وقد عاش سيدنا يعقوب على أرض حران لمدة 20 عام ثم أراد أن يعود لبلده مرة أخرى وبالفعل تم له ما أراد، وحين عودته توجه إلى الله بالدعاء حتى يتخلص من شر أخيه العيص، وقد رسل له هدية عظيمة من أجل أن يميل قلبه إليه. كانت لسيدنا يعقوب أكثر من زوجة وجارية وقد رزقه الله تعالى بالكثير من الأولاد فهم 12 ولد من غير نبي الله يوسف. ولكن سيدنا يعقوب كان يفضل سيدنا يوسف بشكل كبير وكان هو الأقرب لقلبه. ونتيجة لهذا الحب الشديد الذي اختص به سيدنا يعقوب ولده يوسف حدث كراهية وغل من قبل إخوة يوسف لسيدنا يوسف وأرادوا قتله حتى يحصلوا على قلب وحب سيدنا يعقوب. وبالفعل كانت المكيدة التي أدت إلى ضياع سيدنا يوسف. مكيد أخوة يوسف وكانت المكيدة هي ترك سيدنا يوسف في بئر عميق ثم ذهبوا بقميصه. قصة يعقوب عليه ام. ووضعوا عليه دم وذهبوا إلى أبيهم يبكون ويقصون عليه روايتهم الكاذبة بشأن افتراس الذئب لسيدنا يوسف. وكانت هذه مصيبة كبرى لأبيهم حيث حزن على سيدنا يوسف حزنًا شديدًا لدرجة أنه فقد بصره من شدة حزنه. ولكنه بالرغم من ذلك كان يدعوا الله تعالى أن يرد له سيدنا يوسف وكان على يقين أنه ما زال حيًا. وبعد وقت طويل أصبح سيدنا يوسف عزز مصر وقد جمعه الله بإخوته.
حياة يعقوب – عليه السلام: (1) إن يعقوب – عليه السلام – ولد فى أرض الكنعانيين (فلسطين). (2) وورث يعقوب – عليه السلام – من أبيه إسحاق النبوة والحلم والعلم ، والصبر الجميل ، فحقد عليه أخوه (عيصو) ويسمى فى بعض الكتب العيصى وأضمر له شراً فخافت عليه أمه (رفقة) وقد أمرته أن يسافر إلى خاله (لابان) فى (فدان آرام) من أرض بابل بالعراق ويقيم عنده. خاله لابان عنده إبنتين هما (ليئة) ليا وهى الكبرى ، و(راحيل) هى الصغرى ، فخطب يعقوب من خاله ابنته الصغرى (راحيل) وكانت جميلة فوافقه خاله مقابل أن يخدم عنده سبع سنين يرعى له غنمه ، فلما مضت المدة صنع خاله طعاماً وجمع الناس وزف إليه ليلاً إبنته الكبرى (ليئة) وكانت ضعيفة العينين قبيحة المنظر ، فلما أصبح يعقوب إذا هى (ليئة) فقال لخاله: لم غدرت بى وأنا إنما خطبت (راحيل). قصه سيدنا يعقوب عليه السلام. فقال له: إنه ليس من سنتنا أن نزوج الصغرى قبل الكبرى ، فإن أحببت أختها فأرع لي الغنم سبع سنين أخرى وأزُوجك (راحيل) فعمل سبع سنين أخرى فزوجه إياها ، وجمع له بين الأختين، ولم يكن الجمع بين الأختين فى شريعتهم محرماً ، ثم فسخ فى شريعة التوراة كما هو الحال فى الشريعة الإسلامية. أولاد يعقوب – عليه السلام وهب (لابان) خاله لكل واحدة من ابنتيه جارية فوهب (زلفى) لابنته ليئة، ووهب (بلها) لابنته راحيل ، فوهبت كل منهما جاريتها ليعقوب فأصبح عنده أربع نسوة وقد ولدن له أولاده الإثنى عشر ، (الأسباط) أما (ليئة) زوجته الأولى فقد ولدت له ستة أولاد.
تابع قصص الأنبياء بالترتيب إقرأ: قصة سيدنا يوسف عليه السلام (الجزء الأول)