بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: ** الصحابي زيد بن الخطاب بن نفيل بن عمرو، كان أخو الفاروق عمر بن الخطاب لأبيه، وكان أسن من أخيه عمر، وهو من المهاجرين الأوَّلين، وأسلم قبل عمر، وكان عمر - رضي الله عنه - يحبه حباً جما، وآخى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بينه وبين معين بن عدي، وقتلا جميعا باليمامة شهيدين. ** شهد زيد بدرا وما بعدها من المشاهد.. وعن نافع عن بن عمر أن عمر بن الخطاب قال لأخيه زيد بن الخطاب يوم أحد: "خذ درعي هذه يا أخي". فقال له: "إني أريد من الشهادة مثل الذي تريد" فتركاها جميعا. ** « الرَّجال بن عنْفُوة » - كان في وفد بني حنيفة إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم -، وقرأ القرآن وفقه في الدين وبعثه النبي - صلى الله عليه وسلم - معلما لأهل اليمامة وليشغب على مسيلمة، فكان أعظم فتنة على بني حنيفة من مسيلمة، حيث شهد أن محمدا - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إن مسيلمة قد أُشرك معه في أمر النبوة"، فصدقوه واستجابوا له، وكان مسيلمة ينتهي إلى أمره، وقد كان على مقدمة جيش مسيلمة حين قاتلهم المسلمون بقيادة خالد بن الوليد - رضي الله عنه -، وقُتل في هذه المعركة وعجل الله به إلى النار.
وتحققت النبوءة حين ارتد «الرجال» ولحق بمسيلمة الكذاب، وكان خطره على الإسلام أكبر من مسيلمة نفسه، لمعرفته الجيدة بالإسلام والقرآن والمسلمين. ** لما ارتدت بنو حنيفة (12هـ) بقيادة مسيلمة الكذاب وبتحريض عدو الله الرَّجال بن عنْفُوة، أرسل أبو بكر - رضي الله عنه - جيشا لقتالهم بقيادة خالد بن الوليد - رضي الله عنه -، وكان عدد المرتدين ١٠٠ ألف وعدد المسلمين ٢١ ألف، واستشهد في هذه الملحمة زيد بن الخطاب. ** كان زيد بن الخطاب - رضي الله عنه - يحمل راية المسلمين يوم اليمامة، وقد انكشف المسلمون حتى ظهرت بنو حنيفة على الرحال، فجعل زيد بن الخطاب يقول: "أما الرحال فلا رحال، وأما الرجال فلا رجال"، ثم جعل يصيح بأعلى صوته: "اللهم إني اعتذر إليك من فرار أصحابي، وأبرأ إليك مما جاء به مسيلمة ومحكم بن الطفيل" وجعل يشد بالراية يتقدم بها في نحر العدو ثم ضارب بسيفه حتى قُتل -رحمة الله عليه- ووقعت الراية، فأخذها سالم مولى أبي حذيفة - رضي الله عنه - فقال المسلمون: "يا سالم إنا نخاف أن نؤتي من قبلك" فقال: "بئس حامل القرآن أنا إن أوتيتم من قبلي" وقاتل حتى استشهد. وكان حفظة القرآن من الصحابة يتواصون بينهم ويقولون: "يا أصحاب سورة البقرة بطل السحر اليوم"، وتحنط خطيب الأنصار وحامل لوائهم « ثابت بن قيس » ولبس كفنه وحفر لقدمه في الأرض إلى أنصاف ساقيه ولم يزل يقاتل وهو ثابت الراية في موضعه حتى استشهد.
بعد أحد شارك زيد بن الخطاب في جميع غزوات الرسول وأبلي بلاء حسنا حتي لقي رسول الله ربه وبايع المسلمون سيدنا أبو بكر خليفة لهم واعلنت عديد من القبائل الردة عن الإسلام ومنعت إرسال الزكاة ومن بينهم مسليمةالكذاب في اليمامة الذي ادعي النبوة وشكل أكبر تحد لسيدنا أبوبكر في مسيرته لدعم بناءالدولة الإسلامية. خطر مسليمة الكذاب ازداد وتفاقم لاسيما بعد ظهر شخص اسمه" الرجّال بن عنفوة " حيث قدم الي المدينة في زمن النبي وأسلم و رجع لقومه ، لم يعد الي المدينة الا بعد وفاة الرسول حيث كان ينقل لسيدنا أبو بكر أخبار أهل اليمامه ، بل اقترح انه يكون مبعوثه ليحذر أهل اليمامة من مسليمة وهو ما استجاب له خليفة الرسول. الرجال مبعوث أبو بكر لأهل اليمامة الأمر ازداد خطورة حيث ما وصل الرجال لأهل اليمامة مبعوثا من الصديق حنتي فاجأ الجميع بأعلان تأييده لدعوة مسليمة قال لمسليمةفي حضرة أنصاره والمتشككين في دعوته اني سمعت رسول الله يشرك مسيلمة في الأمر ،وبعد وفاة النبي أولى الناس بالنبوة مسيلمة: كلام الرجال وجد أذانا صاغية من أهل اليمامة والقبائلالمجاورة حيث التفوا حول مسيلمه أكثر لأن الرجّال استغل اسلامه ، وحفظه للأحاديث والقرآن لإقناع الناس بدعوة مسليمة وهو أمرالذي دفع سيدنا ابو بكر لإرسال جيش لوأد دعوة مسليمة وقتل الردة والمرتدين في معاقلهم ودارا رحي معركة شرسة اطلق عليها البعض اليمامة فيما سماها أخرون اليمامة!
// قال ابن عمر: "وكان من أفضل الوفد عندنا، قرأ البقرة وآل عمران، وكان يأتي أبيا يقرئه، فقدم اليمامة، وشهد لمسيلمة على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه أشركه في الأمر من بعده!! فكان أعظم على أهل اليمامة فتنة من غيره لما كان يعرف به" // قال رافع بن خديج: كان بالرجّال من الخشوع ولزوم قراءة القرآن والخير فيما نرى شيء عجيب، خرج علينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوما وهو معنا جالس مع نفر، فقال: (أحد هؤلاء النفر في النار) قال رافع: فنظرت في القوم فإذا بأبي هريرة وأبي أروى الدوسي وطفيل بن عمرو الدوسي والرَّجال بن عنْفُوة، فجعلت أنظر وأعجب وأقول: "من هذا الشقي؟! " فلما توفي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رجعت بنو حنيفة، فسألت ما فعل الرجال قالوا افتتن، هو الذي شهد لمسيلمة على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه أشركه في الأمر من بعده، فقلت: ما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فهو حق". ** ولم يكن النبي -صلى الله عليه وسلم- يحب الكشف عن أسماء المنافقين بل كان يسترهم، وكان حذيفة بن اليمان -رضي الله عنه- هو صاحب سر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في شأنهم، وكان يعرفهم ولا يعرفهم غيره بعد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من البشر، وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- قد أسر إليه بأسماء عدة منهم ليراقبهم، ولذا فإن معرفة أسمائهم بالتفصيل ليست متاحة إلا بالنسبة لمن ورد في كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم، إشارة إليه بصفة غير مباشرة، كما هو الحال في «الرَّجال بن عنْفُوة» الذي قال عنه ذات يوم: ( « إن فيكم لرجلا ضرسه في النار أعظم من جبل أحد »).