تفسير و معنى الآية 108 من سورة النساء عدة تفاسير - سورة النساء: عدد الآيات 176 - - الصفحة 96 - الجزء 5. ﴿ التفسير الميسر ﴾ يستترون من الناس خوفًا من اطلاعهم على أعمالهم السيئة، ولا يستترون من الله تعالى ولا يستحيون منه، وهو عزَّ شأنه معهم بعلمه، مطلع عليهم حين يدبِّرون -ليلا- ما لا يرضى من القول، وكان الله -تعالى- محيطًا بجميع أقوالهم وأفعالهم، لا يخفى عليه منها شيء. ﴿ تفسير الجلالين ﴾ «يستخفون» أي طعمة وقومه حياءً «من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم» بعلمه «إذ يبيِّتون» يضمرون «ما لا يرضى من القول» من عزمهم على الحلف على نفي السرقة ورمي اليهودي بها «وكان الله بما يعملون محيطا» علما. يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله. ﴿ تفسير السعدي ﴾ ثم ذكر عن هؤلاء الخائنين أنهم يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وهذا من ضعف الإيمان، ونقصان اليقين، أن تكون مخافة الخلق عندهم أعظم من مخافة الله، فيحرصون بالطرق المباحة والمحرمة على عدم الفضيحة عند الناس، وهم مع ذلك قد بارزوا الله بالعظائم، ولم يبالوا بنظره واطلاعه عليهم. وهو معهم بالعلم في جميع أحوالهم، خصوصًا في حال تبييتهم ما لا يرضيه من القول، من تبرئة الجاني، ورمي البريء بالجناية، والسعي في ذلك للرسول صلى الله عليه وسلم ليفعل ما بيتوه.
[٤] سبب نزول الآية قال تعالى: (يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا) ، [٥] ذكرنا سابقا أنّ هذه الآية الكريمة تندرج تحت مقطع يتحدث عن جريمة تواطؤ ثلاثة إخوة من قبيلة بني ظفر على سرقة درع يهودي. يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم. [٦] وقد تواطأ معه بعض المنافقين وأبناء عشيرته، وعلى هذا فالآية الكريمة ما زالت تتناول الحدث نفسه؛ فيكون المقصود بالاستخفاء المقصود بقوله تعالى (يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ): [٧] [٦] إخفاء المنافق والذين تواطؤوا معه للدرع تحت التراب كان يكون مقدوراً، ولكن مكان الدرع لا يخفى عن الله تعالى. استتارهم من الناس -أي المنافق والذين تواطؤوا معه- قد يقدرون عليه أمام الناس، ولكنهم لا يقدرون أن يستتروا من الله تعالى. صحة سبب نزول الآية سبب النزول بتمامه مذكور مطولاً في سنن الترمذي برقم (3036) عن قتادة بن النعمان، والحديث وإن كان منتشراً في أغلب كتب التفسير بالمأثور كما قال ابن عاشور: "وجمهور المفسرين على أن هذه الآية نزلت بسبب حادثة رواها الترمذي"، [٨] إلّا أنه من حيث الصناعة الحديثية ضعيف؛ لأنه مرسل، لكنَّ ضعفه يعتضد بأمرين: [٩] موافقته للسياق القرآني موافقة تامة، ومن المعلوم أنّ المطابقة بين سياق الآيات وسبب النزول قرينة تعضد السبب وتقويه.
مجتمع رجيم / القرآن الكريم وعلومه كتبت: زهره الاسلام - قال تعالى: يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا [النساء:108] * فالسارق فعل هذا الفعل الذي فعله -كما في سبب نزول الآية السابقة- كي يستتر أمام الناس. الآية تحث على مراقبة العبد لربه سبحانه وتعالى، ولا يكن همه الأكبر أن ينجو أمام الناس، فهناك ملائكة لك بالمرصاد، وربك مطلع عليك وشهيد، * واعلم أن المعية في قوله تعالى: (وهو معهم) معية اطلاع وإحاطة، وعلم ورؤية. والمعية قسمان: معية خاصة و معية عامة ، فالمعية العامة كقوله تعالى: ( مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا) [المجادلة:7] * فالله تعالى مع كل الناس، يطلع عليهم ويراهم ويعلم أخبارهم. القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة النساء - الآية 108. والمعية الخاصة كقوله تعالى: ( إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ) [النحل:128] فلا يقال: إن الله مع الكافرين، ولا يقال: إن الله مع الظالمين، فإن قيل إن الله مع الظالمين فمعية عامة، أي: أن الله مطلع عليهم يراقبهم، والله تعالى أعلم.
