[٣] المظلوم يحظى بمعية الله الخاصة لو أن إنسانًا يتعرض للظلم من طرف إنسان آخر، فإن لطرف ثالث صاحب فطرة سليمة أن يسارع إلى حماية المظلوم والدفاع عنه، وبذلك يحظى بالثواب والأجر من الله تعالى، لأن الله عز وجل حرم الظلم على نفسه وحرمه على عباده، كما دعا إلى نصرة المظلوم، أما صاحب الفطرة المطموسة قد يرى الظلم ويشهده دون أن يتحرك، فهو يترك الإنسان تحت الظلم يهلك، وبذلك يكون آثماً، فينال جزاءه ولو بعد حين. [٤] لذا لا بد للمرء من الدفاع عن حقه المشروع الذي إن غفل عنه ضاع، وقد فضل الله عز وجل المؤمن القوي على المؤمن الضعيف؛ لأن المؤمن القوي يستطيع أن يدفع الظلم عن نفسه وعن غيره، بينما المؤمن الضعيف المسالم لا يستطيع ذلك، فيجب على المرء أن يدفع الظلم عن غيره، وأن يمشي في حاجة الناس، فالله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه. [٥] والإنسان الغافل قد يشكك في الميزان الإلهي، خصوصًا عندما يرى علو الظالمين وطغيانهم على المظلومين لمدة طويلة، كما يحدث في هذه الأوقات في مختلف أنحاء العالم من علو وبطش وظلم، فالله عزوجل ليس بغافل عما يعمل الظالمون، فهو يمهل ولا يهمل، يمهل للظالم لعله يتوب إلى ربه، ويشعر بالندم ويلوم نفسه على ما فعل، ويعيد الحقوق إلى أصحابها ويعتذر لهم، وإذا لم يتب فسيناله جزاء ظلمه في الدنيا والآخرة.
الظلم الإنسان بطبيعة الحال كائن اجتماعي، وحينما يبدأ اختلاط الناس ببعضهم تقع بينهم الكثير من المظالم، التي تقض مضجعهم وتؤثر سلبًا على حياتهم، وتلك المظالم عادةً تصدر من ذاك الإنسان الذي توارى عن منهج الله، ولم يعضّ على الأمانة التي كُلف بها، وما المشاكل والأزمات التي تحدث للإنسان في العصور على مر الزمان إلا نتيجة الظلم الذي يلقي به الإنسان على الإنسان، أما الذين لا يبدر منهم الظلم فهم قلة، وهم الذين تحملوا الأمانة التي جاءت في التكاليف الشرعية. والظلم هو مجاوزة الحدود مع الآخرين بغير وجه الحق، فيؤخذ الشيء من خلاله ويوضع في غير مكانه، وتهوي بالمظلوم في الدنيا وبالظالم في الآخرة، وتتعلق بحباله مفاسد جمة، وتنتشر مشاعر البغضاء والكره بين الناس به، فالظلم انحراف عن الصراط المستقيم الذي رسمه الله لعباده ومخلوقاته. [١] أنواع الظلم إن الظلم بكل أنواعه لا يتفق مع فطرة الإنسان السليمة، والمنطق القويم، والواقع الموضوعي، فلا يقبل إنسان أن يصفه أحد بالظالم حتى لو ثبت عليه ذلك، وللظلم أنواع كثيرة يمكن اختزالها بأربعة أنواع، هي: [١] الكفر والشرك بالله: وهو أعظم ظلم يرتكبه الإنسان في تفريطه في جنب الله، وهو إنكار وحدانية الله وتفرده بالربوبية والألوهية والأسماء والصفات العلا، أو حتى إنكار وجود الله بالمطلق، وهو ظلم لا يغفره الله ويغفر ما سواه.
التعامل مع الظلم إن الطريقة المثلى للتعامل مع الظلم هي التصدي له ومواجهته وعدم السماح للظالمين بأن يتمادوا بظلمهم، وهذا لا يكون إلا من خلال تأنيبهم ووعظهم في بادئ الأمر، وإن لم يجدي هذا نفعًا معهم، وجب إيصال الشكوى منهم إلى أصحاب القرار ليتخدوا قراراتٍ رادعةً في حقهم، فليس من المعقول أن يُترك مثل هؤلاء ليبطشوا بالضعفاء ويتجبروا دون رحمة، والتبليغ عن مثل هؤلاء هو طريق لإحقاق الحق وليس فيه أي دعوة للسوء خاصةً بعد استنفاد كل الطرق والوسائل الإرشادية والودية معهم، فالإنسان بفطرته السليمة لا يمكنه أن يتحمل الظلم، أو أن يسكت عن حقه، لأنه بهذا يشعر بامتهان لكرامته [٣]. المراجع ↑ "تعبير كتابي عن الظلم " ، المرسال ، اطّلع عليه بتاريخ 15-05-2019. بتصرف. ↑ "الظلم عاقبته وخيمة " ، اسلام ويب ، اطّلع عليه بتاريخ 15-05-2019. بتصرف. موضوع عن الظلم - موسوعة. ↑ "الظلم ظلمات " ، صيد الفوائد ، اطّلع عليه بتاريخ 15-05-2019. بتصرف.
