وما ذكرناه غير متعذر -فيما نرى- فإن تعذر عليك هذا، واضطررت لتأخير الظهر بسبب ظروف العمل، فنرجو أن يكون لك سعة في الأخذ بقول من يبيح الجمع بين الصلاتين لمطلق الحاجة، وحينئذ تنوي في وقت الظهر جمعها مع العصر جمع تأخير، ثم تصليهما في وقت العصر، وانظر الفتوى رقم: 142323 ، لكن اجعل هذا في أضيق نطاق، وبعد بذل الوسع في أداء الصلاة في وقتها، وليكن هذا هو الأصل والجمع استثناء؛ لما عسى أن يعرض من ظروف. والله أعلم.
كل ما هناك أن فقهاء الشيعة يتوسّعون في هذه المسألة و يجوّزون الجمع بين الصلاتين مطلقاً استناداً إلى النصوص الواضحة ، مع القول بأفضلية الإتيان بالصلوات الخمس في أوقات فضيلتها و ترجيح الفصل بينهما. هذا و ان القول بجواز الجمع بين الصلاتين ليس من اختصاصات الشيعة ، فغيرهم من المذاهب الإسلامية يقولون بجواز الجمع بينهما في موارد خاصة ، إلا أن آراءهم مختلفة تجاه هذه المسألة ، و فيما يلي نشير إلى بعض الأقوال و الآراء في هذه المسألة: الرأي الأول: و هو رأي الأحناف ، و قد منعوا الجمع إلا في عرفة و المزدلفة ، و لم يجوّزا الجمع في غيرهما حتى في السفر 4 ، مع توفّر الصحاح الصريحة بجواز الجمع ، لاسيما في السفر ، و خالفوا بذلك إجماع الأمة سنةً و شيعة. جمع صلاه الظهر والعصر في وقت الظهر يسمى جمع - سطور العلم. الرأي الثاني: و هو رأي الشوافع و المالكيين و الحنابلة ، فقد أجازوا الجمع في السفر على خلافٍ بينهم فيما عداه من الأعذار كالمطر و الطين و الخوف و المرض. و أمّا عند المطر فقد أجاز الشافعي الجمع بين الصلاتين جمع تقديم فقط 5 بشرط وجود المطر عند الإحرام بالأولى و الفراغ منها ، فيجوز حينئذٍ للمقيم الجمع بين الظهر و العصر ، و بين المغرب و العشاء. أمّا الإمام مالك فقد أجاز جمع التقديم في المسجد بين المغرب و العشاء لمطر واقع أو متوقع ، و للطين مع الظلمة إذا كان الطين كثيراً يمنع أواسط الناس لبس النعل ، و كره الجمع بين الظهر و العصر للمطر 6.
و أمّا الإمام حنبل فقد أجاز الجمع بين المغرب و العشاء فقط ، تقديماً و تأخيراً بسبب الثلج و البرد الشديد و الجليد و المطر الذي يبل الثياب ، و الوحل 7. هذا و قد ذهب الإمام أحمد ، و القاضي حسين ، و المتولي من الشافعية إلى جواز الجمع تقديماً و تأخيراً بعذر المرض لأنّ المشقة فيه أشدّ من المطر. جمع صلاه الظهر والعصر شيعي. أما الحنابلة فتوسّعوا و أجازوا الجمع تقديماً و تأخيراً لأصحاب الأعذار و للخائف كما أجازوا ذلك للمرضع التي يشقّ عليها غسل الثوب في وقت كلّ صلاة و للمستحاضة و لمن به سلس بول و للعاجز عن الطهارة بالماء أو التيمم لكلّ صلاة ، فيجوز له الجمع لعجزه عنهما دفعاً للمشقّة ، لأنّه كالمسافر و المريض و كمن خاف على نفسه أو ماله أو عرضه. رأي الشيعة الامامية و أمّا الشيعة الإمامية فهم متفقون على جواز الجمع بين صلاتي الظهر و العصر و المغرب و العشاء مطلقاً ، تقديماً و تأخيراً من غير سفر و لا مطر و لا مرض و لا خوف ، و ذلك استناداً إلى أقوال النبي المصطفى ( صلَّى الله عليه و آله) و الأئمة الطاهرون من أهل بيته ( عليهم السَّلام) ، و فيما يلي نشير إلى أدلتهم: الدليل من القرآن الكريم و مما يدل على صحة هذا القول الآية الكريمة التالية: قال الله تعالى: ﴿ أَقِمِ الصَّلاَةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا ﴾ 8.