5- ليس للمحامي أن يدافع عن المبطل ﴿ وَلا تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنْفُسَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّاناً أَثِيماً ﴾ [النساء: 107]. تفسير قوله تعالى: (يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ...) - مجتمع رجيم. انصر أخاك ظالماً أو مظلومًا: سئلت منذ مدة قريبة عن هذه الجملة هل هي آية من القرآن الكريم؟ فأجبت السائل أنها ليست من القرآن الكريم وإنما هي من كلام النبي صلى الله عليه وسلم فإذا بالسائل ينكمش وجهه وآثار الحيرة والاندهاش تظهران عليه فسألته عن السبب. فقال منذ زمن قصير كان يضمه مجلس فيه أحد رجال الكنيسة والكهنوت وأنه قال لهذا المسلم إن هذه الجملة هي من قواعد دينكم وأنها آية من قرآنكم يريد بذلك وصم المسلمين بالتعصب فقلت له حينئذ هون عليك فالأمر أسهل مما يجول في صدرك إن لهذا الحديث بقية تفسر هذا الإبهام الذي فيه وذكرت له بقية الحديث فذهب شاكراً وأسارير الفرح تظهر في وجهه وكان بجانبي أحد الأصدقاء يسمع ما جرى بيننا من الكلام فجاءني بعد أيام قليلة وأخبرني بأنه جمعه مجلس بمسيحي متعلم فجرى الحديث بينهما لأن فاجأه المسيحي بهذا الحديث المبتور مثبتاً به تعصب المسلمين. فناقشه حينئذ الحساب وبين له تتمة الحديث. والحديث رواه البخاري عن أنس مرفوعاً وبقيته: قال يا رسول الله: هذا ننصره مظلوماً فكيف ننظره ظالماً؟ قال تأخذ فوق يده وفي رواية للبخاري: تمنعه من الظلم فذلك نصرك إياه، وفي رواية للبخاري أيضاً: فقال رجل: يا رسول الله أنصره إذا كان مظلوماً أفرأيت إذا كان ظالماً كيف أنصره؟ قال: تحجزه أو تمنعه من الظلم فإن ذلك نصره.
اقرأ أيضاً أنواع الأموال الربوية أنواع الربا الجو العام الذي نزلت فيه الآية هذه الآية تندرج تحت موضوع عام يتحدث عنه مقطع من سورة النساء يبدأ بقوله تعالى: (وَلا تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنْفُسَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا) ، [١] والمقصود بهم: فئة من المنافقين قام أحدهم -ويدعى بشير- بسرقة درع يهودي، ووقف معه إخوته وبعض أهله بقيادة طعمة بن أبيرق، كما أيّده بعض المنافقين؛ لذلك وصفهم القرآن جميعاً بأنهم (يَخْتَانُونَ أَنْفُسَهُمْ) ؛ [٢] "لأن الضرر راجع إليهم". تفسير آية: (يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم). [٣] وسبب النزول التفصيلي لهذا المقطع ذكره الطبري، فقال: "أنزلت في شأن طعمة بن أبيرق، وفيما همَّ به نبي الله صلى الله عليه وسلم من عذره، وبيَّن الله شأن طعمة بن أبيرق، ووعظ نبيه وحذره أن يكون للخائنين خصيماً، وكان طعمة بن أبيرق رجلاً من الأنصار، ثم أحد بني ظفر -وهو بُشير- سرق درعاً لعمه كان وديعة عنده". [٤] "ثم قذفها على يهودي كان يغشاهم يقال له زيد بن السمير، فجاء اليهودي إلى نبي الله صلى الله عليه وسلم يهتف، فلما رأى ذلك قومه بنو ظفر جاءوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم؛ ليعذروا صاحبهم، وكان نبي الله عليه السلام قد همَّ بعذره، حتى أنزل الله في شأنه ما أنزل فقال: " وَلا تُجَادِلْ.. ".
