كلمات إسلام ويب - أحكام القرآن لابن العربي - سورة الأعراف فيها سبع وعشرون آية - الآية العاشرة قوله تعالى ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها- الجزء رقم2 القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة الأعراف - الآية 85 Karaoke تفسير الآية 85 من سورة الأعراف القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة الأعراف - الآية 85 ثم قال تعالى إخبارا عن شعيب ، الذي يقال له: " خطيب الأنبياء " ، لفصاحة عبارته ، وجزالة موعظته.
وقد تحدث القرآن عن الفساد كما تحدث عن الإفساد، وأخبرنا أن الجميع يفر من تهمة الإفساد ويتبرأ منها ويعد نفسه من المصلحين، يقول -تعالى- عن المنافقين: (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ * أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ) [البقرة: 11-12]، ولكن الأمر في التعرف على المفسدين سهل ميسور؛ فمن وافق أمره ونهيه ورغباته ودعواته شرع الله -تعالى- فهو المحسن الصالح المصلح، أما من خالف شريعة الله وحاد وجار فذلك هو المفسد. ولا تحسبن أني قد قلت شيئًا مما مضى من عند نفسي، كلا؛ بل استقيته من علمائنا وخطبائنا ودعاتنا، ومنهم هؤلاء الخطباء الذين قد نقلت هنا بعض خطبهم:
الوقفة الحادية عشرة: في ختام الآية حث وحض ودعوة للعبد أن يحرص على الإحسان في عمله وعبادته وشأنه كله حتى يكون جديراً بهذا الشرف العظيم، قال ابن عاشور: "دلَّ قوله تعالى: { قريب من المحسنين} على مقدر في الكلام، أي: وأحسنوا؛ لأنهم إذا دعوا { خوفا وطعما} فقد تهيأوا لنبذ ما يوجب الخوف، واكتساب ما يوجب الطمع؛ لئلا يكون الخوف والطمع كاذبين؛ لأن من خاف لا يُقْدِم على المَخُوف، ومن طمع لا يترك طلب المطموع، ويتحقق ذلك بالإحسان في العمل، ويلزم من الإحسان ترك السيئات، فلا جرم تكون رحمة الله قريباً منهم، وسكت عن ضد { المحسنين} رفقاً بالمؤمنين، وتعريضاً بأنهم لا يُظن بهم أن يسيئوا، فتَبْعُدَ الرحمة عنهم". وقد روى ابن أبي حاتم عن مطر الوراق ، قوله: (استنجزوا موعود الله بطاعته؛ فإنه قضى أن رحمته قريب من المحسنين). القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة الأعراف - الآية 56. فـ (المحسنون) هم الذي أجادوا أعمالهم في الدنيا، وبلغوا بها الكمال الإنساني، وبالغوا في أداء واجبهم، وزادوا عليه، وأطاعوا ربهم في كل ما أوجبه عليهم، وألزمهم به. وفي قوله عز وجل: { قريب من المحسنين} إشارة إلى أن الله تعالى يعطي رحمته لمن يستحقها بغير حساب، ومن غير تسويف، والمسافة بين الرحمة وطالبها قريبة، إن قدم لها العمل الصالح، واجتنب العمل الفاسد.
------------------- الهوامش: (10) في المطبوعة: "مدين بن إبراهيم" ، وأثبت ما في المخطوطة ، وهو مطابق لما في تاريخ الطبري 1: 159. (11) ( 2) في المخطوطة: "يثروب" ، غير منقوطة ، بالباء ، وهذه أسماء لا أستطيع الآن ضبطها ، وانظر تاريخ الطبري 1: 167 ، والبداية والنهاية 1: 185. (12) انظر تفسير "بينة" فيما سلف من فهارس اللغة (بين). (13) انظر تفسير "إيفاء الكيل والميزان" فيما سلف ص224. (14) انظر تفسير "البخس" فيما سلف 6: 56. (15) هذا مثل ، انظر مجاز القرآن لأبي عبيدة 1: 83 ، 219 ، وأمثال الميداني 1: 108 ، وجمهرة الأمثال: 68 ، واللسان (بخس) ، وروايتهم: "وهي باخس" ، بمعنى: ذات بخس ، على النسب. يضرب المثل لمن يتباله وفيه دهاء. وذلك أن رجلا من بني العنبر بن عمرو بن تميم ، حاورته امرأة فحسبها حمقاء ، لا تعقل ، ولا تحفظ مالها. فقال لها: ألا أخلط مالي ومالك؟ يريد أن يخلط ثم يقاسمها ، فيأخذ الجيد ويدع لها الرديء. فلما فعل وجاء يقاسمها ، نازعته ، فلم يخلص منها حتى افتدى منها بما أرادت. فلما عوتب في اختداعه المرأة على ضعفها قال: "تحسبها حمقاء وهي باخس". (16) انظر تفسير "الإفساد في الأرض" فيما سلف ص542 ، تعليق: 1 ، والمراجع هناك.
والواقع يشهد بأن أكثر مستفيد من هذه الأحداث هم أعداء الإسلام من الرافضة واليهود والنصارى, الذين غاية مناهم تفرُّق بلاد السنة واحترابهم, وتوجيه سهام بعضهم لبعض, وهم لهذا يعملون وفي سبيله يخططون. وبعدُ، فما أحوجنا إلى جمع الكلمة, وتوحيد صف أهل السنة, ومحاربة كل غلو وتطرف, وكل فجور وتهتك, وما أحوج المربين إلى توعية الشباب بهذه الأخطار, ونحن على يقين بأن مناهجنا, وحلقات تحفيظ القرآن ومراكز الدعوة لدينا أنها خير معين على صفاء المنهج, وسلامة المعتقد, بهذا نعتقد وإن شرق المنافقون, وإن زايد المزايدون. اللهم جنبنا الفتن ما ظهر منها وما بظن, واكفنا شر الأشرار
ت + ت - الحجم الطبيعي "وَلا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِها وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ".. الآية رقم (56) من سورة الأعراف، تتحدث عن حماية البيئة في الشريعة الإسلامية كما أقرّها الكتاب الحكيم، ويوضح الدكتور أحمد عمر هاشم رئيس جامعة الأزهر الأسبق عضو مجمع البحوث الإسلامية، أن الله سبحانه وتعالى خلق البيئة بمكوناتها الحياتية والمعيشية، والنباتية والحيوانية، والجمادية والحيوية، وجعل التوازن في البيئة في قوله تعالى "وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَّقْدُورًا". وتعد البيئة أمانة ومن أعلى الأمانات، حيث قال الله تعالى "أنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا"، وأيضًا حرم الله الإفساد في الأرض بكل صوره من استنزاف البيئة، كاستنزاف المياه والطاقة، أو تغييرها في الصيد الجائر في البحار والأنهار؛ لأن الإفساد في الأرض يهدد بقاء الطيور والحشرات، ويؤثر في التوازن الذي صنعه الله، حيث إن لكل منها وظيفة مهمة في الحياة، حيث قال العزيز الحكيم في كتابه "الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى". وفي السياق ذاته، جاءت أخبار نبوية صحيحة عن حرمة إلقاء الفضلات في المياه، أو إلقائها في الطرقات، بل حثت على إزالتها "إماطة الأذى عن الطريق"، بجانب التأكيد على النظافة العامة والشخصية للإنسان.