أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم ا لخطبة الثانية ( اسم الله الفتاح) ومن فوائد الإيمان بهذا الاسم العظيم: رابعاً: ما ينبغي للمؤمن أن يسأل ربه أن يفتح عليه أبواب رحمته، فقد روى مسلم في صحيحه (قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « إِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمُ الْمَسْجِدَ فَلْيَقُلِ اللَّهُمَّ افْتَحْ لِى أَبْوَابَ رَحْمَتِكَ. وَإِذَا خَرَجَ فَلْيَقُلِ اللَّهُمَّ إِنِّى أَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ ». ومن فوائد الإيمان بهذا الاسم العظيم: خامساً: أن الله بيده مفاتيح خزائن السماوات والأرض، قال سبحانه: ﴿ لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾ [الشورى: 12]، فما يفتحه من الخير للناس لا يملك أحد أن يغلقه عنه، وما يغلقه فلا يملك أحد أن يفتحه عليهم، كما قال تعالى: ﴿ مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ [فاطر: 2]. فلو فتح الله المطر على الناس، فمن ذا الذي يحبسه عنهم؟! حتى لو أدى المطر إلى إغراقهم مثل ما حدث لقوم نوح، فقد وصلت المياه إلى رؤوس الجبال، ولو حبس عنهم المطر سنين عديدة، ما استطاعوا أن يفتحوا ما أغلقه الله، قال تعالى: ﴿ قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ ﴾ [الملك: 30]، وقال تعالى: ﴿ وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ ﴾ [يونس: 107].
اسم الله الفتاح - YouTube
فيظل العبد ينادي يا رب أقم الساعة يا ربِ أقم الساعة يا رب أقم الساعة حتى ألقى أهلي وولدي في الجنة". وزاد خالد: "اسم الفتاح يفتح لك منزلة اليقين في الله فتبذل جهدك وتدعو وتنتظر الفتح من الله. تخيل لو عشت بهذا الاسم.. كأنك تراه من كثرة تعلقك وإحساسك بهذا الاسم.. تعبد الله به كأنك تراه.. والذكر مع الفكر هما ركنا معرفة الله بحق". وخلص إلى أن "الطريق إلى الله محصور بين الذكر والفكر.. دور الذكر والفكر بناء أرشيف العقل الباطن عن الله بأسمائه الحسنى وصفاته.. الذكر تذوق لأسماء الله الحسنى والفكر فهم وإحساس بأسماء الله الحسنى.. كلاهما يحدث تحلية وتخلية.. تبديلات وتحسينات في نفسك.. أخلاقك". واستشهد بالحديث الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ألا أخبركم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم، وخير لكم من إنفاق الذهب والفضة، وخير لكم مِنْ أَنْ تلقَوْا عدوَّكُمْ فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم؟" قالوا: "بلى يا رسول الله"! قال: «ذكر الله عز وجل".
والفتاح: أن يفتح الله تعالى على عباده اكتشاف القوانين المادة، وما يسهل تسخيرها، وألوان التقدم المادي، والتقنية الحديثة التي ينتفع بها العباد. والفتاح: أنه يفتح الممالك والأمصار لعباده الصالحين المؤمنين، كما قال سبحانه: إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا [6] و هكذا فإننا نجد أن دعوة الإسلام بعد الرسول ﷺ امتدت خلال ربع قرن شرقاً وغرباً في أنحاء الأرض كلها. وفتحه الله قسمين: أحدهما: فتحه بحكمه الديني وحكمه الجزائي. والثاني: الفتاح بحكمه القدري. ففتحه بحكمه الديني هو شرعه على ألسنة رسله جميع ما يحتاجه المكلفون، ويستقيمون به على الصراط المستقيم. وأما فتحه بجزائه فهو فتحه بين أنبيائه ومخالفيهم وبين أوليائه وأعدائهم بإكرام الأنبياء وأتباعهم ونجاتهم، وبإهانة أعدائهم وعقوباتهم، وكذلك فتحه يوم القيامة وحكمه بين الخلائق حين يوفي كل عامل ما عمله. وأما فتحه القدري فهو ما يقدِّره على عباده من خير وشر ونفع وضر وعطاء ومنع، ذكر القرآن: مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ( سورة فاطر ، الآية 2) ، فالرب الله هو الفتاح العليم الذي يفتح لعباده الطائعين خزائن جوده وكرمه، ويفتح على أعدائه ضد ذلك، وذلك بفضله وعدله.
يفتح لعباده منافع الدنيا والدِّين، فيفتح لمن اختَصَّهم بلطفه وعنايته أقفال القلوب، ويُدر عليها مِن المعارف الربانية، والحقائق الإيمانية ما يُصلح أحوالها، وتستقيم به على الصراط المستقيم، ويفتح لعباده أبواب الرزق وطرق الأسباب، ويهيئ للمتقين مِن الأرزاق وأسبابها ما لا يحتسبون، ويُعطي المتوكِّلين فوق ما يَطلبون ويؤمِّلون، ويُيسِّر لهم الأمور العسيرة، ويفتح لهم الأبواب المغلقة [3]. ومن ذلك الفتح: ما يفتح الله عز وجل على نبيِّه يوم القيامة مِن أنواع المحامد، روى البخاري ومسلم مِن حديث أبي هريرة رضي الله عنه؛ أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ثُم يفتح الله عليَّ ويُلْهِمني مِن محامده وحسنِ الثناء عليه شيئًا لم يفتحهُ لأحد قبلي، ثم يقال: يا محمد ارفع رأسَك، سَلْ تُعْطَه، اشفع تشفع)) [4]. ومنها فتحه سبحانه لعباده باب التوبة؛ روى مسلم في صحيحه مِن حديث أبي موسى رضي الله عنه؛ أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إنَّ الله عز وجل يَبسُط يده بالليل ليتوب مسيءُ النهار، ويَبسُط يده بالنهار ليتوب مُسيءُ الليل، حتى تَطلُع الشمسُ مِن مغربها)) [5]. ومنها فتحه سبحانه أبواب السماء لنزول البركات وإجابة الدَّعوات، قال تعالى: ﴿ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴾ [الأعراف: 96].