ظلمٌ في حق الله: ويكون بالشرك بالله، وعدم استفراده بحق العبودية، ويكون الشرك بمن يشرك بالعبادة مع الله من آلهة مزيفة، أو ولدٍ، أو مالٍ، أو عبدٍ، وغيرها مما يأخذ منزلة العبادة مع الله، وهو أشد أنواع الظلم، فلا يغفره الله تبارك وتعالى أبداً؛ لقول الله في محكم آياته: (إنّه من يشرك بالله فقد حرّم الله عليه الجنّة). عقاب الظالم وعد الله تعالى المظلوم بأن ينصره ويأخذ له حقه ممن ظلمه؛ حتى وإن كان كافراً، فيعاقب الله الظالم على ظلمه في الدنيا؛ فيغضب عليه، ويأخذ منه حق من ظلمه، ويجازيه من جنس عمله، ويستجيب للمظلوم دعوته عليه؛ فلا ترد للمظلوم دعوة، وليس بين الله وبين دعوته حجاب، وفي الآخرة ينقص من حسناته بقدر ما ظلم ويعطى للمظلوم، وإذا انتهت حسناته أخذ من سيئات المظلوم وزيد على سيّئات الظالم بقدر ما ظلم، وإنّ الله يمهل ولا يهمل فيكون عقابه واقعاً لا محالة ما لم يستغفر، ويطلب العفو ممن ظلم، ويعيد له حقه بقدر ما يستطيع.
الضمير الميت يساعد على القيام بظلم الآخرين، أما الضمير الحي يجعل المرء لا يظلم الآخرين من الضروري التفكير بعاقبة الظالمين السيئة والدراية التامة من نهاية كل الظالمين. من الضروري وضع الآخرة في ذاكرتنا، وتأمل في مشهد عدل الله تعالى على عباده. الاستغفار بصفه مستمرة والقيام بذكر الله سبحانه وتعالى دائما. الظلم غير مقصود: وهو ظلم قد يقع على الإنسان بدون قصد وقد يحدث نتيجة سوء فهم فيأخذ الشخص الأخر فكرة قد تكون سيئة فيقوم بالتهجم بألفاظ جارحه فبذلك يكون ظلمك هذا النوع من الظلم ليس بكبير ويمكن توضيح وجهة نظر الشخص المظلوم فيعذر الشخص الظالم لأخر. المراجع:
موالاة الظالمين: نهى الإسلام عن التعاون مع الظالمين أو موالاتهم والميول إليهم، فبمجرد ما ترتاح النفس وتركن إلى الظالم يعد الإنسان ظالمًا، فالإنسان الغافل قد يدفعه هواه للدفاع عن مقربيه أو أصدقائه بالباطل. ظلم ذوي القربى لسذاجتهم: لعل من الغريزة ومما يتفق مع الفطرة أن يتخذ الإنسان الأقرباء مصدر ثقة ورحمة وأمان، وبسبب هذه الثقة المفرطة، تصبح تصرفات الناس ساذجة نوعًا ما في التعامل مع أقاربهم من غير تفكير أو إدراك، فيقعون بين فكي كماشة ظلم الأقرباء، لذا فإن ظلم الأقرباء يعد من أكبر المظالم وأشدها ألمًا على النفس الإنسانية. الظلم ينقلب على الظالم فالظلم ينعكس أساسًا على صاحبه، عاجلاً أو آجلاً، وذلك ما بينته سنة الجزاء من جنس العمل، حتى لو تفنن في زخرفة الكلام والخطابات الرنانة، أو أتقن أعمال التزوير والتحايل ودفع الرشاوي أو أدلى بشهادات زور، وهذا شائع بين الكثير من الناس، فالظلم يبقى والجزاء عليه باقٍ لا يسقط مع تقدم الزمان، إلا إذا قرر الظالم استحلال المظالم والتوبة إلى الله والإصلاح وإرجاع الحقوق إلى أهلها. [٣] وانتشار الظلم مؤشر على الهلاك، فما يعيشه العالم حاليًا من مشاكل وأزمات، ما هو إلا نتيجة الفساد والظلم، ظلم الإنسان لأخيه الإنسان، فإذا كان العدل هو أساس الأمن وأساس الاستقرار، فإن الظلم أساس الفتن وأساس الدمار والهلاك، والظلم ينتشر ويستفحل بسبب التمادي فيه والتغاضي والسكوت عنه، وهذا ما حذر منه الشرع، وما يمكننا أن نلمسه في هذا الوقت من عصرنا انهيار دول كثيرة بسبب فسادها وظلمها، بحيث لم تجد من يردها عن غيها وظلمها، فحصلت الفتنة وقتل الكثير من الأبرياء وضاعت الكثير من المنشآت.
