قال: [ فمن تبع منكم اليوم جنازة] ؟ قال أبو بكر أنا. قال: [ فمن أطعم منكم اليوم مسكينا] ؟ قال أبو بكر أنا. قال: [ فمن عاد منكم اليوم مريضا] ؟ قال أبو بكر أنا. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: [ ما اجتمعن في امرئ إلا دخل الجنة]. السابعة: قوله تعالى: وأصلح لي في ذريتي أي اجعل ذريتي صالحين. قال ابن عباس: فلم يبق له ولد ولا والد ولا والدة إلا آمنوا بالله وحده. ولم يكن أحد من أصحاب رسول الله أسلم هو وأبواه وأولاده وبناته كلهم إلا أبو بكر. وقال سهل بن عبد الله: المعنى اجعلهم لي خلف صدق ، ولك عبيد حق. ذريتـي. وقال أبو عثمان: اجعلهم أبرارا لي مطيعين لك. وقال ابن عطاء: وفقهم لصالح أعمال ترضى بها عنهم. وقال محمد بن علي: لا تجعل للشيطان والنفس والهوى عليهم سبيلا. وقال مالك بن مغول: اشتكى أبو معشر ابنه إلى طلحة بن مصرف ، فقال: استعن عليه بهذه الآية ، وتلا: رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحا ترضاه وأصلح لي في ذريتي إني تبت إليك وإني من المسلمين إني تبت إليك قال ابن عباس: رجعت عن الأمر الذي كنت عليه. وإني من المسلمين أي المخلصين بالتوحيد.
اللهم اصلح لي ذريتي نتضرع دائمًا إلى الله عز وجل بدعاء اللهم اصلح لي ذريتي حتى ننعم بصلاح قرة أعيننا وزينة الحياة وزهرتها، وأن يجعلنا الله من الشاكرين الحامدين لنعمه الكثيرة التي من بها علينا. وأصلِحْ لي في ذرّيتي - عالم حواء. فضل الدعاء للذرية بالصلاح "قال رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحا ترضاه وأصلح لي ذريتي إني تبت إليك وإني من المسلمين"، هكذا دعا سيدنا سليمان عليه السلام ربه بهذا الدعاء يسأله فيه أن يوفقه فيما يعمل ويجعل الصلاح سارياً وارسخاً في أبنائه، وهنا يسُر موقع البوابة أن يبرز لكم أهم القيم التي حملها هذا الدعاء والذي يؤكد على أن صلاح الآباء يورث صلاح الأبناء. الدعاء إلى الله عز وجل فريضة على كل مسلم، لذا ماأحب من أن يدعو المؤمن ربه بما دعاه رسله، وجاء دعاء سيدنا سليمان جامعاً لكل ما يتمناه المرء من أن يوفقه الله على شكر نعمه التي لا تعد ولا تحصى وتوفيقه إلى ما فيه الخير، وصلاح الذرية وثباتها على الحق وصراطه المستقيم وضرورة قيام الفرد بتجديد التوبة إلى الله باستمرار. أهمية الدعاء للأبناء وأثر ذلك عليهم نظراً لأهمية الدعاء وأثره العظيم في صلاح الأبناء وجعلهم من الذرية الصالحة، نجد في القرآن الكريم دعوات وسؤال الأنبياء والرسل لله سبحانه وتعالى أن يصلح لهم ذريتهم، فدعا سيدنا إبراهيم عليه السلام ربه قائلاً"رب هب لي من الصالحين" وفي دعاء أخر"واجنبني وبني أن نعبد الأصنام"، ودعاء"رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ربنا وتقبل دعاء" فوهبه الله إسماعيل عليه السلام.
