وعندما خرج نبي الله يونس عليه السلام من فم الحوت وقذف به علي منطقة رملية وجد نفسه عريانا مريضا مغموما.. انبت الله له شجرة من اليقطين "القرع " حيث أنه كان ملتصقا عليه عوالق البحر من القشريات، و هذه رائحتها تجذب الذباب وهو أمر لا ينطبق علي شجرة اليقطين وورقه هو الشجر الوحيد الذي ينفر الذباب لأنه يصدر هورمون تنفر منه الحشرات الطائرة.. بل أن ورق شجر اليقطين يمتاز بكونه يضاف يستطيع أن يحمي من أشعة الشمس وهو ما حدث مع سيدنا يونس. كم لبث نبي الله يونس في بطن الحوت. وهو ما يتكرر مع ثمرته فهي تؤكل بمجرد أن تظهر، فلا حاجة لانتظارها حتى تنضج وتؤكل نيئة ومطبوخة كما لا يحتاج آكلها إلى شرب الماء لأنها تمده بكل ما يحتاجه جسمه وهي فوائد كان يحتاجها نبي الله يونس في هذه الظروف الصعبة وهنا علينا أن نضع فوائد شجرة اليقطين المتعددة في السياق الذي كان يعيش فيه سيدنا يونس بعد خروجه من بطن الحوت فقد كان مريضا مهموما مرهقا وهنا جاء لطف الله عبر انبات شجرة اليقطين فالشجرة تحتوي على مضادات حيوية طبيعية و خوافض للحرارة، و منشطات لوظائف الكلى والكبد ومهدئات للأعصاب. فوائد مذهلة لشجرة اليقطين فوائد شركة الياقطين لا تتوقف عند هذا الحد بل تمتد لكون شجرة اليقطين تعمل كمضادات للصداع ومعالج لعدد من الأمراض منها قصور القلب والتهاب المسالك والحروق والسعال والربو وهي حزمة من الأمراض كان يعاني من أغلبها سيدنا يونس بعد ان مكث في بطن الحوت ثلاثة أيام قبل أن يحل عليه لطف ربه ورحمته مصداقا لقوله تعالي " فلولا أنه كان من المسبحين.
فهذه هي قصة يونس عليه السلام كما صورها القرآن، وفيما ذكر تحصل العبرة والبيان والتطلع إلى ما وراءه مما لا ينبغي من معرفة جميع تفاصيل القصة وجميع جزئياتها مما لا يفيدنا في ديننا أو دنيانا، فالاشتغال بما يفيد وتعلم ما ينفع أولى. وأما ما سألت عنه من مدة لبثه في بطن الحوت وطعامه وشرابه ونحو ذلك من حركاته، فلم نقف على خبر من كتاب أو سنة به فيما اطلعنا عليه غير ما ذكره ابن كثير في تفسيره عن مدة لبثه في بطن الحوت عن سعيد بن أبي الحسن البصري قال: مكث في بطن الحوت أربعين يوماً. رواه ابن جرير، وقال البغوي في تفسيره: فمكث فيه أربعين من بين يوم وليلة. وقال عطاء: سبعة أيام. وقيل: ثلاثة أيام. وقال أبو السعود: قذفه الحوت إلى الساحل بعد أربع ساعات كان فيها في بطنه وقيل بعد ثلاثة أيام. وقال الألوسي: قذفه إلى الساحل بعد ساعات. كم جلس يونس في بطن الحوت كمثال النسيح. قال الشعبي: التقمه ضحى ولفظه عشية. وعن قتادة أنه بقي في بطنه ثلاثة أيام وهو الذي زعمته اليهود. وعن جعفر الصادق رضي الله تعالى عنه أنه بقي سبعة أيام. وهذه جملة من الأقوال مما ذكر في مدة لبثه ولم نقف لها على دليل من كتاب أو سنة فيما اطلعنا عليه ولا على خبر بطعامه وشرابه، والأولى كما ذكرنا سابقاً أن يعرض المرء عن مثل ذلك ويشتغل بما ينفعه فيتفقه في دين الله ليكون ممن أراد الله بهم خيراً، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه: من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين.
الصبر مفتاح الفرج خرج يونس -عليه السلام- غاضباً عليهم، وعلى حالهم، وعدم نزول العذاب الموعود فيهم، وظنّه كذلك أنّ الله -تعالى- سيعطيه فُسحة من المجال؛ ليدعو أقواماً آخرين طالما أنّ قومه لم يأخذوا بكلامه، ولم يستجيبوا له، لكنّ الله -تعالى- أراد شيئاً مختلفاً وهو الهداية المتأخّرة لقومه نفسهم. الصبر؛ فالصبر مفتاح الفرج، وهو طريق تحقيق الغايات التي تأخّر ظهورها، والداعي إلى الله -تعالى- عليه أن يكون صبوراً في دعوته، فالناس تخاف وتتوجس من التغيير، وتكسل عن العبادات فتتأخّر، فعلى المسلم الداعية إلى ربّه -عزّ وجلّ- أن يكون صبوراً، طويل النفس؛ ليصل إلى غايته العظيمة. لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ الاستمساك بصيغة التسبيح الواردة في قصة يونس عليه السلام، وهي: (لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ)،[ الأنبياء، آية: 87]، فهي جامعة، شاملة للتوحيد، والتسبيح، والاعتراف بفضل الله -تعالى- على العبد، حيث قال الرسول صلّى الله عليه وسلّم: (دَعْوةُ ذي النُّونِ إذ دَعا وهو في بطْنِ الحُوتِ: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين؛ لم يَدْعُ بها رجُلٌ مُسْلِمٌ في شَيءٍ إلا اسْتجاب اللهُ لَهُ).