وهو معهم بالعلم في جميع أحوالهم، خصوصًا في حال تبييتهم ما لا يرضيه من القول، من تبرئة الجاني، ورمي البريء بالجناية، والسعي في ذلك للرسول -صلى الله عليه وسلم- ليفعل ما بيتوه. فقد جمعوا بين عدة جنايات، ولم يراقبوا رب الأرض والسماوات، المطلع على سرائرهم وضمائرهم. (وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطاً) تهديد ووعيد لهم. (هَا أَنْتُمْ هَؤُلاءِ جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا) أي: ها أنتم يا معشر القوم دافعتم عن السارق والخائنين في الدنيا. (فَمَنْ يُجَادِلُ اللَّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ) أي: فماذا يكون صنيعهم يوم القيامة بين يدي الله، الذي يعلم السر وأخفى؟ ومن ذا الذي يتوكل لهم يومئذ في ترويج دعواهم؟ أي: لا أحد يكون يؤمئذ لهم وكيلاً، ولهذا قال: (أَمْ مَنْ يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلاً) أي: من يتولى الدفاع عنهم ونصرتهم من بأس الله وانتقامه؟ • قال السعدي: وفي هذه الآية إرشاد إلى المقابلة بين ما يتوهم من مصالح الدنيا المترتبة على ترك أوامر الله أو فعل مناهيه، وبين ما يفوت من ثواب الآخرة أو يحصل من عقوباتها. فيقول من أمرته نفسه بترك أمر الله ها أنت تركت أمره كسلاً وتفريطاً فما النفع الذي انتفعت به؟ وماذا فاتك من ثواب الآخرة؟ وماذا ترتب على هذا الترك من الشقاء والحرمان والخيبة والخسران؟
مثل:" فليضحكوا قليلا وليبكوا كثيرا " "لا تخرجوا من عز الطاعة إلى ذل المعصية " ملحوظة: أدنى ما تتكون منه المقابلة متضادان ومتضادان. والفرق بين الطّباق والمقابلة، أن الطباق لا يكون إلا في الأضداد، أي بين الشّي وضدّه، ولا يكون إلا مقابلة بين ضدّين فقط، أمّا المقابلة فتكون بين أكثر من ضدين اثنين، وتقع المقابلة كما الطّباق في الكلام الشّعريّ والنثريّ، ومن أمثلة المقابلة: · مقابلة اثنين باثنين: قول النّبيّ -صلّى لله عليه وسلّم-: إنَّ من النّاسِ ناسًا مفاتيحَ للخيرِ، مغاليقَ للشرِّ. · مقابلة ثلاثة بثلاثة: قال الشّاعر: فَلاَ الْجُودُ يُفْنِي الْمَالَ وَالْجَدُّ مُقْبلٌ وَلاَ الْبُخْلُ يُبْقي الْمَالَ وَالْجّدُّ مُدْبِرُ كانَ الرّضا بدنوّي منْ خواطرِهم فصارَ سخطي لبُعدي عن جوارِحهم. ويمكن تتبع بعض جمل الطباق والمقابلة عبر التمارين الاتية تمارين عين الطباق والمقابلة في الجمل الآتية: 1- الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك. 2- قال تعالي:"لله الامر من قبل ومن بعد " سورة الروم الآية 3 3- يقول الله تعالي:"يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ويحي الأرض بعد موتها " سورة الروم الآية 4- فاما من اجتهد وصبر فسينجح واما من تكاسل ولم يصبر فسيفشل الاجابة: 1-الطباق 2-الطباق 3-المقابلة 4 -المقابلة
كفالة البركة لليتيم الواحد كفالة البركة لليتيم الواحد ( غير محدودة المقدار) وهي عبارة عن مشاركة أكثر من شخص في كفالة يتيم واحد بدون تخصيص يتيم ، وذلكـ رغبة من الجمعية بفتح باب الخير للجميع كل حسب قدرته واستطاعته. كفالة الخير كفالة الخير ومقدارها (4800 ريال) سنوياً لليتيم الواحد وهي عبارة عن تخصيص يتيم للكافل يستطيع معرفة أحواله الصحية والتعليمية واحتياجاته الخدمية من خلال برنامج تابع يتيمكـ ( النظام الالكتروني لمتابعة الكفالات) بموقع بناء. في حالة عدم التواصل معكم حول طلب الكفالة يرجى أرسال رسالة الى البريد الالكتروني: اختر التبرع القيمة ريال سعودي يمكنكم استخدام الآلة ادناه لحساب المبلغ المراد إخراجه للزكاة عن طريق المعادلة التالية: المبلغ/ 40=المبلغ المراد إخراجه للزكاة.
مشاعر اليتيم، ربما أثرت فيها الكلمة العابرة، لذلك نهى الله تعالى عن أذيته وإهانته بأي نوع من الإهانة والأذى،قفَالَ تَعالَى: "فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ". بناء – الجمعية الخيرية لرعاية الأيتام بالمنطقة الشرقية. ظلم اليتيم وقهره قرين التكذيب بيوم الدين في كتاب الله عز وجل، لعظم الجرم فيه عند الله تعالى، يقول سبحانه: ﴿ أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ * فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ ﴾ [الماعون: 1، 2]. ومن إكرام اليَتِيمِ والقيام بحقه: تأْدِيبه ورِعايَته، فإِذا كَانَ كَافِلُ اليَتِيمِ فِي مَقامِ والِدِهِ، فَإِنَّهُ يُؤْمَرُ بِكُلِّ مَا يُؤْمَرُ بِهِ الوالِدُ مِنْ تَربِيَةٍ حَسَنةٍ وتَنشِئةٍ سَلِيمَةٍ علَى مَكارِمِ الأَخلاَقِ وجَمِيلِ الصِّفاتِ، فهَذا نَبِيُّ اللهِ زَكَريّا - علَيهِ السَّلاَمُ - يكفل الصديقة مَريمَ ويُتابِعُها ويُراقِبُها، ويَسألُها عَنِ الرِّزقِ الذِي وَجَدَهُ عِنْدَها، قَالَ تَعالَى: ﴿ وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزقاً قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ﴾ [آل عمران: 37]. وبالجملة فكل حق كفله الإسلام للإنسان فهو حق لليتيم يجب على المجتمع توفيره ورعايته وحفظه إلى أن يصبح قادراً على الاعتماد على نفسه والقيام برعاية شؤونه.
