أو بالوعد لعامة المتقين بالخلاص عن مضار الدارين، والفوز بخيرهما من حيث لا يحتسبون. أو كلام جيء به للاستطراد عند ذكر المؤمنين. وعنه صلّى الله عليه وسلم: «إني لأعلم آية لو أخذ الناس بها لكفتهم» (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ) فما زال يقرؤها ويعيدها». "وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً" - منتدى الرقية الشرعية. وروي «أن سالم بن عوف بن مالك الأشجعي أسره العدو، فشكا أبوه إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلم، فقال له: «اتق الله، وأكثر قول: لا حول، ولا قوة إلا بالله. ففعل، فبينما هو في بيته إذ قرع ابنه الباب ومعه مائة من الإِبل، غفل عنها العدو فاستاقها». وفي رواية «رجع ومعه غنيمات ومتاع». اهـ. وفي تفسير أبي السعود: وقوله تعالى: {ومن يتق الله} الخ جملة اعتراضية، مؤكدة لما سبق من وجوب مراعاة حدود الله تعالى بالوعد على الاتقاء عن تعديها، كما أن ما تقدم من قوله تعالى: ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه، مؤكد له بالوعيد على تعديها. فالمعنى: ومن يتق الله فطلق للسنة، ولم يضار المعتدة، ولم يخرجها من مسكنها، واحتاط في الإشهاد، وغيره من الأمور: {يجعل له مخرجا}، مما عسى يقع في شأن الأزواج من الغموم والوقوع في المضايق، ويفرج عنه ما يعتريه من الكروب {ويرزقه من حيث لا يحتسب} أي من وجه لا يخطر بباله ولا يحتسبه.
ومن يتق الله يجعل له مخرجاً سماحة السيد كمال الحيدري قال تعالى: (( وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً ٭ وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لاَيَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللهُ لِكُلِّ شَيْء قَدْرا)) (1). ومن يتق الله يجعل له مخرجا لقضاء الحوائج. بيّنا في مقالاتٍ سابقة أنّ أهل التقوى لهم مراتب ، وأنّهم يختلفون في درجاتهم من حيث المعرفة والعمل الصالح ، وهذا معناه أنّ ولاية الله لهم ، تلائم حالهم في إخلاص الإيمان والعمل ، لأنّ الله تعالى يقول: (( وَاللهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ)) (2) ، ويقول: (وَاللهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ) (3). وعلى هذا الأساس ، فنصيب المخلصين من أولياء الله من هذه الآية شيء ، ونصيب من هو دونهم من المؤمنين المتوسّطين شيء آخر ، أمّا نصيب المخلصين فهو ( أنّ من اتقى الله بحقيقة معنى تقواه ( اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ) (4) ، ولا يتمّ ذلك إلاّ بمعرفته تعالى بأسمائه وصفاته ، ثمّ تورّعه واتقائه بالاجتناب عن المحرّمات وتحرز ترك الواجبات خالصاً لوجهه الكريم (( مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ)) (5). ولازمه أن لا يريد إلاّ ما يريده الله من فعل أو ترك ، ولازمه أن يستهلك إرادته في إرادة الله ، فلا يصدر عنه فعل إلاّ عن إرادة من الله ، ولازم ذلك أن يرى نفسه وما يترتّب عليها من سمة أو فعل ، ملكاً طلقاً لله سبحانه ، يتصرّف فيها ما يشاء ، وهو ولاية الله ، يتولّى أمر عبده ، فلا يبقى له من الملك بحقيقة معناه شيء إلاّ ملّكه الله سبحانه ، وهو المالك لما ملّكه ، والمُلك لله عزّ اسمه ، وعند ذلك ينجيه الله من مضيق الوهم ، وسجن الشرك بالتعلّق بالأسباب الظاهرية (( يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لاَيَحْتَسِبُ) (6).
والتقوى موضعها القلب يقول صلى الله عليه وسلم:" التقوى هاهنا ويشير إلى صدره" وتظهر آثارها على الجوارح بعمل الطاعات وإجتناب المحرمات.
والمخرج هو موضع الخروج، وهو الخروج، وإنما يطلب الخروج من الضيق والشدة، وهذا هو الفرج والنصر والرزق، فَبَين أن فيها النصر والرزق، كما قال: "أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ" قريش- 4. ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم "وهل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم؟ بدعائهم، وصلاتهم، واستغفارهم" هذا لجلب المنفعة، وهذا لدفع المضرة. وقد روي عن أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال "لو أخذ الناس كلهم بهذه الآية لكفتهم". ومن يتق الله يجعل له مخرجا بالصور. ومن كمال التوكلِ فعلَ الأسباب، لأن بعض الناس قد يظن خطأ أن التوكل يعني تعطيل الأسباب، وهذا غلط بيّن وخلط بين التوكل والتواكل والفرق بين الكلمتين حرف واحد، ولكن الفرق في المعنى شاسع وكبير، فالتوكل الذي دعا إليه الإسلام هو الاعتماد على الله تعالى وتفويض الأمر إليه في جميع أمور الحياة مع الأخذ بالأسباب في العمل والسعي والتفكير للوصول للمراد، والإيمان بأنّ الله هو الميسّر للأمور وما أراد يحصل وما لم يرد لن يحصل مع الحرص على المحاولة. بينما التواكل هو عدم الأخذ بالأسباب أو السعي للحصول على الرزق بحجة أن الله الرازق، والتواكل يتنافى مع العقيدة الإسلامية لما في التواكل من الاعتماد على الغير.
يا لها من مكتبة عظيمة النفع ونتمنى استمرارها أدعمنا بالتبرع بمبلغ بسيط لنتمكن من تغطية التكاليف والاستمرار أضف مراجعة على "فقه اللغة" أضف اقتباس من "فقه اللغة" المؤلف: عبدالحميد أبو سكين الأقتباس هو النقل الحرفي من المصدر ولا يزيد عن عشرة أسطر قيِّم "فقه اللغة" بلّغ عن الكتاب البلاغ تفاصيل البلاغ
موقع مـداد علمي شرعي ثقافي غير متابع للأخبار و المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
ولا شكّ في أنّ علماء اللّغة عندما ألّفوا كتبا في هذا المعنى سمّوها فقها إنّما كانوا واعين بهذه المشكلة. وعلى العموم فكلّ ما يؤلّف من قواميس تعتني بالمركّبات من المركّب الجزئي إلى الجملة في الأمثال وغيرها من العبارات المجهَّزة يدخل في هذا الفنّ. مراجع [ عدل] وصلات خارجية [ عدل] ألكسو كتاب شبكة مشكاة الإسلامية معاجم منتديات تكنولوجيا العين الذهبية [1]