مزايا حافظ القرآن في الدنيا والآخرة إن حفظ القرآن عبادة يبتغي به صاحبه وجه الله والثواب في الآخرة ، وبغير هذه النية لن يكون له أجر بل وسيعذَّب على صرفه هذه العبادة لغير الله عز وجل. يجب على حافظ القرآن أن لا يقصد بحفظه تحصيل منافع دنيوية لأن حفظه ليس سلعة يتاجر بها في الدنيا ، بل هي عبادة يقدمها بين يدي ربِّه تبارك وتعالى. وقد اختصَّ الله تعالى حافظ القرآن بخصائص في الدنيا وفي الآخرة ، ومنها: 1. أنه يُقدَّم على غيره في الصلاة إماماً. عن أبي مسعود الأنصاري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله فإن كانوا في القراءة سواء فأعلمهم بالسنة فإن كانوا في السنة سواء فأقدمهم هجرة فإن كانوا في الهجرة سواء فأقدمهم سلما ولا يؤمن الرجل الرجل في سلطانه ولا يقعد في بيته على تكرمته إلا بإذنه ". رواه مسلم ( 673). وعن عبد الله بن عمر قال: لما قدم المهاجرون الأولون العصبة موضع بقباء قبل مقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يؤمهم سالم مولى أبي حذيفة وكان أكثرهم قرآنا. رواه البخاري ( 660). 2. أنه يقدَّم على غيره في القبر في جهة القبلة إذا اضطررنا لدفنه مع غيره. عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: كان النَّبي صلى الله عليه وسلم يجمع بين الرجلين من قتلى " أحد " في ثوب واحد ثم يقول: أيهم أكثر أخذاً للقرآن ؟ فإذا أشير له إلى أحدهما قدَّمه في اللحد وقال: أنا شهيد على هؤلاء يوم القيامة وأمر بدفنهم في دمائهم ولم يغسلوا ولم يصل عليهم.
أمة الإسلام.. مرت الأيامُ والأعوام، وفي آخرِ خلافةِ عمر أُصيبَ رضي الله عنه، فلما أيقنَ بدنو أجلِه، عَقَدَ أصحابَ الشورى فيمن يولي على المسلمين وقال: لو كان سالمٌ حيًا ما جعلتها شورى. قال أبو عمر بن عبد البر رحمه الله معناه: أنه كان يصدرُ عن رأيه فيمن يوليه الخلافة. يا حافظ القرآن.. أنت أملُ الأمةِ بعد الله عز وجل، وجعلك النبيُّ صلى الله عليه وسلم من خير أمته، فاللهَ اللهَ بالعملِ بكتابِ الله، فخذهُ بقوة، وعَلّمه الأُمة، فهذا مما يُغيض أعداء الدين قال تعالى: ﴿ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا ﴾ [الفرقان: 52]، فأنت قدوة، بك يقتدي من حولَك من حيثُ لا تشعر، واحذر يا رعاك الله من مخالفةِ القرآن، قال صلى الله عليه وسلم: « القرآنُ حجةٌ لكَ أو عليك »، قال جل وعلا: ﴿ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ ﴾ [البقرة: 121]. هذا وصلوا وسلموا على من أمركم اللهُ بالصلاةِ والسلامِ عليه، قال اللهُ جل وعلا: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56].
قصيدة شعر يا حافظ القرآن طر نحو العلا ** وابلغ بروحك قمة الجوزاء واقرأ كتاب الله واحفظ آيه ** واعلم بأنك قدوة البلغاء واشمخ بعزك كلنا في رحلة ** لله تأخذنا بلا استرخاء الله قدر رزقنا وحياتنا ** والله يحفظنا من الأهواء فاقرأ كتاب الله واستمسك به ** واعمل به يا سيد العلماء كل العلوم إلى الكتاب مردها ** وحي من الرحمن ذي الآلاء 282 18 193, 912
يا حافظَ القرآن.. أما لك في رسولِ الله وصحابتِه قدوة؟ اتخذوا كتابَ الله بضاعة، وصرفوها لله آناءَ الليل وأطرافَ النهار، ورضوا بالثمنِ العاجل، « يؤمُ القومَ اقرؤُهم لكتاب الله »، وبالثمنِ الآجل. « يقالُ لصاحبِ القرآنِ » لهم مع كتابِ اللهِ في نهارهم دويٌ كدوي النحل، يسامرون أنفسَهم في ليلهم بتلاوته، كلُ فردٍ منهم يرى أن اللهَ يخاطِبُهُ من خلالِ الآيات، يأمُرُه وينهاه، ويُخوفُهُ ويُؤمِلُه، ويضربُ له الأمثالَ والقصص، حتى أثّر ذلك في نفوسِهم، وتقطّعت قُلُوبُهم من خشيتِه، فكان الواحدُ منهم أُمّة، ويكيفكَ أن تعرفَ أن الملائكة، تنزّلت لتلاوةِ أحدِهم في ليله.. فيا الله!! ما الذي وجده هؤلاء وفقدناه؟! حتى يصلوا إلى هذه المرحلةِ مع كتابِ الله. يا حافظَ القرآن.. إنما ينتفعُ بكتابِ الله، وينالُ ما فيه من الخيرِ والبركة، من قرأَه بتدبرٍ وحضورِ قلب، كما قال جل وعلا: ﴿ كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾ [ص: 29]، فما من عبدٍ تمسكَ بكتابِ الله حكمًا وتحكيمًا، وعلمًا وتعليمًا وعملا، إلا كان ذلك سببًا في نيلِ شفاعةِ القرآنِ يومَ القيامة، قال صلى الله عليه وسلم: «اقرؤا القرآنَ فإنه يأتي يومَ القيامةِ شفيعًا لأصحابه».
