والتشبيه كما تلاحظون ضمني، وحجة أبي تمام هنا أنه يقول: لا تثريب علي في ذلك ما دام القرآن قد ضرب التشبيه الأقل لنوره.
وكان ذكياً سريع البديهة، قوي الحجة فقد سمع يهودياً يقول: ما أحمق المسلمين، يزعمون أن أهل الجنة يزعمون أن أهل الجنة يأكلون ولا يحدثون فقال له إياس: أفكل ما تأكله تحدثه؟ قال: لا. مدح ابو تمام الخليفة العباسي أحمد بن المعتصم بقصيدة فلما بلغ الى قوله: - هوامير البورصة السعودية. لأن الله تعالى يجعله غذاء، قال إياس فلمَ تذكر أن الله يجعل كل ما يأكله أهل الجنة؟ وغذاء أهل الجنة يذهب جشاء كما أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم. وكان يستعجل ذكاءه في الأحكام الشرعية، التي تمر عليه في القضاء وله في السياسة الشرعية والفراسة وقائع عجيبة، قال ابن خلكان: قال حبيب: سمعت إياساً يقول: ما كلمت أحداً من أصحاب الأهواء، بعقلي كله، إلا القدرية فإني قلت لهم: ما الظلم بينكم؟ قالوا أن يأخذ الإنسان ما ليس له، فقلت لهم: فإن الله عز وجل له كل شيء. واستودع رجل رجلاً، من أمناء إياس مالاً، وخرج المستودع إلى مكة فلما رجع طلبه فجحده، وأتى أياساً فأخبره، فقال له إياس: أعَلمَ بك أحد أنك أتيتني؟ قال لا قال: فنازعته عند أحد،؟ قال لا لم يعلم بهذا أحد، قال: فانصرف واكتم أمرك، ثم عد إلى بعد يومين، فمضى الرجل فدعا إياس أمينه ذلك، وقال: لقد اجتمع عندنا مال كثير أريد أن أسلمه إليك أتحصين منزلك؟ قال: نعم. قال فأعدّ موضعاً للمال وقوماً يحملونه، فعاد الرجل إلى إياس، فقال له انطلق إلى الرجل فاطلب مالك، فإن أعطاك فذاك، وإن جحد فقل إنني أرفع الأمر إلى القاضي إياس، وشكوت له حالي، وأخبرته بأمري، فدفع إليه ماله، فرجع الرجل إلى إياس، فقال: قد أعطاني مالي، وجاء الأمين إلى إياس لوعده، فزبره وانتهره، وقال: لا تقربني يا خائن.
وتناسينا شيء مهم جداً وهي أن شكر الناس واجب! والحديث الصحيح يقول «لا يشكر الله من لا يشكر الناس»، وإلا فإننا نقول لمن يبذل جهده ويحرق نفسه على مدار اليوم تفانياً وإتقاناً لعمله: أن يدع كل ذلك! لأنه لا مكافأة لك، ولا كلمة شكر حتى! واعذرنا أيها الشخص المميز والمجتهد فنحن نخاف علي أنفسنا من تهمة التطبيل! والنتيجة هي تحويل هذا الشخص: إلى النقيض! لأنه تيقن تماماً أنه لا ثواب ولا كلمة شكر ولا استحسان أو تشجيع لما يفعل! كنا نتحرَّق شوقاً لرجال تتخذ قرارات قوية، مؤثِّرة، في وقت قياسي، أيام شهدنا فيها قرارات إصلاحية، جعلتنا نقول: أين نحن؟! هل ما يحدث حقيقي؟! بالفعل راجعوا بأنفسكم ما حدث الأيام الماضية وستجدون طفرة.. طفرة بمعنى الكلمة! أكثر من 20 قراراً في أسابيع معدودة، غيرت هوية الرياضة بأطرافها، للأفضل، فيكفي أن هناك أناساً تعمل، يكفي أن هناك محاولة، هناك تفكير هناك تصحيح وتحرك وتواجد ونشاط هنا وهناك، كل هذا ألا يستحق المدح؟ القصة في بداية المقال لها مغزى مهم، فهناك من يمدح، وإن كانت تأخذه الحماسة وهذا يمكن ابتلاعه، وهناك من لا يفعل ذلك إلا لمجرد المدح والنفاق، المطبلون بالفعل كثيرون.. وشهدنا بأنفسنا من كانوا يدافعون عن قرارات بعينها!