وحكم ذكر الكبير والصغير واحد عند الشافعي، وقال الزهري والأوزاعي: لا ينقض مس ذكر الصغير، لأنه يجوز مسه، والنظر إليه، بخلاف الكبير. والذي نرجحه هو القول الأول، وهو أن مس الذكر لا ينقض الوضوء بحال، وإذا كان المس بشهوة استحب الوضوء منه، فإن الأمور التي تعم بها البلوى، وتقع كثيرا في الناس، لا بد أن يبينها الرسول بيانا عاما، ينقل عنه، ويعرف بين المسلمين، ولا يتصور أن يختص به واحد أو اثنان منهم دون سائر الأمة. ولم يصح حديث في هذا الأمر غير حديث بسرة بنت صفوان، والعجيب ألا ينقل هذا الأمر الذي يخص الرجال إلا امرأة، فلو صححنا حديثها لقلنا: إن الأمر فيه للاستحباب، وهو متفق مع أصلنا الذي اخترناه، وهو أن الأصل في الأوامر النبوية: الاستحباب، إلا ما قامت قرينة فيه تنقله إلى الوجوب. قال شيخ الإسلام ابن تيمية: الأظهر أن الوضوء من مس الذكر: مستحب لا واجب، وهكذا صرح به الإمام أحمد في إحدى الروايتين عنه.. وبهذا تجتمع الأحاديث والآثار: بحمل الأمر على الاستحباب، ليس فيه نسخ قوله: " وهل هو إلا بضعة منك؟". حكم نقض الوضوء من لمس الزوجة. وحمل الأمر على الاستحباب أولى من النسخ.
متفق عليه وهذا لفظ البخاري ولا ينقض المس بغير اليد على الصحيح من كلام أهل العلم. وراجع الفتويين التاليتين: 9014 ، 3892. والكلام الفاحش إذا كان خارج الصلاة لا يبطلها، وكذلك لا تأثير له على الوضوء، لكن يجب على المسلم حفظ لسانه عن كل ما ينهى عن التلفظ به، فقد كان من هديه صلى الله عليه وسلم البعد عن كل لفظ فاحش، فعن عبد الله بن عمر متحدثا عن خلق صلى الله عليه وسلم: لم يكن فاحشا ولا متفحشا وقال: إن من أحبكم إلي أحسنكم أخلاقا. متفق عليه. وفي مسند الترمذي وصحيح ابن حبان وغيرهما قال صلى الله عليه وسلم: ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن وأن الله ليبغض الفاحش البذي. مس العورة وأثره على نقض الوضوء - فقه. وصححه الشيخ الألباني. وللمزيد عن هذا الموضوع راجع الفتوى رقم: 6923. والله أعلم.
السؤال: هذه رسالة وردتنا من زوجة طبيب مسلم، تقول فيها: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: زوجي بحكم عمله كطبيب نسائي يكشف على عورات النساء، مما يضطره إلى لمسهن، وهو يلبس قفازين نايلو، فهل إذا كان متوضئ ولمس عورة المرأة وهو يلبس القفاز ينتقض وضوءه أم لا؟ الجواب: إذا لمس العورة من دون حائل لا ينتقض، لا هو ولا غيره، إذا لمس الرجل عورته من وراء الإزار، أو من وراء السراويل؛ لا ينتقض وضوؤه، وهكذا المرأة إذا لمست عورتها من وراء الإزار، أو من وراء السراويل، لا تبطل الطهارة. وهكذا الرجل الطبيب إذا لمس العورة دعت الحاجة إلى كشفه عن المرأة، وعلاج فرجها؛ فإنه إذا مس الفرج من دون حائل، لا ينتقض وضوؤه، بخلاف إذا مسه باللحم مس اللحم اللحم، فإنه ينتقض الوضوء، نعم. فتاوى ذات صلة
وهما: لمك بن متوشلخ وشمخى بنت أنوش; ذكره القشيري والثعلبي. وحكى الماوردي في اسم أمه منجل. وقال سعيد بن جبير: أراد بوالديه أباه وجده. وقرأ سعيد بن جبير " لوالدي " بكسر الدال على الواحد. قال الكلبي: كان بينه وبين آدم عشرة آباء كلهم مؤمنون. وقال ابن عباس: لم يكفر لنوح والد فيما بينه وبين آدم عليهما السلام. ولمن دخل بيتي مؤمنا أي مسجدي ومصلاي مصليا مصدقا بالله. وكان إنما يدخل بيوت الأنبياء من آمن منهم فجعل المسجد سببا للدعاء بالغفرة. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: " الملائكة تصلي على أحدكم ما دام في مجلسه الذي صلى فيه ما لم يحدث فيه تقول: اللهم اغفر له ، اللهم ارحمه. " الحديث. وقد تقدم. وهذا قول ابن عباس. بيتي مسجدي; حكاه الثعلبي وقاله الضحاك. وعن ابن عباس أيضا: أي ولمن دخل ديني; فالبيت بمعنى الدين; حكاه القشيري وقاله جويبر. وعن ابن عباس أيضا: يعني صديقي الداخل إلى منزلي; حكاه الماوردي. ربي اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي مومنا. وقيل: أراد داري. وقيل سفينتي. وللمؤمنين والمؤمنات عامة إلى يوم القيامة; قاله الضحاك. وقال الكلبي: من أمة محمد صلى الله عليه وسلم. وقيل: من قومه; والأول أظهر. ولا تزد الظالمين أي الكافرين. إلا تبارا إلا هلاكا; فهي عامة في كل كافر ومشرك.
رَّبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَن دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا (28) ( رَبِّ اغْفِرْ لِي) وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ)... إلى قوله: ( تَبَارًا). حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، قال: تلا قتادة لا تَذَرْ عَلَى الأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا ثم ذكره نحوه. ربي اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي اس. وقوله: ( رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ) يقول: ربّ اعف عني، واستر عليّ ذنوبي وعلى والدي ( وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا) يقول: ولمن دخل مسجدي ومصلايَ مصلِّيا مؤمنا، يقول: مصدّقا بواجب فرضك عليه. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. * ذكر من قال ذلك: حدثنا بشر بن آدم، قال: ثنا عبد الرحمن بن مهدي، قال: ثنا سفيان، عن أبي سنان، عن الضحاك ( وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا) قال: مسجدي. حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن أبي سلمة، عن أبي سنان سعيد، عن الضحاك مثله. وقوله: ( وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ) يقول: وللمصدّقين بتوحيدك والمصدّقات. وقوله: ( وَلا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلا تَبَارًا) يقول: ولا تزد الظالمين أنفسهم بكفرهم إلا خسارًا.
* ذكر من قال ذلك: حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قوله: ( إِلا تَبَارًا) قال: خسارًا. وقد بينت معنى قول القائل: تبرت، فيما مضى بشواهده، وذكرت أقوال أهل التأويل فيه بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع. حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، قال: قال معمر: ثنا الأعمش، عن مجاهد، قال: كانوا يضربون نوحًا حتى يُغْشَى عليه، فإذا أفاق قال: ربّ اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون.
وعن ابن عباس أيضا: يعني صديقي الداخل إلى منزلي; حكاه الماوردي. وقيل: أراد داري. وقيل سفينتي. وللمؤمنين والمؤمنات عامة إلى يوم القيامة; قاله الضحاك. وقال الكلبي: من أمة محمد صلى الله عليه وسلم. وقيل: من قومه; والأول أظهر. إسلام ويب - تفسير القرطبي - سورة نوح - قوله تعالى رب اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمنا - الجزء رقم16. ولا تزد الظالمين أي الكافرين. إلا تبارا إلا هلاكا; فهي عامة في كل كافر ومشرك. وقيل: أراد مشركي قومه. والتبار: الهلاك. وقيل: الخسران; حكاهما السدي. ومنه قوله تعالى: إن هؤلاء متبر ما هم فيه. وقيل: التبار الدمار; والمعنى واحد. والله أعلم بذلك. وهو الموفق للصواب.