ذات صلة تعبير عن الظلم أجمل ما قيل عن الظلم الظلم يمكن تعريف الظلم بأنه وضع الشيء في غير موضعه الأصلي، ويمكن تعريفه وفقاً للشريعة الإسلامية بأنه مخالفة شرع الله تعالى، ومخالفة أوامره عن طريق تركها، ومخالفة ما نهى عنه عن طريق ارتكاب المعاصي والذنوب، [١] وورد في أمثال العرب: (من أشبه أباه فما ظلم)، وقال الأصمعيّ أن كلمة ظلم تعني هنا وضع الشبه في غير موضعه، وأصل الظُّلم هو الجَوْر، وتجاوز الحد، والميل عن القصد. [٢] بعض صور الظلم تتعدد صور الظلم، ومنها ما يلي: [٣] ظلم الإنسان لنفسه؛ ويكون ذلك من خلال الشرك بالله تعالى، والخضوع لغيره، ومصير هذا الظالم هو الخذلان والخلود في نار جهنم؛ حيث قال تعالى: (وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لاَ تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ) [٤]. الظلم بين العبد وربه؛ حيث يكون ذلك من خلال ارتكاب الذنوب والمعاصي، ويُعاني الظالم من ضيق العيش، وتكون التوبة من هذا الظلم عبر التوبة الصادقة، والدمعة الخاشعة لله تعالى. ظلم الإنسان لغيره من البشر؛ حيث يتمثل هذا النوع من خلال ظلم الآخرين وأخذ شيء لا يحق له أخذه، والغيبة والنميمة، والظن السيء، والإيقاع بين الناس، واليمين الكاذب لاغتصاب حقوق الناس، والسحر، وإلحاق الأذى بالآخرين، وعدم العدل بين الأبناء، وعدم العدل بين الزوجات، واغتصاب الأرض.
معنى قوله تعالى: (ووصينا الإنسان بوالديه) قال الله تعالى: ﴿وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ﴾ [لقمان:١٤]. قيل: إن هذه الوصية هي من الله تعالى ذكرها بين وصايا لقمان لابنه وموعظته له، وقيل: هي من مواعظ لقمان، والسياق يقتضي ذلك وإن لم يكن التعبير مما يؤكده. عيد الأم.. هل حق الأم فى البر يزيد عن حق الأب؟ - اليوم السابع. قوله تعالى: ﴿وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ﴾ [لقمان:١٤] أي: أي إنسان من سلالة آدم وحواء ابتداء من أولاده لصلبه وأولاد حواء لرحمها. فالله أوصى وأمر وفرض ووجه وأرشد بقوله: ﴿وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ﴾ [لقمان:١٤] أي: أوصى الله الإنسان بوالديه حسناً، أمر ببرهما وطاعتهما فيما لم يكن فيه معصية، ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق. وأمر بالإحسان إليهما بالقول وبالعمل، وبخفض الجناح والصوت الهادئ، وبالكلمة اللطيفة، وبالإنصات والامتثال لكل ما أمرا به، حتى لقد قال فقهاؤنا: لو نادى الأب أو الأم الولد وهو في صلاته يجب أن يقطع الصلاة ويجيب الأب المنادي أو الأم المنادية، وقصة جريج العابد الصالح العارف مع أمه معروفه، قد قصها علينا النبي عليه الصلاة والسلام، وذلك أنه جاءته أمه تناديه وهو يصلي، وكان يقول في نفسه: اللهم أمي وصلاتي، فلم يجبها، فدعت عليه بألا يموت حتى يرى وجوه الفواجر والعواهر.
(تفسيرُ السَّعديِّ) - القارئ: بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ، الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، والصَّلاةُ والسَّلامُ على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آلِهِ وصحبِهِ أجمعينَ، قالَ الشَّيخُ عبدُ الرَّحمنِ السَّعديُّ -رحمَهُ اللهُ تعالى- في تفسيرِ قولِ اللهِ تعالى: {وَوَصَّيْنَا الإنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا} الآياتَ.