فاياك أن تجبر ابك على التخلي عن أفكار ومباديء وتقاليد زمانه ، وتلزمه باداب وتقاليد زمانك وعصرك ، لان لكل زمان وعصر منطقه وتقاليده. والاساس في اصلاح الذرية هو توفيق ألله تعالى ، وعليك أن تبتهل اليه لكي يصلح لك ذريتك [ وأصلح لي في ذريتي] فاذا استجاب ألله تعالى لك فان عينيك تقر بذريتك. من حقوق الذرية على الاب: أولا: أن يحسن الرجل اختيار المرأة ابتداء ، وكما قال الشاعر لاولاده: وأول احساني اليكم تخيري لماجدة طيبة الاعراق بار عفافها وهذا الامر أمانة في عنق الرجل ، وعليه أن يختار امرأة تليق بمفاهيم وتقاليد بيئته مكافئا له في مستوى الطبق الاجتماعي. قال الامام الغزالي: عمل الرجل مع الذرية كعمل الفلاح مع الارض ، كما أن الفلاح يتحرى جيدا في اختيار الارض الصالحة وتنظفها من السبخ والرمل ، كذلك الرجل عليه أن يتحرى المراة الصالحة لتكون موضعا لحرثه [ نساؤكم حرث لكم]. القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة الأحقاف - الآية 15. وعلى الرجل أن تنتقي المرأة الصالحة لذريته ثم يسقيها سقيا كريما نظيفا ، فكما أن الماء الملوث والمالح يفسد الحرث ، كذلك على الرجل أن يكون عفيفا ( عفوا تعف نساؤكم) وأغلى ماء في الكون هو الماء الذي وهبه ألله للرجل. [ نساؤكم حرث لكم] فعلى الرجل أن يرعى حرثه [ وأتوا حرثكم أنى شئتم] أي اسقيها سقيا كريما ، والعملية الجنسية عبادة لها آدابها واصولها واعرافها ورومانسيتها العالية ومقدمات من الملاعبة والمداعبة [ وقدموا لانفسكم] ويسبقها دعاء ( أللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا) لان هذه العملية هي أعظم علاقة بين اثنين ، وثبت علميا أن الطعام يختلف تأثيراته المادية اذا ذكر اسم ألله عليه ، كذلك فان هذا الدعاء له تأثيرات عظيمة في صلاح الذرية ، فعلى الجميع أن يحسنوا الآداب الاسلامية والعلمية والنفسية في ممارسة الجماع.
من رزقه الله بولد صالح فقد فاز بخيري الدنيا والآخرة، فهم في الدنيا قرة العين، وأنس النفس، والعون على النوائب، وهم بعد الموت امتداد للأثر، وسبب للذكر الحسن، وباب للحسنات والدعوات التي لا تنقطع. أولادنا هم أعظم ما ينبغي أن نستثمر فيه الأوقات والطاقات، نصحا لهم ورعاية وتوجيها وتربية، لا سيما في هذه الأيام التي كثرت فيها فتن الشهوات والشبهات، وتعاظمت الخطوب، وكثرت الشواغل، وقل المعين، وضيق على محاضن الدعوة والتربية والتزكية، وزاحمتنا مواقع التواصل الاجتماعي في تشكيل وعيهم ووجدانهم. ومن رزقه الله بولد صالح فقد فاز بخيري الدنيا والآخرة، فهم في الدنيا قرة العين، وأنس النفس ، والعون على النوائب، وهم بعد الموت امتداد للأثر، وسبب للذكر الحسن، وباب للحسنات والدعوات التي لا تنقطع. لكن يبقى أنك مهما بذلت وربيت ووجهت، فالتوفيق والهداية والصلاح بيد الله سبحانه وحده، الذي بيده قلوب العباد، يصرفها كيف يشاء، ومن هداه فلا مضل له، ومن أضله فمن يهديه من بعد الله. ومن علم هذه الحقيقة لهج بالدعاء والتبتل لله سبحانه أن يصلح له في ذريته، وأن يجعلهم مسلمين لله، مقيمي الصلاة، جنودا لهذا الدين، حملة لرسالته. { رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ} [إبراهيم: 40] { وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنْ الْمُسْلِمِينَ} [الأحقاف: 15] 0 2, 168
الدعاء به وقفت الشمس ليُفتح لنبي من الأنبياء يغزو، وبه وهب الله الذرية لشيخ كبير وعجوز عاقر، وبه شفى من الأوجاع وأبرأ من الأسقام، وبه أرسل السماء بالمطر وأمّن خائفا وأعز ذليلا وأغني فقيرا.. به أعطى تعالى ووهب. ثمة جانب في التربية يجب ألا نغفله أو نقلل من شأنه يتمثل في الدعاء والتضرع والإلحاح في دعائك: { وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي ۖ إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} [الأحقاف:15] والبعض قد يغفل هذا، ولا يصدر منه الدعاء لولده إلا عارضا طارئا بسبب ظرف معين أو قلق عارض أو شكوى خاصة. بينما الدعاء سبب، وهو من أعظم الأسباب، به أنجى الله أمما وأهلك أمما وأغرق قوما. به أعطى تعالى ووهب. أقول هذا لعدم التقليل من أهميته، والتحذير من عدم الالتفات اليه.. وفي سيرة الشخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله أنه قد أطال الله تعالى في عمره، وكان في آخر عمره لا يترك هذا الدعاء ويلهج به { رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي ۖ إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} [الأحقاف:15]، فكان في ذريته الكثير من العلماء والدعاة والأئمة، بغض النظر عما اكتسبت الخلوف بعد ذلك.