نشأ نبينا – صلى الله عليه وسلم – يتيما، فبشرى لليتامى، فخير البشر محمد - صلى الله عليه وسلم - كان يتيما. قال تعالى: ﴿ أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوَى ﴾ [الضحى: 6]. ما اليُتْمُ إلاَّ ساحةٌ مفتوحةٌ منها نجهِّز للحياةِ عظيما حَسْبُ اليتيم سعادةً أنَّ الذي نشرَ الهُدَى في الناسِ عاشَ يَتيما كفالة اليتيم مساهمة في بناء مجتمع خال من الحقد والكراهية، مجتمع تسوده الرحمة والمحبة. كفاله يتيم بالمدينه - عالم حواء. اليتيم إذا لم يجد من يعوضه حنان أبيه، ربما نفر طبعه، وشرد فكره، فلا يحس برابطة ولا يجيش صدره بمودة، وقد يكون أداة فساد في المجتمع. الإحسان إلى اليتيم سبب لجلب الخيرات والبركات ودفع البلايا والمضرات. الحنو على اليتامى سبب لرقة القلب وذهاب قسوته: شكا رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم قسوة قلبه فأوصاه أن يمسح رأس اليتيم. إكرام اليتيم سبيل إلى الفوز بالجنة والنجاة من النار، قال تعالى في وصف المؤمنين المتقين: ﴿ وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا * إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا * فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا * وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا ﴾ [الإنسان: 8 - 12].
أخذ الله العهد على الأمم قبلنا بالإحسان إلى اليتامى فقال تعالى: ﴿ وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لاَ تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ ﴾ [البقرة: 83]. حَثَّ الإِسلاَمُ على رعاية اليتيم بِتَوفِيرِ حاجاته ومتطلباته، وجعل النفقة عليه خير نفقة ينفقها المسلم، يرجو ثوابها عند الله، قَالَ تَعالَى: ﴿ يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلْ مَا أَنفَقْتُم مِّنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 215]، أوصى الله تعالى بحفظ مال اليتيم ورعايته وتنميته وعدم الاعتداء عليه بأي شكل من الأشكال، فقال: ﴿ وَلا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلاّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ ﴾ [الأنعام: 152]. الاعتداء على أموال اليتامى ظلم كبير وإثم عظيم، يوجب الله لصاحبه العقوبة في الدنيا والآخرة، يقول تعالى: ﴿ وَلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوباً كَبِيراً ﴾ [النساء: 2]، وقال سبحانه ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْماً إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَاراً وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً ﴾ [النساء: 2].
كفالة اليتيم الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ، أَوصَى بِالإِحْسانِ إِلى الأَيْتامِ، وأَمَرَ لَهُمْ بِجَمِيلِ الرِّعايَةِ وحُسْنِ القِيامِ، وأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وأَشْهَدُ أَنَّ مُحمَّداً عَبْدُاللهِ ورَسُولُهُ، وَجَدَهُ ربه يَتِيماً فَآواهُ، وضَالاًّ فَأَرشَدَهُ وهَداهُ، وعَائلاً فَرَزَقَهُ وأَغنَاهُ، - صلى الله عليه وسلم - وَعلَى آلِهِ وصَحْبِهِ رُعاةِ حُقُوقِ المِسكِينِ واليَتِيمِ، وعَلَى مَنْ سَارَ علَى نَهْجِهم واقتفى أثرهم إِلى يَوْمِ الدِّينِ. أَمّا بَعْدُ: فلا يخلو مجتمع من أطفال يتامى فارق الموت عنهم آباءهم قبل وصولهم سن التكليف، ومعلوم حاجة اليتيم إلى العطف والحنان والعناية والرعاية والإحسان، ذلكم ما أولاه الإسلام العناية البالغة، وأكده في نصوص قرآنية وحديثية كثيرة. أمر الله تعالى بالإحسان إلى اليتامى فقال عز وجل: ﴿ وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى ﴾ [النساء: 36] وقال عز وجل: ﴿ وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ ﴾ [البقرة: 220].
للتبرع والاطلاع على المشاريع الأخرى يمكنكم زيارة متجر الجمعية