قال الفخر الرازي: " فإن فسّرنا الغسق بظهور أول الظلمة كان الغسق عبارة عن أوّل المغرب ، و على هذا التقدير يكون المذكور في الآية ثلاثة أوقات ، وقت الزوال و وقت الغروب و وقت الفجر ، و هذا يقتضي أن يكون الزوال و قتاً للظهر و العصر ، فيكون هذا الوقت مشتركاً بين الصلاتين ، و إن يكون أوّل المغرب وقتاً للمغرب و العشاء ، فيكون هذا الوقت مشتركاً أيضا بين الصلاتين ـ المغرب و العشاء ـ فهذا يقتضي جواز الجمع بين الظهر و العصر و بين المغرب و العشاء مطلقاً ". ثم أضاف قائلاً: " إلاّ أنّه دلّ الدليل على أنّ الجمع في الحضر من غير عذر لا يجوز ، فوجب أن يكون الجمع في السفر لعذر المطر و غيره " 9. لكن قوله هذا بعد الاعتراف بدلالة الآية و صراحتها على جواز الجمع مطلقاً ، لا وجه له ، و هو مرفوض لأحد وجهين: الوجه الأوّل: أنّ ما يخالف الكتاب ليس حجة ، و إنّما يؤخذ بالسنة فيما إذا لم تعارض كتاب الله. كيفية جمع صلاة الظهر والعصر. الوجه الثاني: أنّ السنة الشريفة هي أيضاً صريحة بجواز الجمع مطلقاً كما سنشير لاحقاً. أما البغوي فقد قال: " حمل الدلوك على الزوال أولى القولين لكثرة القائلين به ، و لأنّا إذا حملناه عليه كانت الآية جامعة لمواقيت الصلاة كلها ، فدلوك الشمس يتناول صلاة الظهر و العصر ، و غسق الليل يتناول المغرب و العشاء ، و قرآن الفجر هو صلاة الفجر " 10.
سبحان ربي الأعلى اللهم لك سجدت و بكَ آمنت و لك اسلمت سجد وجهي للذي خلقه و صوره و شق سمعه و بصره تبارك الله أحسن الخالقين. دعاء سجود الشكر About the author
شاهد أيضًا: دعاء سجود التلاوة هل يمكن الدعاء بأدعية غير دعاء سجود الشكر على المسلم أن يعلم أنه لم يرد عن النبي – صلى الله عليه وسلم – دعاء مخصوص لسجود الشكر، ولهذا يمكن للمسلم أن يتخير أي الصيغ شاء من الحمد والشكر والثناء على الله -تعالى- وللعبد أن يدعي ربه في سجود الشكر بأن يرزقه الشكر الدائم لنعمه، وليعلم المسلم أن سجود الشكر أحد العبادات المستحبة وأن أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد. هل يمكن شكر الله تعالى بغير سجود الشكر إن شكر الله -تعالى- له أهميّة كبيرة للمسلمين، فالله -سبحانه وتعالى- وعد عباده بالمزيد من النّعم إذا شكروا الله على نعمه، فقد قال -تعالى-: "وَإِذ تَأَذَّنَ رَبُّكُم لَئِن شَكَرتُم لَأَزيدَنَّكُم" [2] ومعنى الشّكر هو مقابلة الإحسان والفَضْل من الغير بالثّناء والحمد، والشكر إما أن يكون بالقلب أو اللسان أو بالجوارح على التفصيل الآتي: شكر القلب: بالاعتراف بنعم الله -تعالى- واستشعارها وأن يوقن العبد أن جميع النعم هي من الله وحده. اللسان: بذكر نِعَم الله -تعالى- والاعتراف بنعمه، والاكثار من ذكر الله والثناء عليه وحمده، والحرص على ألّا ينسب هذه النعم من النجاح والعلم لنفسه؛ لأنّ في ذلك انكار لنعمة الله تعالى بل يجب نسبها إلى الله عز وجل.
