واختتم الباحث أطروحته بتقديم مجموعة من التوصيات والحلول التي تهدف إلى النهوض بالتعاون الدولي الجنائي في مجال مكافحة الجرائم المعلوماتية، نذكر منها: – السعي نحو عقد مؤتمر دولي تحت إشراف هيئة الأمم المتحدة يتم من خلاله وضع تعريف واضح ومحدد للجريمة المعلوماتية يشمل كافة صورها وأشكالها ويستوعب كل سلوك غير مشروع قد تفرزه الثورة المعلوماتية، إضافة إلى ضرورة تجسيد فكرة إنشاء مركز دولي لمكافحة الجرائم المعلوماتية يلعب دور آلية لتبادل المعلومات الأمنية والقضائية بين الدول. – تعزيز وتفعيل التعاون القضائي بين الدول لمحاربة الجريمة المعلوماتية، وذلك بتطوير آلياته وانتشالها من طابع البطء والتعقيد بشكل يتناسب وخصوصية هذا الصنف من الجرائم الذي يمتاز بسرعة التنفيذ وسهولة محو أدلته وتغيير معالمه في أقل من ثانية واحدة، بما في ذلك فسح المجال للتواصل المباشر والتلقائي بين السلطات القضائية الوطنية والأجنبية. – تشجيع الدول على إبرام اتفاقيات دولية ثنائية ومتعددة الأطراف في مجال التعاون القضائي والأمني لقمع الجرائم المعلوماتية، وحث كافة الدول الموقعة على اتفاقية بودابست الخاصة بمكافحة الجريمة المعلوماتية على التصديق عليها، واتخاذ تدابير جادة لتنفيذ أحكامها، وحث الدول التي لم توقع بعد على الاتفاقية أعلاه على الانضمام إليها.
اقرأ أيضاً: محاضرة في جامعة تشرين لشرح قانون الجرائم المعلوماتية الجديد بالمقابل برزت عدة تصريحات "تطمينية"، من بينها ما قاله أستاذ القانون الجزائي في جامعة دمشق "عيسى المخول"، من أن «القانون لا يهدف لمنع الناس من مراسلة بعضها لكن يحثها على الارتقاء، كون أحد أهدافه هو تهذيب الحوار والحديث بين مستخدمي الشبكة»، لافتاً في الوقت ذاته، أن المزاح عبر كروبات الواتساب قد تؤدي لتعرض صاحبها لتهمة الجريمة الإلكترونية!. وقبل إقرار تعديلات قانون مكافحة الجريمة الإلكترونية، قال رئيس فرع مكافحة الجرائم المعلوماتية، في إدارة الأمن الجنائي العقيد "لؤي شاليش"، إن «القانون وجد لحماية الأشخاص الطيبين الذين لايملكون الوعي والخبرة الكافية»، لافتاً في تصريح سابق أن فرع الجرائم الإلكترونية، ليس أداة ترهيب أو أداة للحد من حرية التعبير "كما تحاول بعض الصفحات المشبوهة تصويرها". بدوره رئيس لجنة الإعلام في مجلس الشعب، النائب "آلان بكر"، قال لـ"سناك سوري"، إن قانون مكافحة الجريمة المعلوماتية الجديد هو تطوير للمرسوم ١٧ لعام ٢٠١٢، موضحاً أن النيل من هيبة الدولة جريمة يعاقب عليها القانون السوري منذ عام ١٩٤٩، «وهي بكل تأكيد لن تحمي مسؤول في الحكومة وإنما المقصود منها هنا عدم المساس بالشعب السوري بنشر أخبار كاذبة».
وبين تطمينات المسؤولين والحقوقيين، ومخاوف المواطنين، ترى شريحة أخرى من الناس، أن هناك قضايا كانت أهم من التشدد بعقوبات الجرائم الإلكترونية، مثل تشديد الرقابة على الأسواق، وزيادة الرقابة على المسؤولين وتصريحاتهم، وغيرها الكثير من القضايا الأخرى التي تتطلبها البلاد، التي تستعد "للخروج من عنق الزجاجة" كما يقول بعض مسؤوليها. اقرأ أيضاً: عيسى المخول: قانون مكافحة الجريمة الإلكترونية يحثّ الناس على الارتقاء المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع
ويستخدم الجناة الطرق المباشرة في النصب والاحتيال وغير المباشرة ومنها التهكير وهو الاختراق الالكتروني أي الوصول إلى شبكة من الشبكات على الإنترنت أو جهاز حاسوب معين للتجسس على المعلومات والبيانات الموجودة أو تغيير النظام الموجود عليه جهاز الكمبيوتر أو الحصول على ثغرات أمنية موجودة في نظام التشغيل بغية تخريبه والقضاء عليه. ويتم الاختراق الإلكتروني باستخدام العديد من الطرق والأساليب والأدوات المختلفة الذي يستخدمها الهاكر أو الشخص المخترق. نصت المادة الثالثة من نظام مُكافحة الجرائم المعلوماتية على: "يعاقب بالسجن مدة لا تزيد على سنة وبغرامة لا تزيد على خمسمائة ألف ريال، أو بإحدى هاتين العقوبتين؛ كلُّ شخص يرتكب أيًا من الجرائم المعلوماتية الآتية:[١] التنصت على ما هو مرسل عن طريق الشبكة المعلوماتية أو أحد أجهزة الحاسب الآلي – دون مسوغ نظامي صحيح – أو التقاطه أو اعتراضه. أطروحة دكتوراه تناقش محاربة الإجرام المعلوماتي. الدخول غير المشروع لتهديد شخص أو ابتزازه؛ لحمله على القيام بفعل أو الامتناع عنه، ولو كان القيام بهذا الفعل أو الامتناع عنه مشروعًا. الدخول غير المشروع إلى موقع إلكتروني، أو الدخول إلى موقع إلكتروني لتغيير تصاميم هذا الموقع، أو إتلافه، أو تعديله، أو شغل عنوانه.