يا حافظَ القرآن.. بخٍ بخٍ!! ومن يدانيكَ بين البشر؟! لقد مَنَّ اللهُ عليكَ بحفظِ كتابِه العظيم، ونسبكَ إلى أهلِ العلم بقوله: ﴿ بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ ﴾ [العنكبوت: 49]، وجعلكَ النبي صلى الله عليه وسلم من خيرِ أمته، قال عليه الصلاة والسلام: « خيرُكم من تعلّم القرآنَ وعلّمه »، وذلك من غيرِ حول منك ولا قوة، وذلك فضلُ اللهِ يؤتيه من يشاء واللهُ ذو الفضل العظيم. أيها المبارك.. الإخلاصُ مَركَبُ الخلاص!! فكلما كان حافظُ القرآنِ مخلصًا لله جل جلاله، عاملًا به، كان ذلك رفعةً وعزةً له في الدنيا والآخرة، قال النبيُّ صلى اللهُ عليه وسلم عن صاحبِ القرآنِ في الدنيا: « يؤمُ القومَ أقرؤُهم لكتابِ الله »؛ رواه مسلم، وفي الآخرة قال النبي صلى الله عليه وسلم: « يقالُ لصاحبِ القرآنِ اقرأ وارتق ورتل كما كنتَ ترتلُ في الدنيا، فإن منزلتَك عندَ آخرِ آيةٍ تقرؤُها »؛ رواه أبوداود، فاربأ بنفسِكَ أن تحرِمَها ذلك بعدمِ الإخلاصِ للهِ جل جلاله. يا حافظَ القرآن.. لقد فطرَ اللهُ النفوسَ على حبِ الاقتداء، فقلب ناظريك، وأجل فكرك، لتعرف من هم قدوتُك من الحفاظ لكتاب الله الملازمين لتلاوته، يكفيك فخرًا أن يكونَ إمامُهم رسولُ ربِ العالمين، وصحابتُه الميامين رضي الله عنهم، فلا واللهِ ما جاءَ بعدَهم مثلَهم في تلاوةِ كتابِ الله والعملِ به.
رواه البخاري ( 1278). 3. يقدّم في الإمارة والرئاسة إذا أطاق حملها. عن عامر بن واثلة أن نافع بن عبد الحارث لقي عمر بعسفان وكان عمر يستعمله على مكة فقال: من استعملتَ على أهل الوادي ؟ فقال: ابن أبزى! قال: ومن ابن أبزى ؟ قال: مولى من موالينا! قال: فاستخلفتَ عليهم مولى ؟ قال: إنه قارئ لكتاب الله عز وجل ، وإنه عالم بالفرائض ، قال عمر: أما إن نبيكم صلى الله عليه وسلم قد قال: إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواماً ويضع به آخرين. رواه مسلم ( 817). وأما في الآخرة: 4. فإن منزلة الحافظ للقرآن عند آخر آية كان يحفظها. عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " يقال لصاحب القرآن: اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرأ بها ". رواه الترمذي ( 2914) وقال: هذا حديث حسن صحيح ، وقال الألباني في " صحيح الترمذي " برقم ( 2329): حسن صحيح ، وأبو داود ( 1464). ومعنى القراءة هنا: الحفظ. 5. أنه يكون مع الملائكة رفيقاً لهم في منازلهم. عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " مثل الذي يقرأ القرآن وهو حافظ له مع السفرة الكرام البررة ومثل الذي يقرأ وهو يتعاهده وهو عليه شديد فله أجران ".
اقرأ أيضاً أنواع الأموال الربوية أنواع الربا عبارات شكر لله على حفظ القرآن الحمد لله الذي رزقني القرآن، وجعله في صدري، الحمد لله الذي تتم بنعمته الصالحات. الحمد لله على نعمة الإيمان، الحمد لل هعلى نعمة القرآن، الحمد لله حمدًا طيبًا كثيرًا مباركًا فيه. الحمد لله على عطائه، الحمد لله على رزقه، الحمد لله على آلائه، الحمد لله على نعمائه، الحمد لله حمد الشاكرين والشكر لله شكر الحامدين. الحمد لله على ما قسّم، الحمد لله على ما أنعم، الحمد لله على قضائه، الحمد لله على لطفه، الحمد لله على كرمه، الحمد لله على خيره. يا رب لك الحمد على عطائك الذي فاض، يا رب لك الحمد على الخير الذي جاد، يا رب لك الحمد على الفضل الذي ساد. يا رب أوجب لنا رضاك، وجزيل إحسانك، وعظيم رزقك، يا أكرم من سُئل وأعظم من أعطى، وأكرم من وهب. سبحان من أعطى بلا سؤال، ورزق بلا أسباب، سبحان الكريم المنان، سبحان العظيم الحنّان، سبحانك يا رب العالمين. اللهم ارحمني بترك المعاصي أبدا ما أبقيتني، وارحمني أن أتكلف ما لا يعنيني، وارزقني حسن النظر فيما يرضيك عني، اللهم بديع السموات والأرض، ذا الجلال والإكرام والعزة التي لا ترام، أسألك يا الله، يا رحمن، بجلالك ونور وجهك، أن تلزم قلبي حفظ كتابك كما علمتني، وارزقني أن أتلوه على النحو الذي يرضيك عني.