الصحيح من قول العلماء ان سجود الشكر لا يشترط له ما يشترط للصلاة من طهارة ، و استقبال للقبلة ، و ستر للعورة ، و حجاب للمرأة ، و غيرها من شروط الصلاة ، بل يسجد العبد على حاله شكراً لله على نعمة انعمها الله عليه ، أو نقمة دفعها الله عنه. سجود الشكر لا يجب فيه تكبير في أوله و لا آخره ، و لا يشرع فيه تشهد و لا سلام ،قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله –: (وأما سجود التلاوة والشكر: فلم يَنقل أحدٌ عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا عن أصحابه أن فيه تسليماً ، ولا أنهم كانوا يسلمون منه ، ولهذا كان أحمد بن حنبل ، وغيره من العلماء: لا يعرفون فيه التسليم ، وأحمد في إحدى الروايتين عنه لا يسلِّم فيه ؛ لعدم ورود الأثر بذلك ، وفي الرواية الأخرى يسلِّم واحدة ، أو اثنتين ، ولم يثبت ذلك بنصٍّ ، بل بالقياس ، وكذلك من رأى فيه تسليماً من الفقهاء ليس معه نصٌّ ، بل القياس أو قول بعض التابعين). أنه لا يجب في سجود الشكر ذِكْرٌ معيَّن ، وإنَّما يشرع للساجد أن يقول في سجوده ما يناسب المقام ، من حمد الله وشكره ودعائه واستغفاره ، ونحو ذلك. دعاء سجود التلاوة وسجود الشكر وعدد السجدات في القرآن - موقع مُحيط. يجوز قضاء سجود الشكر اذا لم يتيسر للمسلم القيام به في وقته. "وإذا بُشِّر الإنسان بما يسرُّه ، أو حصلت له نعمة ولم يسجد ، ولم يأت له عذر في ترك السجود عند حصول سببه: فقد ذكر بعض أهل العلم أنه لا يشرع له قضاء هذا السجود بعد ذلك ؛ وذلك لأنه غير معذور في تأخير السجود.
ويقول في السجود أيضًا: اللهم لك سجدت، وبك آمنت، ولك أسلمت، سجد وجهي للذي خلقه، وصوره، وشق سمعه وبصره بحوله وقوته، تبارك الله أحسن الخالقين، يقال هذا في سجود الصلاة. سجود التلاوة، سجود الشكر، مع: سبحان ربي الأعلى لا بد من كلمة: سبحان ربي الأعلى، ولو مرة، وإذا كررها ثلاثًا أو خمسًا كان أفضل وأولى في جميع أنواع السجود: سجود التلاوة، سجود الشكر، سجود الصلاة، سجود السهو. استقبال القبلة والطهارة ضروريات لسجود التلاوة فإن الراجح عند جَمهور العلماء أن سجود التلاوة حكمه حكم صلاة النافلة، فيشترط فيه ما يشترط فيها من طهارة حدث وخبث وستر عورة واستقبال قبلة. وإليك الأدلة على ذلك من كلام أهل العلم، قال الإمام النووي في المجموع: وحكم سجود التلاوة حكم صلاة النافلة يفتقر إلى الطهارة والستارة واستقبال القبلة لأنها صلاة في الحقيقة. وقال ابن قدامة في المغني: شرطها الطهارة واستقبال القبلة إلى آخر شروط الصلاة، وكذلك الحكم عند المالكية كما صرح به خليل في مختصره وبينه شروحه. دعاء سجود الشكر – لاينز. سجود التلاوة في الصلاة فيستحب لمن سجد للتلاوة في الصلاة أن يكبر للهوي وللرفع، قال النووي -رحمه الله- في المنهاج: (ومن سجد فيها كبر للهوي وللرفع، ولا يرفع يديه).
ثم إنه عند الشافعية، والحنابلة: لا يشرع السجود لاستمرار النعم؛ لأنها لا تنقطع،. ولأن العقلاء يهنئون بالسلامة من الأمر العارض، ولا يفعلونه كل ساعة. كما جاء في الموسوعة الفقهية. ويسع السائل أن يحمد الله تعالى عند كل طعام وشراب ـ كما هو السنة ـ فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمده عليها، أو يشرب الشربة فيحمده عليها. رواه مسلم. قال النووي: وَفِيهِ: اِسْتِحْبَاب حَمْد اللَّه تَعَالَى عَقِب الْأَكْل وَالشُّرْب، وَقَدْ جَاءَ فِي الْبُخَارِيّ صِفَة التَّحْمِيد: "الْحَمْد لِلَّهِ حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ, غَيْر مَكْفِيّ، وَلَا مُودَع، وَلَا مُسْتَغْنًى عَنْهُ رَبّنَا" وَجَاءَ غَيْر ذَلِكَ، وَلَوْ اِقْتَصَرَ عَلَى الْحَمْد لِلَّهِ حَصَّلَ أَصْلَ السُّنَّة. اهـ.
بتصرّف. ↑ " ضوابط مشروعية سجدة الشكر" ، ، 31-5-2005، اطّلع عليه بتاريخ 3-1-2018. بتصرّف.