وعنه قيام الحجة عليه. وقد مضى في ( الأنعام) الكلام في الآية. وقال السدي والضحاك: نزلت في سعد بن أبي وقاص. وقد تقدم. وقال الحسن: هي مرسلة نزلت على العموم. والله أعلم. السادسة: قوله تعالى: قال رب أوزعني أي ألهمني. أن أشكر في موضع نصب على المصدر ، أي: شكر نعمتك علي أي ما أنعمت به علي من الهداية وعلى والدي بالتحنن والشفقة حتى ربياني صغيرا. وقيل: أنعمت علي بالصحة والعافية وعلى والدي بالغنى والثروة. وقال علي - رضي الله عنه -: هذه الآية نزلت في أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - ، أسلم أبواه جميعا ولم يجتمع لأحد من المهاجرين أن أسلم أبواه غيره ، فأوصاه الله بهما ولزم ذلك من بعده. ووالده هو قحافة عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم. وأمه أم الخير ، واسمها سلمى بنت صخر بن عامر بن كعب بن سعد. وأم أبيه أبي قحافة ( قيلة) ( بالياء المعجمة باثنتين من تحتها) وامرأة أبي بكر الصديق اسمها ( قتيلة) ( بالتاء المعجمة باثنتين من فوقها) بنت عبد العزى. وأن أعمل صالحا ترضاه قال ابن عباس: فأجابه الله فأعتق تسعة من المؤمنين يعذبون في الله منهم بلال وعامر بن فهيرة ، ولم يدع شيئا من الخير إلا أعانه الله عليه. وفي الصحيح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: [ من أصبح منكم اليوم صائما] ؟ قال أبو بكر أنا.
وقال الكسائي أيضا والفراء في الفرق بينهما: إن الكره ( بالضم) ما حمل الإنسان على نفسه ، وبالفتح ما حمل على غيره ، أي: قهرا وغضبا ، ولهذا قال بعض أهل العربية إن كرها ( بفتح الكاف) لحن. الرابعة: قوله تعالى: وحمله وفصاله ثلاثون شهرا قال ابن عباس: إذا حملت تسعة أشهر أرضعت إحدى وعشرين شهرا ، وإن حملت ستة أشهر أرضعت أربعة وعشرين شهرا. وروي أن عثمان قد أتي بامرأة قد ولدت لستة أشهر ، فأراد أن يقضي عليها بالحد ، فقال له علي - رضي الله عنه -: ليس ذلك عليها ، قال الله تعالى: وحمله وفصاله ثلاثون شهرا وقال تعالى: والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين فالرضاع أربعة وعشرون شهرا والحمل ستة أشهر ، فرجع عثمان عن قوله ولم يحدها. وقد مضى في ( البقرة) وقيل: لم يعد ثلاثة أشهر في ابتداء الحمل; لأن الولد فيها نطفة وعلقة ومضغة فلا يكون له ثقل يحس به ، وهو معنى قوله تعالى: فلما تغشاها حملت حملا خفيفا فمرت به. والفصال الفطام. وقد تقدم في ( لقمان) الكلام فيه. وقرأ الحسن ويعقوب وغيرهما ( وفصله) بفتح الفاء وسكون الصاد. وروي أن الآية نزلت في أبي بكر الصديق ، وكان حمله وفصاله في ثلاثين شهرا ، حملته أمه تسعة أشهر وأرضعته إحدى وعشرين شهرا.