يحتفل المصريون بعيد الأم غدا الاثنين، وقالت دار الافتاء اتفق الفقهاء على أن بر الوالدين كليهما فرض عين، وذهب الجمهور منهم إلى أن للأم ثلاثة أضعاف ما للأب من البر؛ وذلك لما تنفرد به عن الأب من مشقة الحمل، وصعوبة الوضع، والرضاع، والتربية. وتابعت: أوجب اللهُ تعالى ورسولُهُ صلى الله عليه وآله وسلم بِرَّ الوالدين والإحسان إليهما في مواضع كثيرة؛ منها قوله تعالى: ﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا ۞ وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا﴾ [الإسراء: 23-24]. بل إنَّ الله تبارك وتعالى قَرَنَ برَّ الوالدين بعبادته، وقرن عقوقهما بالشرك به سبحانه وتعالى؛ فقال عز وجل: ﴿وَاعْبُدُوا اللهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا﴾ [النساء: 36]، وقَرَن شكرَهما بشكره في قوله سبحانه وتعالى: ﴿أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ﴾ [لقمان: 14].
{وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ} حسبُنا اللهُ، لا إله إلَّا الله، اللهُ أكبرُ.
؟ كيف يسبُّ الرَّجلُ والديه؟!! قالَ: (يسبُّ أبا الرَّجلِ فيسبُّ أباهُ، ويسبُّ أمَّهُ فـ... ووصينا الانسان بوالديه. ) يعني حتَّى بالتَّسبُّب، فكيف إذا لعنَهما مواجهةً ومباشرةً؟ كيف إذا لعنَهما مباشرةً وسبَّهما مواجهةً؟ هذا فيمن يتسبَّبُ يلعن والدي النَّاس فيلعنون أو يسبُّون والديه فيكونُ بذلك مرتكبًا لإثمٍ وكبيرةٍ من كبائر الذُّنوبِ. - القارئ: بالقولِ اللَّطيفِ والكلامِ اللَّينِ وبذلِ المالِ والنَّفقةِ وغيرِ ذلكَ مِن وجوهِ الإحسانِ. ثمَّ نبَّهَ على ذكرِ السَّببِ الموجبِ لذلكَ فذكرَ ما تحمَّلَتْهُ الأمُّ مِن ولدِها وما قاسَتْهُ مِن المكارهِ وقتَ حملِها - الشيخ: اللهُ المستعانُ، اللهُ أكبرُ - القارئ: ثمَّ مشقَّةِ ولادتِها المشقَّةَ الكبيرةَ - الشيخ: مشقَّةٌ عظيمةٌ عظيمةٌ! لا إله إلَّا الله، تخشَى من آثارها الموت، تخشى من آثار الولادةِ الموتَ، ولهذا ذكرَ الفقهاءُ أنَّ وصيَّة من ضربَها الطَّلقُ لا تنفذُ، العطيَّة يعني، العطيَّة لا تنفذ. - القارئ: ثمَّ مشقَّةِ الرِّضاعِ وخدمةِ الحضانةِ، وليسَتِ المذكوراتُ مدَّةً يسيرةً ساعةً أو ساعتَينِ، وإنَّما ذلكَ أي: {حَمْلُهُ وَفِصَالُهُ} مدَّةً طويلةً - الشيخ: ثلاثون شهرًا - القارئ: قدرُها {ثَلاثُونَ شَهْرًا} للحملِ تسعةُ أشهرٍ ونحوُها والباقي للرِّضاعِ هذا هوَ الغالبُ.
{وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ} أي: هذا الوعدُ الَّذي وعدْناهم هوَ وعدٌ صادقٌ مِن أصدقِ القائلينَ - الشيخ: إي {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا} [النساء:122] - القارئ: مِن أصدقِ القائلينَ الَّذي لا يخلفُ الميعادَ. - الشيخ: انتهى
{وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ} بأنْ يكونَ جامعًا لما يصلحُهُ سالمًا ممَّا يفسدُهُ، فهذا العملُ الَّذي يرضاهُ اللهُ ويقبلُهُ ويثيبُ عليهِ. ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه. {وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي} لـمَّا دعا لنفسِهِ بالصَّلاحِ دعا لذريَّتِهِ أنْ يصلحَ اللهُ أحوالَهم - الشيخ: اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، {وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي} وهكذا الأنبياء: كان إبراهيمُ يقولُ: {رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي} [إبراهيم:40] {رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي} ويقولُ عبادُ الرَّحمن: {رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ} [الفرقان:74] وزكريا يقولُ: {هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً} [آل عمران:38]. - القارئ: وذكرَ أنَّ صلاحَهم يعودُ نفعُهُ على والديهم لقولِهِ: {وَأَصْلِحْ لِي} {إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ} مِن الذُّنوبِ والمعاصي ورجعْتُ إلى طاعتِكَ {وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ}. {أُولَئِكَ} الَّذينَ ذكرْتُ أوصافَهم {الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا} وهوَ الطَّاعاتُ؛ لأنَّهم يعملونَ أيضًا غيرَها. {وَنَتَجاوَزُ عَنْ سَيِّئَاتِهِمْ} فِي جملةِ {أَصْحَابِ الْجَنَّةِ} فحصلَ لهم الخيرُ والمحبوبُ وزالَ عنهم الشَّرُّ والمكروهُ.