– لا بد أن يقوم المنتظم الدولي بسن اتفاقية دولية ملزمة للجميع تعنى بمكافحة الجريمة المعلوماتية وتتناول قضايا التعاون الدولي وتسليم المجرمين المعلوماتيين، وخلق قنوات اتصال ثنائية أو متعددة الأطراف تسمح للسلطات المكلفة بالبحث والتحقيق بالاتصال بسهولة بمثيلتها الأجنبية والتنسيق معها، أو التدخل السريع للتحقيق في إقليم دولة أجنبية دون أن يشكل ذلك مساسا بسيادة هذه الدولة، أخذا بعين الاعتبار التطور التقني الذي غير من بنيوية وهيكلة الجريمة في العصر الحديث، وما يفرضه ذلك من ضرورة تبني سياسة جنائية دولية شمولية وموحدة، تؤسس على الالتزام التام والحقيقي لكافة الدول دون استثناءات أو تحفظات. – ضرورة التكثيف من عقد الندوات والمؤتمرات الدولية والإقليمية، بغية إيجاد إطار قانوني للحد من الجرائم المعلوماتية، ومعالجة كافة المشاكل التي تعترض التنسيق والتعاون الدوليين لجمع الأدلة الرقمية بشأنها وملاحقة مرتكبيها. وبعد المداولة، قررت اللجنة منح الباحث شهادة الدكتوراه في الحقوق بميزة مشرف جدا، مع تهنئة وتنويه أعضاء اللجنة والتوصية بطباعة ونشر الأطروحة لتعميم الاستفادة منها باعتبار موضوعها من قضايا الساعة بالغة التعقيد وذات العواقب الخطيرة على الصعيد الدولي.
لكل هذه الأسباب وغيرها، اقتنعت كافة الدول بضرورة تنسيق وتوحيد جهودها المشتركة عبر بلورة آليات تعاونية تتجرد من قيود السيادة الوطنية المطلقة، وتتجاوز الحدود الجغرافية الضيقة، وتعمل على التقليص من حدة الاختلاف في التشريعات وتباين قدرات أجهزة المكافحة من دولة لأخرى، كمدخل رئيسي للتصدي لكافة مظاهر وصور الجرائم المرتبطة بالتقنية المعلوماتية. لذا، يشكل التعاون الدولي في المجال الجنائي عنصرا أساسيا وفاعلا جوهريا في مواجهة الجريمة المعلوماتية والسيطرة عليها، كما يعتبر تعزيز التعاون الدولي والإقليمي بين الأجهزة والهيئات والمنظمات المتخصصة ضرورة ملحة لملاحقة العناصر الإجرامية في مواقعها المختلفة، وتتبع آثار الجناة وتعزيز الرقابة على تحركاتهم وأنشطتهم غير المشروعة، ومن ثم حرمانهم من إيجاد أي ملاذ آمن يحتمون به من المساءلة القانونية.
كاريكاتير علاء ديوب - سناك سوري مايزال قانون مكافحة الجريمة الإلكترونية، مسار جدل كبير في الشارع السوري، منذ إقراره من قبل البرلمان منتصف آذار الفائت، رغم أن النائب " صفوان القربي "، كان قد اعترف بالمشكلات التي تسبب بها القانون، وقال عام 2019، إنه «لو عاد الزمن إلى الوراء، فإن المجلس سيكون أكثر تدقيقاً وتشدداً بالموافقة على القانون»، ورغم أن الزمن تقدم ومنح البرلمان فرصة جديدة، بما يخص هذا القانون، إلا أن ما حدث هو تشديد العقوبات، خصوصاً المالية منها. سناك سوري-خاص ينظر غالبية السوريين بعين الريبة، للقانون الجديد، وبدأوا يدربون أنفسهم على عدم التحدث، اعتباراً من تاريخ 19 أيار القادم، وهو موعد نفاذ القانون والعمل به، لدرجة أن المتصفح لفيسبوك السوريين سيكتشف تحولاً كبيراً في منشوراتهم، وطريقة النقد، إن وجدت حالياً، بينما في الشارع بعيداً عن السوشل ميديا، لا تخلّ أحاديث السوريين من عبارة: "الحكي شو رح يفيد، غير إنو يوصلنا للسجن"، فهل مخاوف الشارع والناشطين مبررة، أم أنها نابعة من عدم دراية بالقانون الجديد الذي مايزال غامضاً في الكثير من تفاصيله. يجمع الغالبية من السوريين، على أن القانون يحتاج لشروحات عديدة ومفصلة على مضامينه، لتبديد أي لغط قد يحصل، لكن لم تبرز الكثير من الدعوات لشرح القانون، فيما خلا إعلان جامعة تشرين بمدينة "اللاذقية"، عن إقامة محاضرة للإضاءة على قانون الجرائم المعلوماتية الجديد بمشاركة عميد الكلية وأساتذة من الجامعة، صباح اليوم الثلاثاء المقبل، وستكون الفئة المستهدفة في المحاضرة هي أعضاء الهيئة التدريسية والطلاب والإداريين وجميع المهتمين، وأشار الإعلان إلى أن الدعوة عامة، في وقت يبدو من المنطقي أن تقوم كل مؤسسة بشرح القانون، لموظفيها، على الأقل.