فشَامَه ثمَّ قعد، فهو هذا»، قال: ولم يعاقبه رسول الله صلى الله عليه وسلم (رواه البخاري4139). معنى الحلم والأناة – ابداع نت. التفضيل على الشخص المسيء ومِن ذلك ما رواه أنس بن مالك رضي الله عنه، حيث قال: "كنت أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعليه بردٌ نجرانيٌّ غليظ الحاشية، فأدركه أعرابيٌّ، فجبذه بردائه جَبْذَةً شديدةً، حتى نظرت إلى صفحة عاتق رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أثَّرت بها حاشية البُرْد مِن شدَّة جَبْذَته، ثمَّ قال: يا محمَّد! مُرْ لي مِن مال الله الذي عندك، فالتفت إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثمَّ ضحك، ثمَّ أمر له بعطاء" (رواه البخاري). [1]
أمرت الشريعة بالرفق والحلم والأناة ورغبت فيها، وحثت على التخلق بها، وقد حث الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم على التخلق بهذه الأخلاق العظيمة، وبين صلى الله عليه وسلم محبة الله للمتصفين بها. فضل الحلم والأناة والرفق معنى قوله: (والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس) معنى قوله: (خذ العفو وأمر بالعرف) معنى قوله: (ادفع بالتي هي أحسن) عن ابن عباس رضي الله عنهما كما في صحيح مسلم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لـ أشج عبد القيس: ( إن فيك خصلتين يحبهما الله: الحلم والأناة). الحلمُ والأناة. وقد جاء وفد عبد القيس من ضمن الوفود الذين قدموا على النبي صلى الله عليه وسلم يتعلمون الإسلام، فقدموا عليه وكان أحدهم أشج، يعني: كان به جرح مفتوح في يوم من الأيام ثم التأم بعد ذلك، وكان قد شج في مشاجرة مع قريب له، فضربه بشيء شج رأسه، فكان مشهوراً بهذا الوصف، أشج عبد القيس ، يعني: المشجوج من بني عبد القيس. فلما قدموا ابتدروا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وكل يريد أن يسلم عليه، صلوات الله وسلامه عليه؛ لينال من بركة النبي صلى الله عليه وسلم، فتأخر هذا الرجل قليلاً؛ فقد كانوا أتوا من سفر، وقد اتسخت ثيابهم، فأراد أن يتنظف، فنظف نفسه ولبس ثوبين طيبين، ودخل إلى النبي صلى الله عليه وسلم في هيئة جميلة، ففرح به النبي صلى الله عليه وسلم أكثر من فرحه بالآخرين، وقال لهذا الرجل معظماً فعله: ( إن فيك لخصلتين يحبهما الله الحلم)، أنك حليم، أي: تحلم وتعفو عمن يسيء إليك.
اتسم النبي الكريم إبراهيم عليه السلام بأخلاق الأحلام. جاء ذلك على لسان الله القدير في الآية 75 من سورة هود ، "إبراهيم حالم ومدافع وفاسد". كما أمرنا الله تعالى أن نخلق حلمًا ، لأنه مصدر سعادة ورضا وأخوة في حياته. المؤمن القوي هو الذي يتميز بخلق الحلم ، كما جاء في القرآن الكريم في كلام الله تعالى في سورة الشورى الآية 43: "ومن يصبر ويغفر فذلك من أجل تحديد الأمور ". كتب الله أجرًا وأجرًا عظيمًا لكل مسلم يتسم بأخلاق الأحلام. أشار الرسول إلى الثواب ، على لسان حبيبنا المختار ، أنه صلى الله عليه وسلم يضطهد الغضب ، وقادر على تنفيذه ؛ دعاه الله سبحانه على رأس الخليقة (يوم القيامة حتى يخير ساعة العين كما يشاء). يشار إلى أن كلمة "صبر" تشير إلى الاتزان أو النضج في القرآن الكريم ، ولهذا ورد ذكرها في سورة الأحزاب. أصبح عصرنا من العصور التي تعتمد على السرعة وقياس العمل والإنتاج بمدى الإنجاز ، فغاب عنا الصبر والنوم والصبر. غابت ثمار الأحلام والصبر عن حياة المسلمين ، خاصة أنها كانت من صفات الأنبياء. ثمار الحلم والحسرة هي القدرة على التحكم في الغضب وضبط النفس من خلال تجنب المشاكل التي يمكن أن تعرض الشخص للخسارة.