوه بصفات الكمال بألسنتكم، وحقِّقوا ذلك بجوارحكم كلها حين تمسون، وحين تصبحون، ووقت العشي، ووقت الظهيرة. وله -سبحانه- الحمد والثناء في السموات والأرض وفي الليل والنهار. ﴿ تفسير الجلالين ﴾ «فسبحان الله» أي: سبحوا الله بمعنى صلوا «حين تمسون» أي: تدخلون في المساء وفيه صلاتان: المغرب والعشاء «وحين تصبحون» تدخلون في الصباح وفيه صلاة الصبح. ﴿ تفسير السعدي ﴾ هذا إخبار عن تنزهه عن السوء والنقص وتقدسه عن أن يماثله أحد من الخلق وأمر للعباد أن يسبحوه حين يمسون وحين يصبحون ووقت العشي ووقت الظهيرة. فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون. فهذه الأوقات الخمسة أوقات الصلوات الخمس أمر اللّه عباده بالتسبيح فيها والحمد، ويدخل في ذلك الواجب منه كالمشتملة عليه الصلوات الخمس، والمستحب كأذكار الصباح والمساء وأدبار الصلوات وما يقترن بها من النوافل، لأن هذه الأوقات التي اختارها اللّه [لأوقات المفروضات هي] أفضل من غيرها [فالتسبيح والتحميد فيها والعبادة فيها أفضل من غيرها] بل العبادة وإن لم تشتمل على قول "سبحان اللّه" فإن الإخلاص فيها تنزيه للّه بالفعل أن يكون له شريك في العبادة أو أن يستحق أحد من الخلق ما يستحقه من الإخلاص والإنابة.
فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون ♥️ - YouTube
﴿ تفسير الطبري ﴾ القول في تأويل قوله تعالى: فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ (17)يقول تعالى ذكره: فسبحوا الله أيها الناس: أي صلوا له (حِينَ تُمْسُونَ)، وذلك صلاة المغرب، (وَحِينَ تُصْبَحُونَ)، وذلك صلاة الصبح.
ولَيْسَتِ الصَّلَواتُ الخَمْسُ وأوْقاتُها هي المُرادُ مِنَ الآيَةِ ولَكِنْ نُسِجَتْ عَلى نَسْجٍ صالِحٍ لِشُمُولِهِ الصَّلَواتِ الخَمْسَ وأوْقاتَها وذَلِكَ مِن إعْجازِ القُرْآنِ، لِأنَّ الصَّلاةَ وإنْ كانَ فِيها تَسْبِيحٌ ويُطْلَقُ عَلَيْها السُّبْحَةَ فَلا يُطْلَقُ عَلَيْها: سُبْحانَ اللَّهِ. وأُضِيفَ الحِينُ إلى جُمْلَتَيْ تُمْسُونَ وتُصْبِحُونَ. تفسير قوله تعالى: فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون. وقُدِّمَ فِعْلُ الإمْساءِ عَلى فِعْلِ الإصْباحِ: إمّا لِأنَّ الِاسْتِعْمالَ العَرَبِيَّ يَعْتَبِرُونَ فِيهِ اللَّيالِي مَبْدَأُ عَدَدِ الأيّامِ كَثِيرًا قالَ تَعالى ﴿سِيرُوا فِيها لَيالِيَ وأيّامًا آمِنِينَ﴾ [سبإ: ١٨] وإمّا لِأنَّ الكَلامَ لَمّا وقَعَ عَقِبَ ذِكْرِ الحَشْرِ مِن قَوْلِهِ ﴿اللَّهُ يَبْدَأُ الخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ثُمَّ إلَيْهِ تُرْجَعُونَ﴾ [الروم: ١١] وذِكْرُ قِيامِ السّاعَةِ ناسَبَ أنْ يَكُونَ الإمْساءُ وهو آخِرُ اليَوْمِ خاطِرًا في الذِّهْنِ فَقُدِّمَ لَهم ذِكْرُهُ. وعَشِيًّا عَطْفٌ عَلى حِينِ تُمْسُونَ. وقَوْلُهُ ﴿ولَهُ الحَمْدُ في السَّماواتِ والأرْضِ﴾ جُمْلَةٌ مُعْتَرِضَةٌ بَيْنَ الظُّرُوفِ تُفِيدُ أنَّ تَسْبِيحَ المُؤْمِنِينَ لِلَّهِ لَيْسَ لِمَنفَعَةِ اللَّهِ تَعالى بَلْ لِمَنفَعَةِ المُسَبِّحِينَ لِأنَّ اللَّهَ مَحْمُودٌ في السَّماواتِ والأرْضِ فَهو غَنِيٌّ عَنْ حَمْدِنا.
ولكن أين العقول التي تدرك، والنفوس التي تنصف، والقلوب التي تعي... ؟.